الحكومة إذ تستيقظ على الحاجة لحفز الإصلاح السياسي
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
الأحد 9 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

الحكومة إذ تستيقظ على الحاجة لحفز الإصلاح السياسي!

الحكومة إذ تستيقظ على الحاجة لحفز الإصلاح السياسي!

 صوت الإمارات -

الحكومة إذ تستيقظ على الحاجة لحفز الإصلاح السياسي

عريب الرنتاوي
بقلم - عريب الرنتاوي

لسنوات طوال، ظلّت الحكومات المتعاقبة تعيش "حالة إنكار" لحاجة الأردن والأردنيين لعملية إصلاح سياسي عميقة وشاملة...بعضها طالما ادّعى بأن الشوط الذي قطعناه كان كافياً، وأن ما تبقى علينا فعله، ليس سوى "رتوش" لتظهير الصورة الجميلة للديمقراطية الأردنية...بعضها كان أكثر "جرأة" حين نفى عن الشعب الأردني، جاهزيته للديمقراطية القائمة على التعددية الحزبية...وجميعها من دون استثناء، وضعت ملف الإصلاح السياسي في أسفل قائمة أولوياتها.

مع أن أوراق الملك النقاشية وكتب التكليف لحكوماته المتعاقبة، ومؤخراً حديثه الشامل مع وكالة الأنباء الأردنية "بترا"، لطالما شددت على الحاجة لتعزيز المشاركة السياسية و"زيادة مشاركة الأحزاب والشباب في البرلمان"، ودعت بصورة لا تقبل اللبس أو التأويل، إلى "إعادة النظر بالقوانين الناظمة للحياة السياسية، كقانون الانتخاب وقانون الأحزاب وقانون الإدارة المحلية"، وصولاً "إلى حياة حزبية برامجية راسخة، تمثل فكر الأردنيين وانتماءاتهم، وتحمل همومهم وقضاياهم الوطنية الجامعة".

أياً يكن من أمرٌ، لقد أدركت الحكومة أخيراً، أن قانون الانتخاب، من ضمن رزمة التشريعات الناظمة للعمل الوطني العام، بحاجة لمراجعة جادة، وأن تجريب القانون الساري، لدورتين انتخابيتين، جاء مخيباً للآمال، أو لم يحقق أغراضه، وبوعد من الحكومة هذه المرة، بفتح هذه القوانين، تباعاً، وتقديمها للبرلمان، بعد التشاور مع الشركاء والأطراف ذات الصلة.

والحقيقة أنه لم يبق حزب سياسي واحد، أو مؤسسة مدنية أو مركز أبحاث، من دون أن يوجه أشد الانتقادات للإطار التشريعي للعمل الحزبي والبرلماني في الأردن، والمطالبة بإصلاح جذري لقانون الانتخابات...بل أن كثيرين منّا، عرضوا لصورة البرلمانات قبل إجراء الانتخابات، استناداً لمعرفة عميقة بالقانون، وما يمكن أن يفرزه...لسنا أمام لغز، قل أي برلمان تريد، ونحن نضع بين يديك القانون الذي سيأتيك به، هذا هو لسان خبراء قوانين الانتخاب، وهم كثر.

تزامنت اليقظة الحكومية للحاجة لتسريع مسار الإصلاح السياسي، مع واقعتين صادمتين: الأولى؛ غلبة "الفردية" على المجلس الحالي، ووجود ما يقرب من مئة نائب جديد، لا يُعرف عنهم شيئاً، وتآكل دور الأحزاب في المشهد السياسي والبرلماني الأردني...والثانية؛ تقرير المركز الوطني لحقوق الانسان والذي تحدث عن "مخالفات جسيمة، عابت عملية الانتخاب برمتها"، امتداداً لتصريحات سابقة لرئيسه دعا فيها لإعادة النظر في الانتخابات قبل "أن تقع الفأس بالرأس".

سنوات عديدة، تم تبديدها في جدل عقيم حول "جنس الملائكة"، بحثاً عن سؤال أين تكمن المشكلة؟ في القوانين والتشريعات، أم في الأحزاب ذاتها، ولطالما جادل كاتب هذه السطور بأن الأحزاب تُبنى ويتعزز دورها بقانون الانتخاب، وأن قانون الأحزاب ليس سوى "علم وخبر" في أحسن الحالات، وأن لا قيود على تشكيل الحزب، وإنما على "تمويله" من الخزينة، حتى لا يتبدد المال العام، وتصبح الأحزاب، وظيفة من لا وظيفة لهم.

لكن "أن تصل متأخراً خير من ألا تصل"، حكمة قديمة، تظل صالحة على ما فيها من معاني الإرجاء والتسويف والمماطلة، وتبرير العجز عن الرؤية وامتلاك إرادة التغيير...والمأمول أن تتخطى الحكومة الحالية، وهي تضع مشاريع قوانين جديدة للعمل العام، الحذر والحسابات "الصغيرة" لمن سبقها من حكومات، وأن تجرؤ على استحداث الاختراق على مضمار الإصلاح السياسي، وأن تتغير نظرة الدولة للحزب السياسي والعمل العام، وأن تعمل على توسيع "الفضاء العام" لحرية الرأي والتعبير والصحافة والتجمع وغيرها من حقوق...نقول ذلك من موقع اليقين، بأن هذا التوجه هو ما يخدم المصلحة الوطنية العليا للبلاد والعباد، وليس تطيراً من مجيء إدارة بايدن، أو قلقاً من "دفتر شروط" بروكسيل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحكومة إذ تستيقظ على الحاجة لحفز الإصلاح السياسي الحكومة إذ تستيقظ على الحاجة لحفز الإصلاح السياسي



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 18:01 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 08:18 2015 الأربعاء ,03 حزيران / يونيو

ريم الفيصل تفتتح معرض "إنجازات الملك سلمان"

GMT 07:38 2013 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

اختتام معرضي مكتبة الأسرة في اربد

GMT 21:06 2013 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السماح باستخدام الأجهزة اللوحية على الطائرات الأميركية

GMT 17:41 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

استوحي تسريحة شعرك لخريف 2017 من كارا ديليفين

GMT 00:12 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

شباب قسنطينة يكشف حقيقة تسريح لاعبيه

GMT 00:24 2019 الجمعة ,19 تموز / يوليو

تعرَّفي على أهم نقاط اتيكيت الأكل في الحفلات

GMT 12:12 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

‬ مورينيو يحذر برشلونة من خطورة محمد صلاح

GMT 08:59 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

ولي عهد الفجيرة يعزي أسرة الشهيد صقر اليماحي

GMT 03:06 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق فعاليات الدورة 29 من مهرجان أيام قرطاج السينمائية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates