لم تُغير الحكومة خطتها في التعامل مع فيروس كورونا منذ بدء ظهور الجائحة، (هذا إذا كانت أصلا تعمل وفق خطة).
هي للأسف تعمل وفق مقولة: “سارحة والرب راعيها”، يوم بيوم مثل عمال المياومة الذين “أكلوا هوا” من قراراتها.
هذه الايام تغيرت الاوضاع، ولم تعد طريقة تلقيط الاصابات وتسجيلها وحصرها تتناسب مع الارتفاع اللافت في عدد الاصابات.
لم يعد موجز سعد جابر اليومي كافيا، وسجلنا اليوم كذا إصابة، وشفيت كذا حالة، أصبحت مستفزة، نريد أن نسمع معلومات صحية علمية من وزير الصحة، حول تطورات حركة الفيروس وآخر ما وصلت اليه الدراسات، لا نريد من وزير الصحة أن يتدخل في ترتيب خطط وزارة التربية، فقد أفتى جابر حول بدء الموسم الدراسي، فخربط معنويات المواطنين، وقررت وزارة التربية عكس ما صرح به، وأفتى في فتح المطار، وفي السياحة…
لم يعد بيان أمجد العضايلة اليومي ناجعا ومطمئنا للناس، ولا الاجتماعات الوزارية واللجان مثمرة، وكل ما ينتج عنها قرارات إجرائية لا تصمد كثيرا أمام تطورات الحالة الوبائية.
لم تعد طلات نضال البطاينة مفيدة، بل بالعكس كارثة تجر كارثة، على العمال والموظفين الضعفاء تحمل وزر قرارات الاغلاق.
لم تعد طريقة تيسير النعيمي في بث روح الاطمئنان للمواطنين حول مستقبل أبنائهم وشكل الموسم الدراسي مقنعة، بل واضح فيها التخبط والارتباك وترك الامور على عواهنها بإنتظار النتائج، فالكتب المدرسية حتى الان لم تصل المدارس ولم توزع على الطلبة، ولم يبق سوى أيام على عودة الطلبة إلى مدارسهم إن عادوا !!!!.
حتى عودة المعلمين إلى مدارسهم منذ بدء الاسبوع الحالي، أقسمت مُعلمة في مدرسة خاصة كادرها 60 شخصا انه لم يلتزم بارتداء الكمامة سوى 3 فقط، وزاد إحتساء القهوة وشرب الدخان في غرف المدرسة، إذ وجد نحو 20 معلما في غرفة واحدة..
فهل مُربون وأكاديميون بهذا المستوى سوف يحافظون على طلبتنا في المدارس وينفذون البروتوكول الصحي الذي أعدته وزارة التربية؟.
الأن؛ نحتاج إلى طريقة عمل مختلفة في كل شيء…
قد يكون أكثر فائدة لو يتوقف الموجز اليومي وعداد الاصابات.
وقد تكون زيادة الفحوصات العشوائية مثل قلتها، فحفل زفاف غير متوقع قد يقلب الطاولة ويخربط البيانات، مثلما خربطت ثغرة حدود جابر موقعنا في الترتيب العالمي.
أيضا؛ الخطاب العام حول قضية الكورونا يجب ان يختلف، فلا داع للهلع والمبالغات، وكأننا سنموت غدا، وتكفي حلقات الوعظ التي يمارسها عمر الرزاز اسبوعيا، فقد فهم الجميع أن القضية شخصية مرتبطة بالوزن الثقافي والوعي عند كل مواطن، فمن يُرِد أن يَسْلم عليه اتباع إجراءات وقائية سهلة وبسيطة، أما غير المقتنع فلو تقدم له وجبة من الفيروسات مع فطور الصباح فلن يغير قناعاته، وسيبقى يقول إن وراء الكورونا قضية سياسية تخفيها الحكومة وحكومة الظل في العالم.
علينا أن نهدأ ونعِش الحياة مثلما نُحب ونرفع وعي أسرنا بمتطلبات مواجهة الجائحة، ونفعل ذلك مع جيراننا ومحيطنا ومن نؤثر فيهم.
الدايم الله….