بقلم - أسامة الرنتيسي
كل ما جاء في استقالة مدير مستشفيات البشير الدكتور محمود زريقات حسب ما نقل عنه يتحمل المسؤولية بشكل مباشر وزير الصحة، وبعده الحكومة متضامنة، وإذا وجبت الاستقالة وقد وجبت فعلا، فعلى وزير الصحة ورئيس الحكومة ان يستقيلا مباشرة بعد استقالة زريقات، والاعتذار لروح سيرين، ولروح كل مواطن مات ولم يجد سريرا في البشير.
جميعنا نعرف واقع الحال في مستشفى البشير، وكيف ممكن أن تموت سيرين وغيرها لعدم وجود سرير يستوعبها.
هل تذكرون ما قاله رئيس الحكومة الدكتور عمر الرزاز في 3 /12 /2018 خلال افتتاح مبنى الإسعاف والطوارئ في مستشفى البشير بالعاصمة عمان.
الرزاز يومها قال في الافتتاح: “إننا مصرون على جعل مستشفى البشير نبراسا للمستشفيات الحكومية”.
وأضاف إن المستشفى يزوره أكثر من 50 ألف مواطن شهريا لتلقي العلاج، مشيرا إلى أن البشير هو أيقونة المستشفيات الأردنية.
وشدد على أنه سيجري زيارات دورية ومفاجئة لمستشفى البشير، حتى نصل للمرحلة التي نفخر فيها بهذا المستشفى.
ما دام هذا الخطاب الحكومي هو الخطاب المعتمد في توصيل المعلومات للناس، وهو خطاب هوائي لا يستقيم مع واقع الحال، فسوف يبقى حالنا على ما هو عليه، إلى أن يأتي مسؤول مثل الدكتور زريقات ليبق البحصة.
ليس هذا الأمر مرتبطًا فقط بوزارة الصحة، ففي وزارة التربية والتعليم الامر أشد وطأة، فجميعنا ايضا نعرف واقع الحال في مدارسنا الحكومية، وحجم الاكتظاظ في معظمها، لقد وصل أعداد الطلبة في بعض الصفوف المدرسية 60 و70 طالبا، ومع هذا نبالغ ونقول إن مدارسنا جاهزة لاستقبال الطلبة مع الحفاظ على إجراءات التباعد والبروتوكول الصحي..”جد والله…”.
لا؛ والأغرب من ذلك، يخرج رئيس الوزراء في فيديو يشيد فيه بالتعليم عن بعد، ويقول “لقد حققنا نجاحا باهرا….”، ولكن بعد النجاح الباهر لم تتجرأ حكومته ولا وزارة التربية على الاستمرار في تطبيق التعليم عن بعد، وعادت إلى التعليم المباشر، وتكشّف أمر وزير التربية في اليوم الدراسي الأول عندما ذهب شخصيا ليقوم بترتيب الطابور الصباحي ليحافظ على التباعد قبل ان يحضر مصور التلفزيون، إلا ان خبيثا قام بتصويره وتصوير مُعلم يصرخ على الطلاب بشكل عنيف بحضور الوزير فكيف الحال في عدم وجوده.
وعلى ذكر الوعود والكلام الهوائي، هل تذكرون وعود الرزاز للشعب الأردني ولأهالي الرصيفة في 17 تموز 2018 عندما تعهد وعلى شاشة التلفاز الاردني أنه سوف ينهي مشكلة عمرها 35 عاما (بركة البيبسي) خلال أسبوع من زيارته لها، مضت سنتان وأكثر ، ولم تنته المعضلة التي وعد الرئيس بإنهائها خلال أسبوع.
مش قلنا من زمان..”سارحة والرب راعيها…”.
الدايم الله…..