بقلم - عريب الرنتاوي
حتى اللحظة، لم تُفحص الحكومة في أي موقف، ولم يُعرف خيرها من شرها.
فهي تعمل ضمن نظرية “سَكِّن تسلم” ولم تقدم حتى الآن أية فكرة مختلفة عن أفكار الحكومة السابقة، وبقيت قراراتها ضمن القرارات السابقة، خاصة في ملف كورونا الضاغط على عصب الحياة.
يسجل لها الاسراع في إنجاز المستشفيات الميدانية التي غابت عن مشروعات الحكومة السابقة التي توسعت في الوعود وحركات التمثيل، ولم تفعل شيئا، وإكتشفنا اننا كنا “ننام في العسل”.
كما يسجل لها الاهتمام بالملف الزراعي بشكل لافت، وقد يعود هذا للوزير النشط العزيز محمد داودية.
أيام قليلة وتضع الحكومة بيانها الوزاري في عهدة مجلس النواب الجديد، بعد أن أعلنت الأسبوع الماضي مشروع قانون الموازنة لعام 2021 .
المتتبع لنهج عمل الحكومة يلمس أنها مطمئنة كثيرا لوضعها تحت القبة، ولن يكون صعبا عليها نيل ثقة واسعة من قبل النواب، لهذا فإن تواصلها مع النواب حتى الآن شبه مقطوع وتنتظر الذهاب معًا تحت القبة.
هذا الأمر ليس في مصلحتها، وإذا سمح المقام لتقديم نصيحة للحكومة أن لا تستكين أمام مجلس نواب جديد يضم نحو 100 نائب يصلون العبدلي للمرة الأولى، فقد لا تكون مفاتيح هؤلاء النواب مضمونة.
بين النواب الجدد من هم غاضبون على أداء الحكومات عموما، وفيها اصحاب نوازع استعراضية وهي فرصة لتقديم شكل ما من المعارضة الخشنة خاصة في الدورة الأولى لهم تحت القبة.
قبل فحص الحكومة أمام النواب، سوف نتابع فحص النواب مع أنفسهم، والامتحان سوف يكون في اختيار رئيس لمجلس النواب ونائبٍ أول له، وإذا تمت العملية مثلما يتسرب الآن أن الأمور ذاهبة إلى النجاح بالتزكية للنائب عبدالمنعم العودات رئيسا وأحمد الصفدي نائبا للرئيس فإن أوضاع المجلس الجديد “طيبة”.
يراهن نائب مخضرم لم يحالفه الحظ في العودة لقبة البرلمان، أن الحكومة لن تحصل على “ثقة مرتاحة”، ولن يتجاوز مؤيدوها النصف إلا بقليل، اذا سارت أمور الثقة بشكل طبيعي، وتركت المواجهة البرلمانية بين الحكومة والمجلس فقط.
الدايم الله….