هل سترد إيران على اغتيال زاده وما هي إمكانياتها وحساباتها

هل سترد إيران على اغتيال زاده؟ ...وما هي إمكانياتها وحساباتها؟

هل سترد إيران على اغتيال زاده؟ ...وما هي إمكانياتها وحساباتها؟

 صوت الإمارات -

هل سترد إيران على اغتيال زاده وما هي إمكانياتها وحساباتها

عريب الرنتاوي
بقلم - عريب الرنتاوي

ليست المرة، التي تمتد فيها "الذراع الطويلة" لإسرائيل إلى العمق الإيراني، فتطال عالماً، هو "أبو البرنامج النووي الإيراني"، مثلما طالت من قبله عدداً آخر من الأهداف النوعية...والمرجح أنها لن تكون الأخيرة، طالما ظلت ردود أفعال طهران، مقتصرة على التهديد والوعيد، تاركة لنفسها أمر اختيار الزمان والمكان المناسبين لترجمة "ثأرها" و"انتقامها"...إن لم تدفع إسرائيل الثمن، "من كيسها"، لن ترتدع، ولا يهم حكومة اليمين واليمين المتطرف، إن أقدمت إيران على ضرب أهداف بعيدة عنها، بذريعة أن "المعركة واحدة والعدو واحد"، كأن تضرب في العراق أو الخليج أو في أي مكان آخر...إسرائيل هي التجسيد الأكثر تطرفاً لقاعدة "من أمن العقاب أساء الأدب".

حرب إسرائيل على إيران، تصاعدت في ظل إدارة ترامب، كما لم يحصل قبلها، وغالباً بالتنسيق معها أو بضوء أخضر منها: ضربات لا تتوقف ضد أهداف إيرانية و"حليفة" في سوريا، حرب "سيبرانية" ضد منشآت اقتصادية وعسكرية، اغتيالات لعلماء، تحفزها وتشجع عليها، عمليات أمريكية من ذات الطبيعة، توّجت هذا العام، وفي مفتتحه باغتيال قاسم سليمان وأبو مهدي المهندس، وتتواصل هذه الأيام، بتوسيع قائمة الأفراد والمؤسسات المشمولة بنظام العقوبات الأمريكية، والتي طاولت بدورها، مروحة واسعة من حلفاء إيران و"حلفاء حلفائهم" كما في حالة الوزراء اللبنانيين الثلاثة.

الرد الإيران، إن أًريد له أن يكون "رادعا"، يجب أن يصدر عن طهران، وليس عن أي من حلفائها أو "أذرعها" في المنطقة...ويجب أن يطال هدفاً إسرائيلياً، وليس حليفاً لإسرائيل أو الولايات المتحدة، ويجب أن يكون مماثلاً في نوعيته، فاغتيال رجل بحجم ومكانة محسن فخري زادة، لا يمكن الرد عليه، إلا بانتقاء أهداف بحجمه أو وزنه.
لكن مشكلة طهران الأولى، أنها لا تمتلك الأذرع الاستخبارية، ولا تكنولوجيا التعقب والتجسس، التي تتوفر لإسرائيل في هذا المجال، تبدو إسرائيل متقدمة على إيران بخطوات ومسافات...كان يمكن تعويضها، لو أن الفرصة و"الإمكانية" متاحة لطهران لتوجيه ضربة عسكرية لإسرائيل في عمقها، منها مباشرة وليس عبر حلفائها في لبنان أو غزة أو سوريا...طهران تواجه "قيداً" جغرافياً – تكنولوجياً، يجعل أمراً كهذا متعذراً.

وبمناسبة الحديث عن "الحلفاء"، فليس من المتوقع أن "يتطوع" أي منهم للقيام بردة فعل نيابة عن طهران...بيان حزب الله الغارق في "دهاليز" الداخل اللبناني، ترك الكرة في ملعب طهران، وحماس والجهاد معنيتان بالتهدئة، خصوصاً الأولى، أكثر من أي شيء آخر، والحشد الشعبي، لم يستطع أن يثأر لنفسه ضد ضربات إسرائيلية تعرض لها داخل حدود بلاده، حتى يثأر لإيران، أما "الحوثي"، فلا أظن أنه في هذا الوراد كذلك، وهو الذي يخوض معركته مع "التحالف" و"حلفائه" على غير جبهة، وبأقل قدر من الإمكانات العسكرية والأمنية المتاحة.

مشكلة إيران الثانية، ذات طبيعة سياسية، فهي تعلم أن ضربة لإسرائيل، ستستدرج ردة فعل عسكرية أمريكية مباشرة، وربما مؤلمة وواسعة النطاق، وهذا ما تسعى طهران في تفاديه، أقله في الشهرين المقبلين، إذ يبدو الرئيس الأمريكي "المهزوم" في انتخابات الداخل، بحاجة لمقارفة عمل مثير، أو الحصول على "انتصار مبهر" في الخارج، لا يبقيه "حاضراً" في عقول مناصريه ومؤيديه فحسب، بل ويُبقي الباب مفتوحاً أمامه لتجريب حظوظه في المستقبل...ترامب كـ"الذئب الجريح"، يزداد خطورة، في الداخل والخارج، كلما اقترب من موعد العشرين من يناير 2021.

لذلك تبدو خيارات إيران محدودة للغاية، إن لم نقل معدومة...فلا هي قادرة على تنفيذ عمل "استخباري" من النوع الذي أودى بحياة زادة، ولا هي راغبة، ولا مصلحة لها، في فتح الباب أمام تصعيد عسكري واسع، يمكن أن يستدرج واشنطن إلى ما يشتهيه ترامب وبقايا إدارته، ولقد كان الأخير واضحاً بالأمس، حين "غرّد" مهدداً، بأن المس بحياة أي جندي أمريكي، سيكون سبباً كافياً لاستثارة رد فعل أمريكي مدمر ضد طهران.

ما يهم إيران اليوم، أكثر من أي وقت مضى، هو أن تنقضي فترة الشهرين القادمين، بأقل قدر من الخسائر، من دون معارك أو مواجهات عسكرية واسعة، على أمل أن تفتح علاقاتها مع الولايات المتحدة، صفحة جديدة، بقيادة جو بايدن...هذا هو الرهان الإيراني الرئيس، الأمر الذي يدفع على الاعتقاد، بأن طهران، ستبتلع خسارتها لـ"أبو برنامجها النووي"، كما ابتلعت خسارتها لـ"أبو دورها الإقليمي" مطلع العام.

لكن توالي الضربات الإسرائيلية و"الأمريكية" من دون رد فعل كافٍ، أضعف وسيضعف صدقية إيران وقيادتها وحرسها الثوري، ويجعل من خطابها الناري المهدد والمتوعد، نسخة غير مزيدة وغير منقحة، عن تصريحات عربية مماثلة، اشتهرت بخاتمتها المعروفة: نحن من يقرر زمان الرد ومكانه، مع أن هذا "الزمان" لم يأت يوماً، وظل المكان مفتوحاً بلا خرائط.

لا شك أن العملية الإسرائيلية في قلب طهران، سيما أن أفلت الفاعلون بفعلتهم، كما حصل في مرات عديدة سابقة، من شأنها أن تضعف معنويات "المحور" الذي تقوده طهران، فضلاً عن سيل الأسئلة والتساؤلات التي تثيرها حول "انكشاف" الحالة الأمنية في الداخل الإيراني، والتي مكنت إسرائيل، من تنفيذ عدة عمليات، وليس عملية واحدة، من دون أن تنجح أجهزة طهران الأمنية من وضع يدها على شبكات التجسس والدعم اللوجستي، المتورطة في تنفيذ أعمال بهذه الدقة وعلى هذه الدرجة من الخطورة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل سترد إيران على اغتيال زاده وما هي إمكانياتها وحساباتها هل سترد إيران على اغتيال زاده وما هي إمكانياتها وحساباتها



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 21:47 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عبدالله بن زايد يستقبل وزير الشؤون الخارجية في الهند
 صوت الإمارات - عبدالله بن زايد يستقبل وزير الشؤون الخارجية في الهند

GMT 21:21 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
 صوت الإمارات - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 21:21 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد
 صوت الإمارات - نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد

GMT 21:21 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

غوغل تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات
 صوت الإمارات - غوغل تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات

GMT 14:42 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 17:17 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 19:08 2015 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

طقس فلسطين غائمًا جزئيًا والرياح غربية الأربعاء

GMT 02:06 2016 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

"سامسونغ" تطلق Galaxy S7 قريبًا

GMT 14:46 2014 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق كتاب للشيخة اليازية بنت نهيان بن مبارك آل نهيان

GMT 22:58 2015 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

سامسونغ تربح المليارات والفضل للهاتف "S6"

GMT 14:40 2017 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

كلاب الدرواس تهاجم الناس وتقتل المواشي في مقاطعة صينية

GMT 07:31 2013 السبت ,24 آب / أغسطس

الصين ضيفة شرف معرض إسطنبول للكتاب

GMT 04:15 2016 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

ديمو P.T يعاد تطويره في لعبة Dying Light

GMT 09:00 2015 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

شركة "سوني" تكشف رسميًا عن هاتفها "إكسبريا زي 4"

GMT 06:14 2014 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

كوثر نجدي تطرح مجموعة جذّابة من فساتين السهرة

GMT 05:31 2018 الأحد ,18 شباط / فبراير

نادي الفروسية في الرياض ينظم حفل سباقه الـ"52"

GMT 11:23 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

جمعية "أم القيوين" الخيرية تتفاعل مع المسنين في عام زايد

GMT 14:49 2016 الخميس ,03 آذار/ مارس

المخ يدخل في صمت عندما نتحدث بصوت عال
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates