عن السنة الكبيسة 2020

عن "السنة الكبيسة" 2020

عن "السنة الكبيسة" 2020

 صوت الإمارات -

عن السنة الكبيسة 2020

عريب الرنتاوي
بقلم : عريب الرنتاوي

ستدخل السنة 2020 التاريخ من أوسع أبوابه، بوصفها "سنة كبيسة" بالمعنى الصحي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي، وليس من منظور "التوقيت الغريغوري" فحسب، ففيها ضرب فيروس لعين العالم بأسرة، لم يترك دولة في العالم، متقدمة أو متأخرة، معترف بها أو إقليم متنازع عليه، وإلا وضرب فيها بشدة، محركاً عدادات الموت والإصابات بأقصى سرعاتها ... حتى أننا بتنا نتابع على الهواء مباشرة، كيف تتقافز الأرقام، وخلف كل رقم حكاية لأناس لهم حيواتهم وأحبائهم وقصص نجاحاتهم وإخفاقاتهم.
 
أمس بلغ "جنون 2020" ذروته، وقُيّض لجيلنا أن يكون شاهداً على كارثة أخرى، غير مسبوقة في التاريخ كذلك، ضربت صناعة النفط الأمريكية على وجه الخصوص ... خلال ساعة واحدة فقط، هبط سعر البرميل، من دولارين إلى "ناقص 37 دولار" ... تركنا عدادات كورونا، وانشغلنا بعداد نفط "غرب تكساس" ... "عواجل" متلاحقة، تنقل عن رويترز أو فرانس برس، أنباء الانهيارات المتلاحقة لسعر البرميل... الذعر يجتاح بعضنا، فينطلق سيل التوقعات، تارة بحرب وشيكة بين الصين والولايات المتحدة، وأخرى بضربة أمريكية ساحقة لإيران، توقف نفط الخليج، وتسهم في استعادة "التوازن" لسوق النفط وأسعاره... لا حدود للخيال ولا حدود للتوقعات والتكهنات والسيناريوهات.
 
"سنة كبيسة" على العالم والمنطقة... بدأت بأول مواجهة إيرانية – أمريكية إثر اغتيال قاسم سليماني وضرب قاعدة الأسد الجوية ... ومرت بالكشف عن "صفقة القرن"، في إعلان حرب على الفلسطينيين وطناً وكياناً وقضية وحقوقاً مشروعة ... عطفاً على "حرق أسعار النفط" في الحرب بين السعودية وروسيا... ولم ينته ربعها الأول، حتى كانت "جائحة كورونا" وصولاً إلى "جائحة نفط غرب تكساس" ... كل ذلك، في مناخات الكساد الاقتصادي العالمي، وتحت ظلال الحروب والنزاعات الإقليمية المتفاقمة، من اليمن إلى ليبيا، مروراً بسوريا والعراق.
 
لا أخبار جيدة هذا العام، فهذا عام الكوارث و"الطامات الكبرى"... ففيه أنجزت إسرائيل ثالث انتخابات مبكرة في أقل من عام، انتهت بفوز كتلة اليمين والحريديم، كما كان متوقعاً ... وأمس، توافق نتنياهو – غانتس على تشكيل حكومة "طوارئ" والتناوب عليها، ليس لمواجهة جائحة كورونا، بل للشروع في ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية، بما فيها غور الأردن وشمالي البحر الميت والمستوطنات، وسط تآكل المشروع الوطني الفلسطيني وتفشي الانقسام في الصفوف الفلسطينية، وترهل الحركة الوطنية الفلسطينية وضمورها وشيخوختها.
 
لا أخبار جيدة هذا العام، فهو يبشر بسنوات عجاف لاحقة، لن ينجو منها بلد واحد ... صحيح أن أثر الجائحة والركود سيتفاوت من بلد إلى آخر، بيد أن الصحيح كذلك، أن الجميع، ومن دون استثناء، سوف يُضرب بقسوة، إن لم يكن بفعل الفيروس، فبفعل تداعياته الاقتصادية والاجتماعية والمالية.
 
مسلسل الانهيارات الاقتصادية والمالية لن يقتصر على الدولة المصدرة للنفط، بل سيطاول الدول المتلقية لمساعدات واستثمارات وتحويلات العاملين في بلدان الإنتاج والتصدير ... وعلى الدول المتلقية، أن تتحضر لاستقبال موجات من العائدين من الخارج ... مواطنو بلدان عديدة، ليسوا من نمط العائدين من أفغانستان ولا من طراز العائدين من سوريا والعراق ...ستضيق بهم السبل وتتقطع، بعد أن يضرب تباطؤ النمو وتآكل إيرادات النفط، وعجز الموازنات وارتفاع الديون وفراغ الصناديق السيادية، الدول المنتجة والمصدرة للنفط ... هذه المسار الذي انتظرنا حدوثه بعد عشر سنوات أو يزيد قليلاً، يبدو أنه يتحرك بسرعة مذهلة، وقد يتفاقم قبل ذلك موعده بكثير... ومن نكد الدنيا على المرء، أن تتوج هذه "السنة الكبيسة" بإعادة انتخاب دونالد ترامب لولاية رئاسية ثانية؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن السنة الكبيسة 2020 عن السنة الكبيسة 2020



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 18:04 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 00:42 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كردستان تحتضن معسكر المنتخب العراقي لكرة السلة

GMT 01:57 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عقبة تُواجه محمد صلاح وساديو ماني أمام برشلونة

GMT 05:18 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ريماس منصور تنشر فيديو قبل خضوعها لعملية جراحية في وجهها

GMT 17:03 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

استقبلي فصل الخريف مع نفحات "العطور الشرقية"

GMT 04:38 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

خدع بسيطة لتحصلي على عيون براقّة تبدو أوسع

GMT 01:20 2013 الأحد ,21 إبريل / نيسان

دومينو الـ10 ألاف "آيفون 5 إس" الجديد

GMT 01:14 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الإقامة الفاخرة في جزيرة جيكيل الأميركية

GMT 20:41 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

إريكسون يؤكد أن ساوبر أنقذت نفسها من موسم "كارثي" في 2017

GMT 10:32 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

دلال عبد العزيز تكشف عن تفاصيل دورها في "سوق الجمعة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates