بقلم - أسامة الرنتيسي
من ثوابت الاجتماعات في الأحزاب اليسارية تحديد بند دائم (النقد الذاتي) على جدول أعمال أي اجتماع تعقده هذه الأحزاب، وكان فعلا نقطة مضيئة عندما يوجه العضو او القائد نقدا ذاتيا لتصرف قام به.
من هذا البند؛ أكتب نقدا ذاتيا بعد النتائج (الفضيحة) التي حققتها الأحزاب اليسارية والقومية في الانتخابات النيابية الأخيرة، وهي نتائج لا تعود بأية حال على المرشحين فقط، بل على أصدقاء هذا التيار كلهم (الذي أعتز أنني أحد أتباعه برغم الضعف الهائل في بنية منظماته وأحزابه).
ننتظر تفسيرا وتحليلا وقراءة من قبل الأحزاب اليسارية والقومية حول أسباب هذه النتائج (الفضيحة) التي حصلت في هذه الانتخابات، من دون الكليشيهات الجاهزة والأجواء المعادية للعمل الحزبي.
بكل الحب والغيرة أسأل: كيف يقبل الحزب الشيوعي بقيادته ورفاقه ان يترشح الأمين العام للحزب في الدائرة الثالثة ويحصل على 284 صوتا، أين أعضاء الحزب وجماهيره وأصدقاؤه وعائلاتهم؟!.
حزب الوحدة الشعبية يرشح طبيبا في الدائرة الثانية عمان يعمل فيها منذ ربع قرن فيحصل على 141 صوتا.
ويرشح حزب الشعب الديمقراطي حشد قائمة في اربد الرابعة بقيادة عضو في الحزب منذ تأسيسه ويحصل على 111 صوتا.
كما ترشح الأحزاب مجتمعة قائمة في عمان الاولى وتحصل على نحو الف صوت بحيث حصل مندوب حشد على 986 صوتا، وحصّل اثنان محسوبان على حشد 200 صوت و398 صوتا، أما مندوب حزب الوحدة الشعبية 323 صوتا.
تمنيت قبل شهر من الانتخابات أن تدعم الأحزاب القومية واليسارية قائمة معا في الدائرة الثالثة التي لم أسمع يوما في الأقل من خالد رمضان وقيس زيادين إلا الإشادة بالأحزاب القومية واليسارية والافتخار أنهم من أبناء هذا التيار، لا أن تدخل في منافسة غير متكافئة، والنتيجة شبه مضمونة لمصلحة معا وتيارها، بحيث لو لم يتم مزاحمتها في هذه الدائرة لكانت النتائج أفضل بكثير، وحققت معا نجاحا كنا نتمناه.
النتائج الضعيفة (الفضيحة) التي حققتها قوائم الأحزاب القومية واليسارية في الدوائر التي ترشحت فيها جميعها سوف تزيد الخطاب المعادي للحياة الحزبية وحجمها في المجتمع الأردني، وتثبت نظرية (حمولة الباص).
أن يتقدم ٣٣٢ مرشحا ومرشحة على أساس حزبي ، بينهم ٧٥ سيدة من أصل ١٧١٧ مرشحا ومرشحة ولم ينجح منهم سوى 10 محسوبين على التيار الإسلامي، فهذه ضربة جديدة لواقع الاحزاب وإمكاناتها الضعيفة.
الدايم الله….