بقلم - أسامة الرنتيسي
ليست دعوة لرفع مستوى الإحباط أكثر في الانتخابات النيابية، ولا تخويف من وضعنا الأحمر في الكورونا، لكن كورونا وانتخابات في الأردن “مش راكبة”.
غير الاستحقاق الدستوري، وهو مهم جدا، لا أعلم ما الذي يضغط على عصب الدولة كي تمضي في الانتخابات النيابية، وهي في اللحظة ذاتها تواجه وحش الكورونا الذي يتوسع كثيرا في المجتمع الأردني.
شخصيا؛ انا مع مقولة: يجب ان لا تتوقف الحياة في ظل جائحة كورونا، وعلينا أن نعيش أيامنا وساعاتنا وفرحنا من دون أن نشارك مَن يدعو إلى توقف الحياة، لكن للانتخابات في الأردن طعمًا خاصًا ومستوًى مختلفًا عن دول أخرى.
قد يقول قائل: إن أمريكا ماضية في انتخاباتها، فَلِمَ لا نمضي نحن، الإجابة ببساطة: إن الانتخابات عندهم ليست كالانتخابات عندنا.
نحتاج في الانتخابات الأردنية إلى لقاءات مباشرة كي نتعرف على مستوى المرشحين، وليس فقط عبر الإعلام والسوشيال ميديا.
كما تحتاج الانتخابات الأردنية إلى تسليكات لوجستية معطلة الآن بفضل الكورونا.
والاْهم من كل ذلك، نحتاج الانتخابات لإحداث تغيير جذري وحقيقي في بنية الطبقة البرلمانية والسياسية، لكن الذي يجري لن يحدث فرقا، بل سوف نكرر الصورة السلبية ذاتها، لأكثر من سبب:
أولا؛ قانون الانتخاب والقوائم فكرة جُربت الدورة الماضية، وأثبتت أنها عقيمة ولا تعمل على تطوير الحياة البرلمانية، وفحص القانون بتجربة ثانية واضحة النتائج من الآن.
وثانيا؛ حجم الاحباط العام، يضاف له الخوف من وحش الكورونا، ورقم 634 الثلاثاء، ومتوقع زيادته في الأيام المقبلة أرعبت الأردنيين وزادت من قلقهم، وعمقت انتقاداتهم للحكومة وفشلها في حمايتهم، وينتظرون رحيلها لحظة بلحظة.
وثالثا؛ الانتخابات التي يعتبرها الكثير من القطاعات الاقتصادية موسمًا للفائدة والعمل، منعت الكورونا من تحقيقها، ولن يتحقق شيءٌ في الـ 50 يوما المتبقية.
يعزز كل ذلك، قرار الحكومة بمنع النقابات المهنية ذات الأعداد المحصورة من إجراء انتخاباتها بحجة الأوضاع الوبائية وانتشار الكورونا، وترحيلها إلى آذار (مارس) العام المقبل ينسف فكرة إمكان إجراء الانتخابات النيابية مع مراعاة الاجراءات الصحية والوبائية.
جيد أن تهتم الدولة بكافة عناوينها بالمحافظة على الاستحقاقات الدستورية، والانتخابات عموما عنوان رقي الشعوب، لكن ما نمر به من ظروف وبائية، وعزل وحظر مناطق تُضعف حماس الأردنيين للانتخابات الضعيفة أصلا.
فهل تقرأ مجسات الدولة واقع الحال أكثر، وتبحث عن حلول لإرجاء الانتخابات إلى موعد لاحق نكون قد تجاوزنا فيه خطورة الأوضاع الوبائية.
الدايم الله….