بقلم - أسامة الرنتيسي
مضى على تسلّم الدكتور بشر الخصاونة – أكثر من 40 يوما – سدة الحكم في الدوار الرابع (التكليف في 08/10/2020)، حتى الآن لم يُقدم نفسه للشعب الأردني، ولم نسمع منه حديثا مفصلا عن خطط وتوجهات حكومته في مختلف الملفات خاصة الساخنة.
خروج الدكتور بشر الخصاونة للإعلام نادر جدا، وإذا خرج تشعر أنه في حالة استعجال يريد أن ينهي تصريحاته بشكل سريع ويغادر المكان.
في المرات القليلة التي استمع له الأردنيون عبر المؤتمرات الصحافية السريعة، كانت الكمامة تعوق مخارج الحروف عنده، وهو بطبيعته سريع الحديث، ومختصر في الكلمات.
الخروج الوحيد اللافت للنظر كان رفقة قائد الجيش وقائد الأمن العام، يومها أعلن استقالة وزير الداخلية، لكن الخطاب الأمني سيطر على المؤتمر ولم نسمع خطابا سياسيا من رئيس الحكومة الدكتور بشر الخصاونة.
نعرف أن الرئيس والحكومة جاءا في ظروف صعبة جدا، وفي عز أزمة كورونا في الاردن، بعد أن انقلبت الأرقام علينا من الأصفار والعشرات إلى الآلاف، والوفيات بالعشرات، هذا الامر يحتاج من رئيس الحكومة الجديد أن يطلعنا على خطط الحكومة في المواجهة.
صحيح أن وزير الصحة ولجنة الأوبئة والأزمات غير مقصرين في توصيل المعلومات، لكن أن يسمع الشعب الاردني من الرئيس له طعم آخر، ومستوى مصداقية أعلى، ويظهر الاهتمام بشكل أكبر.
موضوعات كثيرة نحتاج فيها إلى توضيحات مباشرة من دولة الرئيس الدكتور بشر الخصاونة حتى نعرف إلى أين الأمور ذاهبة، وكيف تفكر الحكومة وتخطط، فالحكومة السابقة أشبعتنا مصفوفات وخطط نهضة (دولة القانون، ودولة الإنتاج، ودولة التكافل)، وخرجنا في المحصلة بأكبر زيادة في المديونية، وتغطية على كل الحقائق غير المفهومة حتى الآن في ملف الكورونا، وأكثر حكومة توسعت في مد اليد على أموال الضمان الاجتماعي.
نريد أن نعرف من الرئيس ما هي توجهاتنا السياسية المقبلة خاصة بعد إزاحة ترامب عن صفقة القرن، وهل هناك مشروعات سياسية جديدة، وهل نحن جزءا منها؟
صحيح أن ملف الكورونا ضاغط على كل مفاصل الحياة، لكن من حقنا أن نعرف ما هي توجهات الحكومة في ملف الاصلاح، وهل هناك أفكار لتطوير الحياة السياسية، أم أن كل شيء باق على ما هو عليه.
بصراحة؛ نريد أن نسمع سطرا جديدا مختلفا للحكومة في أي ملف مطروح علينا…
نريد أن نرى دولة الرئيس في مقابلة تلفزية طويلة، ومباشرة (لايف) غير منسقة ومن دون ترتيب مسبق، لنسمع منه كيف يفكر في مختلف الملفات الضاغطة على حياتنا اليومية.
الدايم الله…..