بقلم - أسامة الرنتيسي
هل هناك خيط رفيع بين اختيار آخر رئيسين للحكومة من أبناء قائدين بعثيين معروفين، ولهما بصمات كبيرة في تأسيس حزب البعث؛ القائد الكبير المرحوم منيف الرزاز، والقائد البعثي الإعلامي والوزير السياسي هاني الخصاونة أطال الله عمره.
منيف الرزاز وهاني الخصاونة وصلا لأعلى المراتب في حزب البعث وكانا عضوي قيادة قطرية في حزب البعث، ولهما تأريخ طويل في العمل الحزبي وحضور على مستوى الأردن والعراق وسورية.
لا أعتقد أن هناك أي رابط أو خيط رفيع بين اختيار الدكتور عمر منيف الرزاز رئيسا للوزراء واختيار خليفته الدكتور بشر هاني الخصاونة، لكن بكل تأكيد أن الاثنين تخرجا من بيت بعثي، ومهما كان حجم رضاهما عن هذا الفكر والحزب او رفضهما له فإن جينات هذا التنظيم تجري في عروقهما.
كثيرون قوّموا تجربة الرزاز بأنها أثرت سلبا في سمعة والده، وكثيرون علقوا أمامه وفي لقاءات رسمية وتعليقات كثيرة في السوشيال ميديا أن عليه ان يحترم تأريخ والده المناضل الكبير خاصة في الموضوعات المتعلقة بالحريات العامة والقضايا المرتبطة بإسرائيل والقضية الفلسطينية.
الآن؛ ابن البعثي الدكتور هاني الخصاونة، رئيس الوزراء المكلف الدكتور بشر تحت المجهر، وسوف يحاسب كثيرا إن أخطأ في التشكيل، وإن خاض أية معركة في مجال الحريات العامة، وإن كان موقفه مواربا في قضايا التعامل مع إسرائيل، وسوف يبقى إرث والده عنوانا يواجه به الاصدقاء قبل الخصوم.
الدكتور هاني الخصاونة لم يكن بعثيا عاديا، بل وصل لأعلى مراتب القيادة في الحزب، وكان على علاقة طيبة مع الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وهناك الكثير من القصص تروى عن بدايات علاقتهما في القاهرة، وكيف استمرت في السنوات الأخيرة حتى كان ضمن فريق الدفاع عنه.
مثلما رحبنا وتفاءلنا في بداية عهد الرزاز وصُدِمنا بعد ذلك، سوف نرحب بعهد الخصاونة ونبقى على أمل أن يكون مختلفا عن عهد سلفه.
نعرف ان المرحلة صعبة جدا، والملفات المفتوحة أمامه كبيرة ومعقدة من الكورونا إلى الاقتصاد إلى الانتخابات وما بينهما من تداعيات وعقبات تضخمت في السنوات الأخيرة، إلا أن الأمل يبقى أن يكون عهدا مختلفا، وأن يرى الأردنيون حكومة قريبة منهم تشبههم تكون عطوفة على لقمة خبزهم وحياتهم المعيشية والنفسانية التي تضررت كثيرا.
الدايم الله….