بقلم - أسامة الرنتيسي
لا يكاد متابع حثيث للواقع الانتخابي في دائرة محافظة البلقاء يجد تحليلا دقيقا حول مستقبل الانتخابات ونتائجها، بل يتوقع كثيرون مفاجآت لم تكن في الحسبان.
محافظة البلقاء التي تتمتع بعدد مقاعد مغرٍ ومريحٍ (10 مقاعد منها 2 للمسيحيين ومقعد كوتا للمرأة) تكاد تكون موزعة منذ عودة الانتخابات حسب المناطق السكانية في المحافظة.
هذا العام قد تختلف عناوين النواب الناجحين، بحيث تحصل مناطق على مقاعد أكثر مما كانت تحصل عليه في الانتخابات السابقة.
وقد تغيب وجوه تعوّد البلقاويون ان يشاهدوها تحت قبة البرلمان في العبدلي ليشاهدوا وجوها جديدة، إلا اذا كان هناك توجهات وتوجيهات أخرى يتحدث عنها الشارع الانتخابي في البلقاء.
أما أبرز ما تشير إليه الاستطلاعات الميدانية لنشطاء الانتخابات أنه من شبه المستحيل لقائمة ان تحصل على أكثر من مقعد في الانتخابات عدا مقاعد الكوتا، لأن هذا يتطلب أن تحصل القائمة على نحو 20 ألف صوت، وفي ظروف الانتخابات الحالية وحالة الإحباط العام والخوف من الكورونا والمعارضة الشرسة للانتخابات والنواب عموما، فمن المستحيل ان تتجاوز أية قائمة حاجز المقعد الواحد.
طبعا هذا لا ينسحب على مقاعد الكوتا، فمن المؤكد أن القائمة التي تحصل على عدد أصوات أعلى ويلتزم معظم أعضائها بالتصويت لكل القائمة، فمن المرجح ان يستفيد مرشحا الكوتا (المسيحي والمرأة)، أما إذا حجب كل مرشح الأصوات عن زملائه في القائمة فإن المتضرران هما مرشحَي الكوتا، وهذا يحمّلهما كلف التركيز على قواعدهما الانتخابية الرئيسة بعيدا عن تحالفات القائمة.
والرأي الآخر أن واقع معظم القوائم غير واضح المعالم، وحجم القوة التصويتية فيها محير إن لم يكن شبه مخفي، خاصة ان عدد القوائم اكثر من المرات السابقة، وحجم التنافس أوسع.
اما بالنسبة للمقعدين المسيحيين، فقد جرت العادة في الانتخابات الماضية تقسيمهما بين مدينتي الفحيص والسلط بحيث تحصل كل مدينة على مقعد واحد، هذه المرة لا أحد يحسم ما سوف يحدث من مفاجآت في هذه الانتخابات، ولذلك لا تزال الأمور معوّمة، ولا أحد من المرشحين يستطيع أن يحسم ان الأمور منتهية بالنسبة له، لعدة أسباب أبرزها كثرة عدد المرشحين عن المقعدين في السلط والفحيص، وغياب القراءات الدقيقة لواقع القوائم وقوتها وحجم الثقة بين أعضائها.
وبالنسبة لمقعد كوتا المرأة فإن التنافس شديد جدا هذه المرة بسبب كثرة أعداد المرشحات وفي معظم القوائم، وعدم التركيز على المرشح الرئيسي للقائمة، وتبعثر الاصوات خاصة عندما تكون هناك أكثر من مرشحة في العشيرة الواحدة، عندها تصبح فرصة مرشحات غير معروفات كبيرة خاصة إذا صبت القائمة عليها لرفع عدد المقاعد الحاصلة عليها.
(شرح الصورة: عامود كهرباء سقط في أحد شوارع السلط من ثقل وزن الشعارات الانتخابية)