بقلم - أسامة الرنتيسي
بدموع تفيض من الأعين وحزن يعتصر القلوب يودع الكويتيون ومعهم كثيرون في العالم “صباح الكويت” المرحوم الشيخ صباح الأحمد الصباح الذي حفر كثيرا في وجدان الكويت والعرب والعالم، وتوُّج بقرار أممي “أمير الإنسانية”.
الخسارة كبيرة على الكويت والعرب والخليج والعالم، فغياب الشيخ صباح في لحظات نفتقد فيها الحكمة والرزانة سوف تتعمق أوجاع عالمنا العربي، وتزيد دول الخليج توهانا، وخراب الإنسانية في العالم.
“حكيم العرب” الحاصل على التتويج الأممي قبل ست سنوات مِن قبل منظمة اﻷمم المتحدة نظير دوره الإنساني التنموي الذي قدمه إلى شعوب العالم، في المؤتمرات الدُّولية التي احتضنتها الكويت، ووصول الكويت الى مناطق شاسعة في العالم تقدم المعونات والمساعدات، رسالة تحمل في طياتها الكثير من المعاني والعبر.
السياسة الدبلوماسية الهادئة التي كان يوصف بها امير الكويت ودوره في تضميد الجراح الخليجية والعربية والعالمية اصبحت عنوانًا للإنسانية، يستحق عليها التكريم والتقدير.
فلولا المبادرة الكويتية والسياسة الناعمة لانفجرت الأزمة الخليجية، وتوسع الشقاق الى ما لا تحمد عقباه.
ولولا الدبلوماسية الكويتية الهادئة المتزنة لانفرط عقد العرب في اجتماعهم الاخير في الكويت في القمة العربية “قمة التضامن” في إثر الخلاف حول سورية ومَن يمثلها في القمة، بعد ان انقسم العرب عربين، كل يريد النار الى قُرصه.
وفلسطين لا تغيب عن الدور الإنساني والسياسي في العمل الدبلوماسي الكويتي، والدور الذي لعبته الكويت في مسار القضية الفلسطينية لا يختلف عليه اثنان، فعلى أرض الكويت أُسّست منظمة التحرير الفلسطينية، فكانت الكويت حاضنة للعمل الفلسطيني السياسي والشعبي.
لا خوف على الكويت، مهما كانت الخسارة كبيرة، فهناك “عُقّال” كثيرون، وهناك ادارة حكيمة لشؤون البلاد، من مصلحة الكويت وشعبها، الاستمرار على النهج والعطاء ذاتهما، والامير الجديد الشيخ نواف الاحمد تعلم في مدرسة المرحوم الشيخ صباح الاحمد، فقبل أسابيع استقبل رمزا كويتيا تقدميا هو الدكتور أحمد الخطيب في رسالة تطمين بأن نهج الكويت لن يتغير، ومثلما تتعامل مع الموالاة تتعامل مع المعارضة الرزينة.
يكفي الكويت أنها الدولة الخليجية الوحيدة التي تتمتع ببرلمان منتخب، ودستور متقدم، وإعلام مستقل، وسلطات برلمانية تسمح باستجواب اي مسؤول.
لا أخفي إعجابي الدائم ببساطة وحزم ادارة الحكم في الكويت، فقبل سنوات وأثناء استقبال المرحوم الشيخ صباح الأحمد شخصيات سياسية أردنية من وزن طاهر المصري وفايز الطراونة بادرهم بالسؤال: يا جماعة الخير.. ما الذي يحصل في عالمنا العربي؟. طبعا المسؤول ليس بأعلم من السائل صاحب الخبرة الطويلة في العمل السياسي والدبلوماسي والدُّولي، لكنه سؤال الغصة الذي يجرح الحلق والصدر.
لروحه الرحمة…..
الدايم الله…..