بقلم - أسامة الرنتيسي
في أهم انتخابات نيابية (عام ١٩٨٩) لا يزال الأردنيون يتغنون بها، ترشح فيها عن دائرة عمان الثالثة الزميل الصحافي الكاتب الكبير فخري قعوار (شافاه الله) فكان فعلا نموذجا لا تزال كلماته التي نطق بها تحت القبة تنبش ويستشهد بها نموذجا محترما لنائب محترم (قوي رصين مبدئي ووطني تقدمي).
في تلك الانتخابات رفع قعوار شعارا (وهزم الأحزاب وحده..) حيث قررت الأحزاب اليسارية والقومية ترشيح قائمة منافسة، استطاع قعوار هزيمتها والحصول على المقعد النيابي.
أستحضر هذه المعلومات للموازنة بين ما حدث عام 1989 وما سيحدث في انتخابات 2020.
مرة أخرى تترشح قائمة في الدائرة الثالثة تضم الأحزاب اليسارية والقومية وعلى رأسها الأمين العام للحزب الشيوعي، من الطبيعي أن تزاحم وتنافس قائمة (معا) التي تضم أبناء الأحزاب القومية واليسارية الذين غادروها مثل كثيرين وعلى رأس القائمة النائبان السابقان المهندس خالد رمضان والمحامي قيس زيادين.
ولأنني (وأعتز) أحد أبناء الأحزاب القومية واليسارية الذين غادروها ايضا، ومن خندق المحب والخائف على مسيرة هذه الأحزاب، فإنني أتوقع مرة أخرى نجاح شعار (وهزم الأحزاب وحده….).
كنت أتمنى أن تدعم الأحزاب القومية واليسارية قائمة معا التي لم أسمع يوما في الأقل من خالد وقيس إلا الإشادة بالأحزاب القومية واليسارية والافتخار أنهم من أبناء هذا التيار، لا أن تدخل في منافسة غير متكافئة، والنتيجة شبه مضمونة لمصلحة معا وتيارها.
أقول قولي هذا خوفا على نتائج ضعيفة تحققها قوائم الاحزاب القومية واليسارية ليس في الدائرة الثالثة فقط بل في باقي الدوائر التي ترشحت فيها، ويزيد الخطاب المعادي للحياة الحزبية وحجمها في المجتمع الأردني، وتتثبت نظرية (حمولة الباص).
لم أفرح كثيرا للأرقام التي أعلن عنها رئيس الهيئة المستقلة للانتخاب ابن الأحزاب القومية واليسارية الدكتور خالد الكلالدة حول تقدم ٣٣٢ مرشحا ومرشحة على أساس حزبي ، بينهم ٧٥ سيدة من أصل ١٧١٧ مرشحا ومرشحة تقدموا للترشح عبر ٢٩٥ قائمة انتخابية في الدوائر كافة.
عدم الفرحة لسببين، الأول، ضعف النتائج المتوقع حصول قوائئم الأحزاب عليها عدا جماعة الاخوان المسلمين إذا اعتبرناهم ضمن القوائم الحزبية، والثاني، ما يقال في الأوساط السياسية عموما أن ترشح الأحزاب بهذه الأرقام المرتفعة حتى يحصلون على الدعم المالي المشروط ضمن النظام الذي وضعته وزارة الشؤون السياسية والبرلمانية برئاسة الرفيق السابق المهندس موسى المعايطة، الذي يشترط ترشح الأحزاب السياسية للحصول على الدعم المالي وقد تم تحديده حسب ما نقله قيادي في الأحزاب الوسطية سبعة آلاف دينار عن كل مرشح.
بالمناسبة؛ من باب النقد الذاتي، ألا ترون معي ان هناك مشكلة عميقة وبنيوية في بنية الأحزاب القومية واليسارية وما تُخرج ايضا، لنلاحظ ان القوائم يسارية وقومية ورئاسة الهيئة يساري عتيق ووزارة الشؤون السياسية يساري وزعيم حزب قديم.
الدايم الله….