مقال اليوم بعد الفاجعةما العمل

مقال اليوم: بعد الفاجعة...ما العمل؟

مقال اليوم: بعد الفاجعة...ما العمل؟

 صوت الإمارات -

مقال اليوم بعد الفاجعةما العمل

عريب الرنتاوي
بقلم - عريب الرنتاوي

ليست الفاجعة الأولى، فقد سبقتها فجيعة أطفال البحر الميت...ونأمل أن تكون الأخيرة، مع أننا لسنا واثقين من أنها ستكون الأخيرة، ما لم يُبنَ على الكارثة مقتضاها، ومقتضى الكارثة، "إعادة نفض" الجهاز البيروقراطي بعامة ومؤسسات النفع العام، بعد كل ما أصابه وأصابها، من ترهل وتآكل في المهنية والمسؤولية والأداء...الكارثة في مستشفى السلط الحكومي، ليست سوى رأس جليد، المخفي منه أعظم.

ولا يتعين أن تأخذنا "الفزعة" مرة أخرى، ثم نعود لننام على حرير أوهامنا من جديد، بانتظار صدمة أخرى، وفزعة ثانية...هذه ليست سياسة...هذه ليست إدارة.

لطالما أعطينا "الإصلاح الإداري" مكانة الصدارة على جدول أولوياتنا الإصلاحية الوطنية، لكن حصيلة الجهد المبذول، لم تختلف عن حصاد مسار الإصلاح الاقتصادي الذي بدأناه منذ قرابة "الثلث قرن"، وإذا بأرقام العجز والمديونية والبطالة وخط الفقر، تلتهم كافة طموحاتنا وتطلعاتنا...وإذ بنا نراوح في قعر الحفرة السحيقة التي هوينا إليها، من دون أن تلوح في الأفق، بوادر نهوض واستنهاض.

آن الأوان، لمراجعة سياسات التعيين والتوظيف، وتفعيل مبدأ المحاسبة، بما هو تكافؤ فرص، ومنافسة شفافة تنتهي لصالح الأكفأ والأقدر، لا "واسطات" ولا "محسوبيات"...آن أوان إعمال مبدأ مكافأة المنجز ومحاسبة المقصر والمسيء والخامل، الذي ينتهي نهاره منذ لحظة توقيعه صباحاً على سجل الدوام الرسمي.

أن الأوان، لتفعيل وترشيق "التقاضي" الذي يعيد للناس حقوقها، وفي أسرع وقت، وعلى قاعدة "سيادة القانون"، وأن القانون فوق الجميع، لا يسترضي أحداً ولا يخشى أحدا...آن أوان الانتهاء من "فولكلور" لجان التحقيق، التي لا نعرف كيف تشكلت وكيف أنهت أعمالها، وماذا ترتب عليها.

فاجعة السلطة، كفاجعة البحر الميت، أصابت كل بيت أردني في قلبه وعقله ووجدانه، والأسر الأردنية على امتداد المملكة، تعيش يوم حداد وطني، وقلوب أبنائها وبناتها، تتقافز بعد أن علا نبضها بالتضامن والتراحم مع العائلات الثكلى والمنكوبة...فاجعة السلطة، أعطت لـ "الجائحة" مذاقاً أكثر مرارة، فنحن نفهم أن تكون لنا موارد محدودة، بيد أننا لا نفهم، ولا نغفر، خسارة أرواحٍ بريئة، لتقصير هنا، أو إهمال هناك...نحن لا نقبل، ولا نغفر، أن يموت أردنيون على أسرة الاستشفاء، جراء "لا مبالة" و"قلة اكتراث أو مهنية"...هذه أرواح الأردنيين، في بلد "الانسان أغلى ما نملك".

أمس، كان لحظة فارقة في يومياتنا، ولولا زيارة الملك العاجلة (إقراء الفورية) لمسرح الفجيعة، لما هدأت الأنفس قليلاً، ولما بُلسمت الجراح الراعفة، ولربما حدث ما لا تحمد عقباه، فهول الكارثة، وضع "العقول على الكف" كما يقال.

أن يتحمل (أو يُحمل) وزيرٌ المسؤولية الأدبية والأخلاقية، فيستقيل (أو يُقال)، فهذا أمرٌ مطلوب، وهو يندرج في باب "أضعف الإيمان"، لكن ذلك لا يعفي الدولة من مواصلة التحقيق القضائي (الجنائي)، ولا يحول دون رؤية المسؤولين عن الفجيعة، خلف القضبان، أقله ليكونوا "عبرة لمن اعتبر".

ما حصل في مستشفى السلط الحكومي، أمرٌ جلل، بكل المقاييس، يستوجب كل هذه الوقفة، وأكثر منها...لكن "المحاسبة" يجب أن تصبح ديدننا، وجزءاً لا يتجزأ من ممارستنا اليومية، فلا يتعين أن "يموت الناس" كي نتحرك بقوة، كافة مظاهر التعطيل والعرقلة و"الفوقية" والتسويف، في أداء المؤسسات الحكومية الشركات العامة والقطاع الخاص، هي جنحة أو جناية، تستوجب المحاسبة والعقاب، فلا أمان وظيفي للمقصر، والقطاع الحكومي، لا يجب أن يظل "بيت أبي سفيان"، لا أمن ولا أمان فيه، لمن يعرقلون مصالح الناس، ويستصغرون مصالحهم وحاجاتهم، وأحياناً "حيواتهم" كما رأينا في غير موقع…لنجعل من الفجيعة، فاتحة لسؤال ما العمل، وخاتمة لأحزاننا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقال اليوم بعد الفاجعةما العمل مقال اليوم بعد الفاجعةما العمل



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 14:42 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 17:17 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 19:08 2015 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

طقس فلسطين غائمًا جزئيًا والرياح غربية الأربعاء

GMT 02:06 2016 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

"سامسونغ" تطلق Galaxy S7 قريبًا

GMT 14:46 2014 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق كتاب للشيخة اليازية بنت نهيان بن مبارك آل نهيان

GMT 22:58 2015 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

سامسونغ تربح المليارات والفضل للهاتف "S6"

GMT 14:40 2017 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

كلاب الدرواس تهاجم الناس وتقتل المواشي في مقاطعة صينية

GMT 07:31 2013 السبت ,24 آب / أغسطس

الصين ضيفة شرف معرض إسطنبول للكتاب

GMT 04:15 2016 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

ديمو P.T يعاد تطويره في لعبة Dying Light

GMT 09:00 2015 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

شركة "سوني" تكشف رسميًا عن هاتفها "إكسبريا زي 4"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates