بقلم - أسامة الرنتيسي
وصلني إهداء كتاب “ذكريات مترجم الملوك والرؤساء.. “34” سنة في وزارة الخارجية الألمانية” للكاتب غازي الطوال، ولأنني من هواة قراءة كتب الذكريات والمذكرات، لم أصمد أمامه، فأنهيت قراءته في ليلة واحدة.
الكاتب مادباوي؛ وعصامي درجة أولى، ولد عام 1942 درس في مدرسة داخلية في بيت جالا يديرها رهبان فرنسيون ليصبح كاهنا كاثوليكيا، إلا أنه بسبب ميله عاطفيا لبنت جميلة من عائلته ترك المعهد، لكن النتيجة لم يصبح راهبا ولم يتزوج حبيبته.
غرامه منذ البداية في اللغات، فدرس الفرنسية والعربية والانجليزية، وبعد هجرته إلى ألمانيا تعلم الألمانية وأبدع فيها، حتى وصل إلى وظيفة مستشار في وزارة الخارجية الألمانية واستمر فيها “34” عاما.
عصامية الكاتب والمترجم الفوري غازي الطوال، أنه اعتمد على ذاته منذ لحظة مغادرته الأردن والتنقل في أوروبا، حتى سطع نجمه في الترجمة وتم اعتماده مترجما رئيسًا في وزارة الخارجية الألمانية.
تنقل في العمل في عدة دول، حيث استقر عشر سنوات في العاصمة السعودية الرياض رئيسا لقسم الترجمة في السفارة الألمانية وسنوات أخرى في العاصمة المصرية القاهرة، وباقي سنوات العمل أمضاها في بون.
التقى العديد من القادة العرب والعالم، من أبرزهم الراحلون الملك الراحل الحسين بن طلال والرؤساء صدام حسين وحسني مبارك وياسر عرفات وحافظ الأسد ومعمر القذافي وملوك السعودية فهد وعبدالله والملك سلمان عندما كان أميرا، كما التقى الشيخ زايد وجعفر النميري، والتقى الملك عبدالله الثاني والرئيس بشار الأسد……
وشارك مترجما في أحداث هزت العالم مثل اختطاف طائرة لوفتهانزا من قبل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، واختطاف هانس مارتن شلاير في العملية الشهيرة من قبل فيلق الجيش الأحمر عام 1977.
في الكتاب فصول مهمة عن أنواع الترجمة والعثرات في طريق المترجم الفوري، وفيه أيضا عن صعوبة حياة الدبلوماسيين وعائلاتهم، وعن حياته الخاصة المؤلمة جدا حيث توفيت زوجته الأولى بمرض خبيث وتوفيت ابنتاه ياسمين وناديا في العام ذاته في حادث مؤسف، فكره العيش في المانيا، كما طلق زوجته الثانية لأنها أصرت على البقاء في السعودية بعد تركه العمل هناك.
في الكتاب معلومات مدهشة عن إصرار الكاتب غازي الطوال على التعلم والاعتماد على ذاته، ورحلته مع الدراسة سيرة تروى على التصميم.