تخيلوا البرلمان المقبل ترأسه سيدة، بصوت ناعم وحاسم وواثق، كيف سيكون حجم التغيير في الاداء البرلماني العام.
الانتخابات المقبلة فرصة لتحسين صورة الحياة البرلمانية، وتبييض صورة البرلمان بعد كل ما علق به من خروقات في الانتخابات الماضية، بات معها تغيير الصورة النمطية عن الانتخابات وما أنتجت من مخرجات، امتحانا لكل الاردنيين، بتحقيق امنية ان يتشكل نصف اعضاء البرلمان من النساء الجميلات الانيقات المبدعات… (كما قال درويش…)، بحيث لا نبقى أسرى لمخرجات الكوتا النسائية فقط.
نقف بقوة إلى جانب وصول المرأة الى البرلمان ، لأنها أولا نصف المجتمع، ولأنها أثبتت أيضا، في النصف الأخير من القرن الفائت، أنها قادرة على أن تصبح رقما ذهبيا في معادلة إدارة وظائف الدولة وشؤونها.. فهي بكل اقتدار، أثبتت أنها وزيرة ناجحة وسفيرة مميزة، وقاضية عادلة، ورجل أمن ملتزم، ، وموظفة تقدم الخدمة للجمهور، ومعلمة منتمية، وإعلامية متفوقة وطبيبة حاذقة،… ورئيسة مجلس قادرة على العطاء والتنظيم.
المرأة، حتى في أيام شظف العيش، تحمل على كاهلها، إسهاما مع الرجل، أعباء الأسرة ومسؤولياتها كافة.
ونستدرك فنقول : إن العالم كله لم يعد يفرّق اليوم بين نساء ورجال، خصوصا في مجالات العمل والحقوق والواجبات، بل إن وجود عدد كبير من النساء تحت القبة سيحسّن أداء المجلس، ويقدّم شهادة للعالم بمدى التطور الاجتماعي والسياسي الذي وصلت إليه بلادنا.
عدد أصوات النساء الناخبات يقترب من الرجال او يزيد، ويخطئ من يظن أن أصوات النساء مجرد “عالة” يستطيع من يدغدغ عواطفهن أن يحصل عليها.
إن وصول المرأة إلى مواقع السلطة وصنع القرار لا سيما إلى السلطة التشريعية، لم يعد مطلبا من مطالب العدالة والديمقراطية الأساسية فحسب، بل يعتبر كذلك شرطا ضروريا لمراعاة مصالح المرأة.
فمن دون اشتراك المرأة اشتراكا نشطا وادخال منظورها في جميع مستويات صنع القرار، لا يمكن تحقيق الاهداف المتمثلة في المساواة والمشاركة التي تتجاوب مع متطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتي تشكل الأساس المادي لتقدم المجتمع. وكذلك من اجل تحديث وتطوير القوانين والتشريعات التي تحكم وضع المرأة في الاسرة والمجتمع والعمل والتي تشكل عائقا أمام تقدم المرأة وحماية منجزاتها.
لجميع هذه الأسباب وغيرها، أصبح ملحا ايصال مجموعة من النساء الكفؤات إلى البرلمان ليشكلن نواة قوة ضغط برلمانية مدعومة ومسنودة من جماهير النساء من اجل تحقيق اهداف وغايات وصول المرأة للبرلمان.
النساء قادمات في الحياة البرلمانية، شاء من شاء وأبى من أبى، قادمات لضبط ايقاع الفوضى البرلمانية، تخيلوا البرلمان المقبل وقد تزين بنساء يشكلن كتلة للتغيير ومعالجة القضايا التي تخص المرأة، وهن أكثر دراية من زملائهن الذكور.
وجود طاغ للنساء في البرلمان يجعل الحياة السياسية أكثر نعومة، وتنخفض نسبة المصادمات والمشاجرات بين النواب الذكور.
لقد ساد الذكور العالم وأداروه على مدى القرون الماضية، فأقاموا حضارات فائقة وحققوا تقدما هائلا، لكنهم ايضا ملؤوه حروبا وعنفا ودمارا.
النقلة النوعية التي نرغب كمواطنين أن نراها في مشهد المجلس المقبل هي أن يكون تمثيل النصف الآخر من المجتمع ساطعا ومعبرا عن حقيقة حراك المجتمع المدني، ونتاجا للعدل الاجتماعي والإنساني الذي توخّاه وكرّسه الدستور، وحملته القوانين.
الدايم الله…..