«bmw» في الصين

«BMW» في الصين

«BMW» في الصين

 صوت الإمارات -

«bmw» في الصين

بقلم _ عريب الرنتاوي

في الطريق إلى «صور الصين العظيم»، اعتذرت المرشدة السياحية عن تأخرها لبضعة دقائق، قالت إن الطريق من منزلها في ضواحي بكين، طويل جداً، وأن رحلتها إلى العمل على متن الـ «BMW» التي تستخدمها، تستغرق ما بين ساعة وساعة ونصف يومياً ... المرشدة قالت إن وسيلة النقل الأكثر شيوعاً في العاصمة الصينية هي «BMW»، وأن 80 بالمائة من البكينيين يستخدمونها.

أثار الأمر فضولنا، فكيف لمرشدة سياحية أن تكون على هذه الدرجة من «الرخاء»، وكيف لهذا الرخاء أن يعم أربعة أخماس سكان العاصمة البالغ تعداد سكانها 22- 23 مليون نسمة، بما يزيد عن سكان الأردن مجتمعين بحوالي مرتين ونصف المرة، إلى أن اكتشفنا أن الفتاة النشطة والذكية، كانت تبادلنا إحدى النكات الرائجة في أوساط الشباب من جيلها ... فالحروف الثلاثة لها معاني مختلفة هناك:
 «B – Bus, M- Metro, W- walk».

في بكين وحدها خمسة ملايين سيارة، يحظر على 20 بالمائة منها السير في الشوارع ليوم واحد من أيام العمل الأسبوعي الخمسة، أي أن صاحب السيارة مضطر لـ «ركنها» يوم واحد في الأسبوع، غياب مليون سيارة عن الطريق يعني تلوثا أقل، وازدحاما أكثر احتمالاً ... لا يمكن لمدينة بهذا الحجم ألا تكون مزدحمة، لكن دعوني أعترف أن زحمة العاصمة الصينية تكون أكثر احتمالا في بعض الأحيان عن زحمة عمان، وأفضل بما لا يقاس، ودائماً، من زحمة بيروت أو القاهرة، مع أن عدد السيارات في شوارعها يناهز عدد سكان لبنان برمته، وليس بيروت فحسب.

شبكة النقل العام متطورة ومريحة وتعمل على مدار الساعة، وكذا شبكات النقل والسكك والقطارات السريعة ... مليار وثلاثمائة مليون صيني لا تشعر بوجودهم، كنت أظن أنني سأظل ارتطم بالناس، وأنني حيثما أذهب، سأجد طوابير غير منتهية منهم... كل هذا غير صحيح، البلد منظم ونظيف، ومظاهرة «النعمة» والطفرة تظهر جلية على وجوه أجياله الشابة ... البلد حديث وعصري، ولولا الحرف الصيني، لظننت أنك في دولة غربية تماماً.

تنقلنا بين كنوز الصين الأثرية، نحن الذين جئنا من شتى أرجاء آسيا، وبعضنا من أوروبا وكندا والولايات المتحدة ... الخرافات والاساطير والقصص التي لا تنتهي، تحضر بقوة مع آخر منجزات العصر والتكنولوجيا ... حكايات الأباطرة وزوجاتهم ومحظياتهم وحظوظهم، يحفظها الصينيون عن ظهر قلب، وبعضهم ما زال متعلقاً بها، مع أن بلادهم جاوزت عنان الفضاء، واقتحمت الأسواق العالمية، ولا شيء مما تستهلكه لا تصنعه أو تزرعه بنفسها.

تقترب الصين من تحقيق شعار ماو تسي تونغ عن «مجتمع الوفرة»، الطبقة الوسطى تتسع، أكثر من 160 مليون سائح صيني اجتاحوا العالم في العام الفائت والسياحة الداخلية – والصين قارة - أضعاف مضاعفة عن هؤلاء... الفقر المدقع غادر هذه البلاد، ولم تعد تسمع عنه إلا من خلال قصص الأباطرة وأزمنة السخرة والعبودية، مع أنك تصاب بالهلع وأنت تتذكر أن مليارا وثلاثمائة مليون فم ستُفتح يومياً ثلاث مرات، لالتهام وجبات الطعام ... من أين يأتي هؤلاء بكل احتياجاتهم، وكيف يمكن لهم أن يفوا بها؟

لدينا في الأردن، الكثير مما يمكن أن نتعلمه من الصين: التكنولوجيا الرخيصة، والتعليم التقني والمهني رفيع المستوى ... شبكة المواصلات والنقل ... والأهم من كل هذا وذاك، رفع قيمة العمل والانضباط إلى مستوى «القداسة»، فهل نحن فاعلون؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«bmw» في الصين «bmw» في الصين



GMT 21:27 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

قصة عِبَارة تشبه الخنجر

GMT 21:21 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

المرأة ونظرية المتبرجة تستاهل

GMT 21:17 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

«تكوين»

GMT 21:10 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هل يعاقب فيفا إسرائيل أم يكون «فيفى»؟!

GMT 21:06 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

العالم عند مفترق طرق

GMT 18:04 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 00:42 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كردستان تحتضن معسكر المنتخب العراقي لكرة السلة

GMT 01:57 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عقبة تُواجه محمد صلاح وساديو ماني أمام برشلونة

GMT 05:18 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ريماس منصور تنشر فيديو قبل خضوعها لعملية جراحية في وجهها

GMT 17:03 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

استقبلي فصل الخريف مع نفحات "العطور الشرقية"

GMT 04:38 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

خدع بسيطة لتحصلي على عيون براقّة تبدو أوسع

GMT 01:20 2013 الأحد ,21 إبريل / نيسان

دومينو الـ10 ألاف "آيفون 5 إس" الجديد

GMT 01:14 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الإقامة الفاخرة في جزيرة جيكيل الأميركية

GMT 20:41 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

إريكسون يؤكد أن ساوبر أنقذت نفسها من موسم "كارثي" في 2017

GMT 10:32 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

دلال عبد العزيز تكشف عن تفاصيل دورها في "سوق الجمعة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates