بقلم - أسامة الرنتيسي
أشارك وأتابع وأعمل في الانتخابات النيابية منذ الانتخابات التكميلية عام 1984، وعودة الحياة البرلمانية في برلمان 89، لم أشاهد ولم أسمع فبركات وأكاذيب واغتيال للشخصية واختلاق الروايات المزيفة مثلما يحدث في هذه الانتخابات.
أشخاص لا يحتكمون إلى أية منظومة أخلاقية، ولا ضمير، ولا وازع ديني وضميري، يؤلفون روايات كاذبة، ويفبركون فيديوهات غير صحيحة، كل ذلك من أجل التأثير في سير العملية الانتخابية، لا يهمهم سمعة أحد، يضربون في شرفه وسمعته ووطنيته من أجل مكاسب انتخابية، وإيقاع الضرر بغيرهم.
بالله العظيم إننا وصلنا إلى مرحلة من قلة الأخلاق، وانعدام الضمير، بحيث لا تعالج وتنظف أوساخ بعض المزورين مياه سد الملك طلال.
قلت قبل أسبوعين إننا سنتعرض في الفترة المقبلة إلى موجة من الفيديوهات المزوَّرة، فالانتخابات فرصة لبعض الكَسَبَة كي يمارسوا الابتزاز بفيديوهات مزوَّرة يهددون بها مرشحين، وللأسف حتى يصدق الناس الفيديو الأصلي غير المزور يحتاج الأمر إلى فترة طويلة، فكل ما هو سيىء يعلق في عقول الناس، وتقوم نُخب بترويجه من دون تحقق أو تدقيق، وهذه الكارثة بعينها.
جولة بسيطة في مواقع التواصل الاجتماعي تصيبك بالغثيان، بسبب مستوى تعليقات بعض المشتركين الهابط، الذين يحملون سيوفهم الخشبية في وسائل الإعلام الحديثة، في الفيسبوك وتويتر، وبعض الفضائيات، ويمارسون أبشع صنوف الحقد والكراهية واللغة البذيئة، ضد من يعارضون أفكارهم، لا بل وصل المستوى في اللغة إلى هبوط لا يمكن معالجته إلا بالبتر وكشط الأوساخ من عقول عفنة، مُلفّعة بالبؤس والعتمة والضلال والسوء.
تقرأ تعليقات وعبارات منحطة، تستغرب من أي مستوى خرج أصحابها، ومن أية منظومة أخلاق ينضحون كل هذا العفن، وتحزن على حالنا نحن الذين نؤمن بحرية الرأي والتعبير وحق الآخر في إبداء رأيه مهما اختلفت معه، لتكتشف أن لا علاقة بين حرية الرأي وما ينشر في هذه الوسائل، حتى يدفعك هؤلاء إلى التشكيك في أصل وجود هذه الوسائل، والهدف من فتحها للعامة ومن دون أية رقابة قانونية أو أخلاقية.
ما يتعرض له صديقي ورفيقي وأخي المحامي أندريه العزوني أكثر مما يتحمله مخلوق، لقد حاولوا اغتيال سمعته أكثر من مرة، وتدخلوا بحياته الشخصية والعائلية عبر فبركات لا يمكن لعقل استيعابها.
هل رأيتم غيابا للأخلاق أكثر من هذا، هل رأيتم اغتيالات أكثر بشاعة من هذا الأسلوب؟.
الدايم الله…..