لبنان المنكوب بأمراء الحرب والفساد

لبنان المنكوب بأمراء الحرب والفساد

لبنان المنكوب بأمراء الحرب والفساد

 صوت الإمارات -

لبنان المنكوب بأمراء الحرب والفساد

عريب الرنتاوي
بقلم - عريب الرنتاوي

ينضم لبنان إلى قائمة من أربع دول عربية، قالت منظمة الغذاء العالمية، أن قسماً من سكانها، عضّه الجوع بنابه، وأنها باتت بمسيس الحاجة للمساعدة العاجلة، لإطعام أبنائها...قد يكون الأمر مفهوماً بالنسبة لليمن بعد سنوات سبع عجاف من الحرب فيه وعليه، والصومال، الذي بات مضرب الأمثال في الانقسام وحروب الداخل وأطماع الخارج والقرصنة والإرهاب، وسوريا التي دخلت أزمتها الكارثية عامها الحادي عشر، لكن أن يدرج لبنان في عداد "الدول الجائعة"، فهذا أمر، لم يكن ليخطر ببال أي لبناني على الإطلاق.
 
تاريخياً، لعب لبنان دور "الساحة و"المختبر" لمختلف أشكال الصراعات والتدخلات للعواصم القريبة والبعيدة، وكان تشكيل حكوماته، يحتاج إلى ما هو أبعد من مجرد "توافق داخلي" بين قواه السياسية والحزبية والطائفية، إلى توافق إقليمي، واحياناً دولي، لإنجاز هذه المهمة.
 
اليوم، يتحمل اللبنانيون أنفسهم، من دون رفع اللائمة عن قوى الإقليم ودوله المتنافسة، المسؤولية عن الخراب والكارثة اللتان حلتا بالبلاد، وأهلكتا العباد...طبقة سياسية، مذهبية، فاسدة، غير كفوء، "إقطاعية" في تكوينها وعقليتها، لا تحكمها منظومة قيمية أو أخلاقية، تتربع على عروش الطوائف والمذاهب والأقوام...أمراء حرب قدامى وجدد، لم يملوا من استباحة دماء اللبنانيين وأرزاقهم، منذ قرابة النصف قرن، ولا يظهرون أي استعداد من أي نوع، لتقديم أي قدرٍ من التنازل، لشعبهم، وهم الذين لا يتورعون عن تقديم التنازلات المُذلّة للخارج، من أجل استمرار رعايتهم وتمويلهم ومدّهم بأسباب بقائهم.
 
نظام طائفي، مخطئ من يعتقد أنه "فوقي" فحسب، فقد تغلغل في القواعد الاجتماعية والشعبية، ولم تستطع ثورة 17 تشرين، وما سبقها ولحقها، من تحركات شبابية وشعبية، أن تجتثه من جذوره، فكلما اقترب لحظة "تسوية الحساب" مع "كلن يعني كلن"، يُصار إلى إشعال فتيل "فتنة" مذهبية أو طائفية، فترى الناس، ينمازون شيعاً وقبائلاً، ويعودون كالقطيع خلف سادة السرايا والقصور وشيوخ الطوائف وأمراء حربها.
 
لا يعني إلقاء اللائمة على "قوى الداخل" أننا نقلل من شأن التدخلات الخارجية في شؤون لبنان، فإيران، تفاخر بأنها تمسك بورقته، وأن لها "قولاً فصلاً" في عاصمته وعلى حدوده، ودول الخليج العربية، أدارت ظهرها للبنان، طالما أن حزب الله سيبقى لاعباً مقرراً في شأن تشكيل الحكومات وصوغ برامجها، وحزب الله قوة عصية على التحجيم والاقتلاع، برغم التراجع الذي أصاب مظلته الشعبية الوطنية، وبيئته الشيعية الحاضنة، والدوامة لن تنتهي على ما يبدو، دون أن يتصاعد "الدخان الأبيض" من مدخنة "التسويات" و"الطبخات" الإقليمية – الدولية، التي يجري إنضاجها بهدوء، وتحديداً بين واشنطن وطهران.
 
لبنان الذي تعتصره جائحة كورونا، وتضربه أسوأ جائحة اقتصادية ومالية، وعملته الوطنية فقد 90 بالمئة من قيمتها في غضون عام واحد تقريباً، مهدد بالفوضى والفلتان الأمن، وربما بثورة جياع شاملة، وترتفع في بيئاته المختلفة، مختلف مظاهر الجريمة...لبنان، قد تصبح بعض مناطقه من جديد، حاضنة لقوى التطرف والإرهاب، ورأس "داعش" البشع، قد يطل من بين ثنايا الفقر والبطالة والجوع.
 
لبنان، قد يصبح "كابوس" المنطقة، ومصدر موجات جديدة من الهجرة واللجوء والنزوح، والمنطقة التي نتحدث عنها، لا تقتصر على المشرق فحسب، بل وتطال السواحل الجنوبية للاتحاد الأوروبي، وقد يتحول إلى بؤرة للإرهاب، في ضوء تردي أوضاع جيشه وأجهزته الأمنية، التي لا يكاد يزيد راتب المجند فيها المئة دولار شهرياً...لبنان هذا يبدو متروكاً، لمصيره، نهباً لجشع وفساد و"لا أخلاق" حكامه وقادته السياسيين، فهل سنندم جميعاً حيث لا ينفع الندم؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان المنكوب بأمراء الحرب والفساد لبنان المنكوب بأمراء الحرب والفساد



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 17:40 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 19:20 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الأحد 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 15:06 2020 الإثنين ,17 آب / أغسطس

طريقة تحضير ستيك لحم الغنم مع التفاح الحار

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

غادة عادل تنشر صورتها مع زميلاتها في إحدى صالات الجيم

GMT 22:38 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

الغساني يبدي سعادته بالأداء الذي يقدمه مع الوحدة

GMT 16:15 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

"بي بي سي" تطلق موقعًا جديدًا على الإنترنت

GMT 21:06 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

طقس غائم وفرصة سقوط أمطار خلال الأيام المقبلة

GMT 20:01 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:47 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ابرز النصائح والطرق لتنظيف السيراميك الجديد لمنزل معاصر

GMT 08:14 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates