ماكو أمل…

ماكو أمل…!

ماكو أمل…!

 صوت الإمارات -

ماكو أمل…

أسامة الرنتيسي
بقلم : أسامة الرنتيسي

للأسف الشديد جدا جدا جدا، لا تحتاج إلى أكثر من 48 ساعة بعد العودة إلى أرض الوطن، لكي تفقد أية طاقة إيجابية حملتها نفسك بعد رحلة جميلة استمرت شهرا،  بسبب ما تراه وتتنغص بما تسمع الأخبار التي تتابعها، والمشاهد البئيسة التي تشاهدها.مع أن خيبة الأمل لا تصنع سياسة، لكن المتابع للحياة السياسية في الأردن يشعر بخيبة أمل من كل شيء، فالأداء الحكومي والنيابي والحزبي وحتى اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية (لاحظوا لا يوجد فيها كلمة إصلاح) مرتبك ولا يدري المرء إلى أين تسير الأمور، الكل في حالة انتظار وترقب، والكل يضع يده على قلبه من قابل الأيام.

الحكومة لا تخرج من أزمة إلا وتدخل في أخرى، وكأنها فعلا تبحث عن الأزمات وتخلقها.

قررت رفع أسعار الكهرباء، وبتذاكٍ غريب تحاول الحكومة ورجالاتها  أن يقنعونا أن التعديل في مصلحة أغلبية المواطنين، وإن من يستهلك أقل من 600 كيلو واط شهريا لن تزيد فاتورته بل من المتوقع أن تنخفض.!!

طبعا؛ نعرف جميعا أن المشكلة ليست فقط في الرفع أو التخفيض على فاتورة المنزل، بل ما يتبع ذلك من زيادات على كل سلعة حياتية، فصاحب المخبز والبقالة والكهربائي والميكانيكي وكل المهن الأخرى سوف يرفعون أسعارهم حتى يعوضوا الفارق الجديد، هذا ما يحصل في حالة رفع الكهرباء مثلما يحصل في رفع أسعار البنزين.!

فإذا ارتفعت أسعار الكهرباء ومواد الوقود فسوف ترتفع معها كل الأسعار والخدمات الأخرى. ماذا يفعل المواطن أمام وحش الأسعار الذي لا يرحم، وأمام رواتب متآكلة لم تعد تكفي ربع شهر، ولا حتى أيامه الأولى؟. هل صمت المواطن ومحاولة اقتناع إجبارية أن الظروف التي تمر بها البلاد صعبة، فرصة للحكومة لكي تستقوي عليه، ولا ترحم صعوبة الأوضاع المعيشية التي يعيشها.

الجشع وصل إلى كل شيء، هل تصدقون أن بعض المُلّاك، استغلوا بشاعة قانون المالكين والمستأجرين، فرفعوا أجرة مخازنهم إلى خمسة أضعاف؟ القرارات الحكومية برفع الأسعار، وسلسلة القوانين المجحفة، هي التي تخلق الجشع والطمع، وعدم تقوى الله في عباده المساكين، فأين الشعور بالأمان والطمأنينة التي كفلها الدستور، وأقسمت عليه الحكومة، وغابت عن قراراتها.

وفي موضوع الإعلام؛ فبدلا من أن تفكر الحكومة في دعم الإعلام، تدرس إعدام ما تبقى من حريات في الإعلام، وهذا يتناقض مع الخطاب الرسمي والجمل الإنشائية التي تسمعها من الحكومة من دعمها وتقديرها للإعلام وللعاملين فيه.

هل نتحدث عن النواب، والأداء البئيس، والغياب عن المحاور الأساسية في حياة المواطن الأردني، فقط حضور في قضايا ثانوية، وبحث مستمر عن شعبويات ضاق بها الأردنيون ذرعا.

والأحزاب، لا تستفيق من حالة النوم الدائم، والغياب المستمر عن كل مفصل مهم في حياة الأردنيين، وإن حضرت في بيانات أكل عليها الدهر وشرب.

حتى لجنة (أخونا الرفاعي) فقد ضعفت قناعات المتفائلين (وأنا أحدهم) في  مخرجات تصنع حالة أمل في إنتاج مداميك في مسيرة الإصلاح المتعثر.

الدايم الله….

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماكو أمل… ماكو أمل…



GMT 17:50 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

عودة الجغرافيا السياسية: حرب أوروبا

GMT 20:10 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

السم بالتذوق

GMT 20:03 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

مراهنات خطيرة في السودان

GMT 19:59 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

الحرب الأهليّة في تأويل «حزب الله» لها

GMT 19:55 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

السعودية... الحقبة الخضراء

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates