الإخوان والتطبيعبراغماتية بلا حدود
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
الاثنين 10 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

الإخوان والتطبيع...براغماتية بلا حدود

الإخوان والتطبيع...براغماتية بلا حدود

 صوت الإمارات -

الإخوان والتطبيعبراغماتية بلا حدود

عريب الرنتاوي
بقلم - عريب الرنتاوي

نجحت جماعات الإخوان المسلمين، في تقديم نفسها بصورة "المقاوم الأشد صلابة" للتطبيع مع إسرائيل...تصدرت جمعيات ولجان مقاومة التطبيع، ونددت بدول وحكومات أقدمت عليه، ولم يسلم "المطبّعون" أفراداً ومؤسسات، من سهام نقدهم وإداناتهم...حتى أنهم، لم يتوقفوا عن المطالبة بإلغاء معاهدات سلام عربية مع إسرائيل، برغم مرور ما يزيد عن ربع قرن (الأردن)، وأحياناً أربعة عقود (مصر) على إبرامها.

في السنوات السبع الأخيرة، وبالأخص خلال العام الحالي، بدا أن موقف الجماعة من هذه المسألة الثقيلة بدلالاتها وتشابكاتها، لا يندرج في إطار "المبادئ العليا"، ولا تُسيّجه خطوطٌ حمراء، كما كان يُزعم ويُظن...بل هي "قضية سياسية"، قابلة للأخذ والعطاء، للشد والجذب، يمكن العيش معها، والتعايش مع من يُقدم عليها، وصولاً حد اعتبارها في بعض الأحيان: مكسباً وطنياً وانتصاراً عظيماً.

التطبيع مرفوض، ومعاهدات الصلح واجبة الإلغاء، طالما أن الجماعة في المعارضة، أما حين تنتقل الجماعة إلى السلطة، أو تشارك فيها، فالتطبيع مقبول، وإن كان صعباً، والمعاهدات واجبة النفاذ، و"البروتوكولات" تسمح لرئيس دولة إخواني بمخاطبة شمعون بيريز بــ "عزيزي وصديقي العظيم"، وأن ينهي رسالته له، بعبارة: "صديقكم الوفي".

التطبيع مرفوض ومدان، وهو طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني الشقيق وخيانة لقضيته الوطنية وقدسه ومقدساته، طالما أنه يصدر عن دولة أخرى، سيما إن كانت لديها خلافات مع الدولة التي تنتمي إليها الجماعة، وبالأخص، إن كانت علاقة الجماعة بالحكم والحكومة في البلد المذكور، تتميز بقدر من التعايش أو "المشاركة"...أما حين تُقدم "حكومة هذا البلد" على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، فالإخوان يفضلون ابتلاع ألسنتهم، والتذكير بالدعم التاريخي المقدم من بلدهم للشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية، وفي أحيان أخرى، تلهج ألسنتهم بالثناء على "حكمة" القرار و"عقلانية" الخطوة و"عبقرية" توقيتها، مشفوعة بسيل من التأكيدات على أن قرار بلادهم بالتطبيع، لا يستبطن أي تغير في مواقفها من قضية فلسطين.

يصبح المشهد "سريالياً" للغاية، وانت تتابع التراشق الإعلامي بين جماعات إخوانية أو ذات مرجعية إسلامية، على ضفتي الحدود بين دولتين عربيتين، على خلفية التطبيع، إذ يصدر كل فريق عن رأي حكومته، وليس عن "مرجعياته"...هنا، لا تسقط "الثوابت" المتصلة بـ"فلسطين، أرض الوقف الإسلامي" فحسب، بل ويسقط معها مفهوم "الأمة" المُؤَسس للفكر الإخواني-الإسلامي، إذ ينحاز كل فريق إخواني لـ"وطنيته"، كما تعرفها وتقرر أولوياتها ومصالحها النخبة الحاكمة، وليس الشعوب باختياراتها الحرة والطوعية.

وثمة "تطبيع حلال" وآخر "حرام" عند الجماعات الإخوانية على ما يبدو، فهم يستشيطون غضباً، إن أقدم تاجر على شراء صناديق المانجا من إسرائيل، ولا يحركون ساكناً، وهم يرون تجارة نشطة تقفز فوقف حاجز السبعة مليارات دولار بين تركيا وإسرائيل...هم يقيمون الدنيا ولا يقعدونها، إن جددت دولة ما لسفيرها وطاقهما العامل في تل أبيب، ولا يذكرون من قريب أو بعيد، إقدام أنقرة على تعيين سفير جديد لها في اسرائيل، ومن خريجي الجامعة العبرية ذاتها...هم يحملون على "هرولة" بعض العرب للتطبيع، ويستقبلون بكل الترحاب، دبلوماسيين من دول عربية أخرى، في غزة، حتى وإن هبطوا أولاً، في مطار بن غوريون وجاءوهم عبر حاجز إيريتز، محملين بـ"المال الحلال"، وبحراسة جنود إسرائيليين.

خلاصة القول، إن براغماتية الجماعة، لا حدود لها، ولا تقف عند جدران عقائدية أو مبدئية، حتى في مسألة التطبيع، وقد آن أوان طي صفحات المزايدات الفارغة، و"ضبضبة" مفرداتها المنتفخة، فالأشهر الأخيرة، جاءت كاشفة للعورات، ولولا أن في الفم ماء كثير، لتوسعنا في ذكر مزيد من التفاصيل المشفوعة بأسماء الأشخاص والأحزاب والبلدان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإخوان والتطبيعبراغماتية بلا حدود الإخوان والتطبيعبراغماتية بلا حدود



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 18:01 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 08:18 2015 الأربعاء ,03 حزيران / يونيو

ريم الفيصل تفتتح معرض "إنجازات الملك سلمان"

GMT 07:38 2013 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

اختتام معرضي مكتبة الأسرة في اربد

GMT 21:06 2013 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السماح باستخدام الأجهزة اللوحية على الطائرات الأميركية

GMT 17:41 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

استوحي تسريحة شعرك لخريف 2017 من كارا ديليفين

GMT 00:12 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

شباب قسنطينة يكشف حقيقة تسريح لاعبيه

GMT 00:24 2019 الجمعة ,19 تموز / يوليو

تعرَّفي على أهم نقاط اتيكيت الأكل في الحفلات

GMT 12:12 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

‬ مورينيو يحذر برشلونة من خطورة محمد صلاح

GMT 08:59 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

ولي عهد الفجيرة يعزي أسرة الشهيد صقر اليماحي

GMT 03:06 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق فعاليات الدورة 29 من مهرجان أيام قرطاج السينمائية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates