بقلم - أسامة الرنتيسي
بعد أن تغيّرت أوضاعنا بالكورونا، ودخلنا خانة المئات، ولجنة الأوبئة تتوقع ارتفاعات أكبر، لم تعد المعركة مقتصرة على سعد جابر و أمجد العضايلة، لقد أصبحت معركتنا جميعا، والفرد فيها هو الأساس.
لن يساعدك جابر كثيرا إذا لم تُساعد نفسك، وبعد أيام لن تأتي خبر عاجل على شاشة المملكة ولا رؤيا، ولا حتى في المواقع الإلكترونية.
أصبحت القضية، كيف تحمي نفسك بنفسك، كيف تحمي عائلتك وأسرتك ومحيطك.
مَن يتوقع أن نتحول بين عشية وضحاها إلى مجتمع مثالي، نغسل أيدينا بالماء والصابون ونعقمها جيدا، هذا لن يحدث أبدا أبدا.
ومَن يُصِر على أن نبقى نجلد أنفسنا كلما وقعت مشكلة جديدة تعيدنا للمربع الأول في أزمة الكورونا، فسوف يُجلد كثيرا، لأن الوعي الجمعي مهما اشتغلنا عليه، فيبقى ناقصا، إذا لم يُرافق ذلك قوانين صارمة، يعرف الناس عواقبها جيدا، ويقتنعون أن العقوبة لن ترفع عنهم مهما كان الخطأ الذي يرتكبون، صغيرا كان أم كبيرا، ولا توجد وسائل حماية ووساطات تعفي المخطئ وتطبطب عليه، وتضيّع الحقوق مقابل فنجان قهوة ووجه الجاهة الكريمة.
لم نتخرج بعد من “كي جي ون” في روضة الحياة الجديدة في زمن الكورونا، لا تزال علاقاتنا وحفلات القُبَل اليومية مستمرة، لا نعمل على التباعد وهو أساس المواجهة.
مثل هذا السلوك، قبل زمن الكورونا وبعده، لن ينتهي من شوارعنا إلا بالقانون الحاسم القاسي، معظمنا نشاهد سواقين كثيرين يلقون كل ما في أيديهم من سجائر ومحارم فاين وعلب بيبسي وعصائر في عرض الشوارع العامة، من دون أي حس بالمواطنة وأن هذه الشوارع جزءا من بيوتنا، وزاد عليها قذف الكمامات المستعملة وقفازات الأيدي إن كنا نظيفين في بيوتنا فلن نفعل ذلك في الشوارع، ولن يتعدل هذا السلوك الخطأ من دون قانون حازم.
حتى آداب العطس لا يزال بعضنا يهملها، وكثيرون يتفاخرون بكسر احتياطات الكورونا ويصرون على العَبْط والتَّقبيل..
ستقع أخطاء كثيرة في الأيام المقبلة، من صبحي وعلاء ومحمود وغيرهم، وسوف نتفاجأ ونضرب أخماسا بأسداس، ونقول في دواخلنا متى نتعلم، وسوف ننتقد الموظف الذي سمح لسائق التريلا بالدخول من دون حَجْر، ونغضب من تغاضي وزارة الصحة وتراخيها في بعض الإجراءات.
حتى نصل إلى مرحلة الحياة الجديدة في زمن الكورونا، سوف نخطئ كثيرا، ونتعلم أكثر، لكننا للمرة المليون نقول: لن نتعلم إلا بالقانون المطبق على الجميع.
منظومة الأخلاق المعطوبة تجاوزت كل حدود، لهذا غابت الثقة بين الناس.
الدايم الله….