بقلم - أسامة الرنتيسي
ستقولون إن شهادتي في وزير الزراعة الصديق العزيز محمد داودية مجروحة، وهي كذلك، فهو من أقرب الأصدقاء إلى القلب والنفس، وهذا شيء أتشرف به جدا.
ومثلما يقول المثل، “اللي في الرجال بنعد”، فهو ينطبق فعلا وحكما على الصديق أبي عمر.
لكن؛ بحكم متابعتي الدقيقة لفترة الشهرين اللذين أمضاهما داودية حتى الآن وزيرا للزراعة، أرى بكل تواضع، أنموذجا مختلفا في العمل والأداء والمتابعة من دون كلل أو ملل.
وأرى؛ صحافيا وإعلاميا وكاتبا وروائيا ومثقفا ومسيسا، يضع كل ما في جعبته من خبرات ليحفر بصمة مختلفة في وزارة الزراعة، وفي قطاع يعاني مزارعوه منذ سنوات ويئنون، وقد إضطروا في أيام كثيرة إلى إلقاء منتجاتهم في الشوارع والحاويات.
وأرى، ابن دولة وابن معارضة، يجتهد بكل ما أعطي من ذكاء وشعبية وخبرة علمية وثقافية وسياسية، ليقدم أنموذجا مختلفا، متحديا كل من قال “هذا صحافي شو علاقته بالزراعة…”.
وأرى، ابن وطن حقيقي، يعرف الأردن شبرا شبرا، من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه، يعرفه طفلا عاش في المفرق في حضن أخواله، وشابا في مدارسها، ومعلما في مدارس الفقراء في عديد القرى التي لا يزال يتواصل مع أهلها ومع أصدقاء الزمن الجميل.
وأرى، صحافيا متميزا في عز ايام الصحافة الورقية، إبتدأ من الأخبار للمعارض فؤاد النمري، ودلف إلى الأفق رفقة طارق مصاروة، ومكث طويلا في صوت الشعب، قبل أن يستقر في الدستور، ويقترب من تفكير جلالة الملك الراحل مديرا لإعلام الديوان المَلِكي.
وأرى، نائبا مثّل منطقته الانتخابية خير تمثيل، وكان نائب وطن حقيقيا ومسيسا ومبادرا ولاعبا رئيسيا في الحياة السياسية والبرلمانية، لفت نظر الجميع، فجاء وزيرا في حكومة الكباريتي المتميزة، واخترع وزارة لم تكن موجودة قبله (التنمية السياسية)، وكملها وزيرا للشباب، وسنوات من العمل الدبلوماسي سفيرا في عدة دول، ليستقر اخيرا وزيرا للزراعة.
عندما أستمع إلى معالي ابي عمر وهو يتحدث عن الزراعة وهموم أكبر قطاع في البلاد، ألمس حالة من العشق في كل تفصيلة يتطرق إليها.
ولأنه مجتهد ولا يترك أمرا إلا ويغوص فيه، تراه وقد ألم بسرعة فائقة بكافة تفاصيل وأولويات العمل الزراعي، فأغلق أبواب استيراد كثيرة لحماية منتجاتنا الزراعية الوطنية، وأوعز إلى رافعة وزارة الزراعة مؤسسة الإقراض الزراعي للقيام بدورها في دعم المزارعين في ظل الجائحة الصعبة.
ولأنه يعشق الزيت والزيتون، تراه كل يوم يعمل مسوقا لهذا المنتج الذي بفضل الله زاد هذا العام عن الأعوام الماضية 30 %.
أراهن أن بصمات داودية في وزارة الزراعة سيشهد لها كثيرون، وسيغيّر مفهوم الوزير المتخصص، إلى الوزير السياسي الذي ينجح في كل عمل يتولاه.
ستقولون، مسح جوخ لصاحبك، وسأقول حب وقناعة وإيمان من دون أية مصالح…
الدايم الله…..