بعيداً عن الانتخاباتوقفة مع فلسطينيي 48

بعيداً عن الانتخابات...وقفة مع "فلسطينيي 48"

بعيداً عن الانتخابات...وقفة مع "فلسطينيي 48"

 صوت الإمارات -

بعيداً عن الانتخاباتوقفة مع فلسطينيي 48

عريب الرنتاوي
بقلم - عريب الرنتاوي

"فلسطينيو 48"، كبقية تجمعات الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، وكباقي المجتمعات في العالم، لن ينتظمهم خط سياسي وفكري واحد، ومن غير المنطقي، النظر إليهم كـ "كرة مصمتة"، فمنهم الليبرالي واليساري والقومي والإسلامي، منهم التقدمي والرجعي، منهم "الحداثي" ومنهم "المحافظ"، هذه طبيعة الأشياء، وسنّة الحياة، لا تلغيها "إرادوية" فارغة، ولا تمنيات "طوباوية".
 
لكن الأمل والرهان، يظلّلا معقودين، على "حكمة" و"حنكة" قيادات هذا المجتمع، بتغليب "المؤتلف" على "المختلف"، وتقديم المصلحة العليا على المصالح الحزبية والشخصية الأضيق...هذا كل ما في الأمر...وهم نجحوا في هذا المسعى أيما نجاح، ولكن لمرة واحدة، وحققوا نتائج مبهرة، وفشلوا فيه مراراً وتكراراً، من قبل وفي الانتخابات الأخيرة.

لهذا الركن الركين من الشعب الفلسطيني، المقيم على أرض وطنه، جملة من الأهداف والمطالب، التطلعات والأشواق، تتباين أولوياتها بتباين المنظور الفكري والسياسي للقوى التي يتوزع عليها، وهي أربع: رئيسة": "التجمع، الجبهة، الحركة العربية للتغيير والحركة الإسلامية"، وجميعها تلتقي عند القناعة بوجوب العمل من داخل الكنيست، لتحصيل هذه الحقوق وتجسيد تلك التطلعات.
 
لكن من باب الإنصاف، هناك قوى وازنة أخرى، لا يُعرف عنها الكثير في الخارج، تجادل بعدم جدوى هذه الوسيلة، وعدم شرعيتها، وأحياناً ترى فيها طريقاً لـ"الأسرلة"، مع قدرٍ يزداد عمقاً من التفهم لمرامي وأهداف "تيار المشاركة"، سيما مع تنامي استعداد المجتمع الفلسطيني للانخراط في الانتخابات ولعبة البرلمان والعملية السياسية، كما تشير لذلك، معدلات الإقبال على التصويت (65% في انتخابات 2020)..."تيار المقاطعة" هذا يضم إلى جانب يساريين وقوميين (أبناء البلد والمتحدرين عنها)، الحركة الإسلامية الشمالية، و"كفاح" وجماعة "الإصلاح"، وحركات شبابية ونشطاء سوشيال ميديا وغيرهم.
 
للفلسطينيين في مناطق 48 جملة من الأهداف والمطالب، يمكن وضعها في سلتين اثنتين: الأولى؛ "حقوق المواطنة"، والثانية؛ "الحقوق الوطنية"، الأولى، وتشمل حقوق الأفراد في العيش الآمن والكريم، والتعليم والصحة والعمل والسكن، والاعتراف بقراهم وعودة المهجرين، ووقف الزحف الاستيطاني على أراضيهم، وثمة مروحة واسعة من الأهداف التي جرى التوافق على وصفها بـ"الحارقة"، من نوع وقف الجريمة المنظمة إسرائيلياً في البلدات العربية،..."المواطنة المتساوية"، في مواجهة "قانون القومية" والتمييز العنصري، يمكن أن تلخص جملة محتويات هذه السلة، و"المواطنة المتساوية" لن تكتمل من دون الاعتراف بالهوية القومية لهذا المجتمع ومندرجاتها.

أما السلة الثانية، فتنطلق من كون هذا المجتمع جزءاً لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، ومكون أساس، من مكونات حركته الوطنية الواحدة، وتشتمل على حقوق الشعب الفلسطيني كما يجري تعريفها في إطار مشروعه الوطني.

الموازنة بين أولويات وأهداف السلتين، كانت على الدوام معضلة تفرق فلسطينيي 48، الذين يقدمون إجابات مختلفة على سؤال الأولويات: الحركة الإسلامية الجنوبية (القائمة الموحدة) في أدائها الأخيرة، قدمت الأولى على الثانية، وهي تعتقد أن هدف مشاركتها في الكنيست، إنما ينصب أساساً على محتويات هذه السلة، وهي إذ تؤكد، لفظياً على الأقل، أن ذلك لا يقلل من تمسكها بمحتويات السلة الثانية، فإن تصريحات بعض قادتها، أثارت الكثير من الشكوك والتساؤلات.

لا بد من حوار عميق، مجتمعي ومنظم، يشمل قوى "المشاركة" وأنصار "المقاطعة"، فالمشاركة في الكنيست ليست هدفاً قائماً بذاته، بل وسيلة لتحقيق أهداف أخرى، ومسؤولية تحصين المجتمع الفلسطيني، وتنظيمه وتمكينه، هي مسؤولية الجميع، ويتعين أن تكون نقطة محورية في برنامج عمل مشترك يضم الجميع، بلا تكفير ولا تخوين...والموازنة بين "السلتين" في الشرط الفلسطيني والإسرائيلي، بحاجة لحوار بعيد عن أجواء الحملات الانتخابية، فهل نأمل برؤية موائد هذا الحوار وقد انعقدت، اليوم وليس غداً؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعيداً عن الانتخاباتوقفة مع فلسطينيي 48 بعيداً عن الانتخاباتوقفة مع فلسطينيي 48



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 18:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 صوت الإمارات - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 صوت الإمارات - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:13 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 صوت الإمارات - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 صوت الإمارات - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 18:09 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

تصميمات مختلفة لسلاسل من الذهب رقيقة تزيدك أنوثة

GMT 11:26 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

الصين تتسلم الدفعة الأولى من صواريخ "أس-400" الروسية

GMT 16:28 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

تسمية بافوس القبرصية عاصمة للثقافة الأوروبية

GMT 18:36 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 12:16 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 17:14 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بن راشد يُصدر مرسوماً بضم «مؤسسة الفيكتوري» إلى نادي دبي

GMT 01:20 2019 السبت ,20 تموز / يوليو

نبضات القلب المستقرة “تتنبأ” بخطر وفاتك!

GMT 02:41 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

"الفاتيكان" تجيز استئصال الرحم من المرأة لهذا السبب فقط

GMT 23:19 2013 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

"Gameloft" تستعرض لعبة "Asphalt"بهذا الصيف

GMT 13:12 2013 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

معرض الكتاب الكويتي منصة متميزة لأصدارات الشباب الأدبية

GMT 09:48 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

الإذاعة المِصرية تعتمد خِطة احتفلات عيد "الأضحى"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates