بقلم : أسامة الرنتيسي
فجأة؛ من عبقرية الحكومة العرجاء، بدأت تظهر المشروعات الكبرى، بحيث أصبح المواطن يتمنى على الحكومة التريث خوفا على البيئة والطبيعة، والحكومة “رأسها وألف سيف” ستستمر في الاكتشافات والإنجازات غير المنظورة.
فجأة؛ النفط يتدفق من آبارنا، فيذهب الرئيس ويحصل على أول المنتوجات، (بُطل، قنينة، زجاجة…) فيتمسخر عليها الأردنيون أسبوعا، وتخرج حلقات تلفزة حوارية تتحدث عن النفط والاكتشافات الجديدة.
فجأة؛ الغاز يتفجر بكميات من حقل حمزة، ولا ندري كيف نسيطر عليه، وفجأة يتم تصليح واقع الحقول المعطوبة منذ سنوات.
فجأة؛ يشعُّ النحاس من محمية ضانا بكميات خارقة، فتتفاخر الحكومة أن هذا المشروع سوف يوفر 2500 وظيفة، ويجلب الملايين لموازنة الدولة المهترئة، وتخرج علينا أصوات معاتبة لكل من يعارض المشروع، بدأت مِن “والله فَسْقانين…” وانتهت بقضم نصف المحمية.. شو الغلط.!
اليوم؛ تُبَشّرنا صحيفة الرأي، أن الحكومة تدرس حاليا الإعلان عن 6 مشروعات كبرى لغايات الاستثمار فيها بالشراكة مع القطاع الخاص بهدف تعزيز الاستثمار وتحفيز بيئة الأعمال.
الستة مشروعات بمختلف القطاعات وهي مشروع سكة الحديد الوطني واستكمال الربط الكهربائي الإقليمي (مصر، فلسطين، العراق)، وتطوير الانتاج في حقل حمزة النفطي، وتطوير الانتاج في حقل الريشة الغازي، واستبدال الوحدة الغازية العائمة (FSRU) بمحطة تغيير أرضية، وتنفيذ نظام النقل الذكي لتحسين نوعية خدمات النقل العام.
المشكلة أن الحكومات تأتي وتذهب ولا أحد يدقق في أعمالها، فتطرح مشروعات وهمية كثيرة، وعندما تذهب تتبخر هذه المشروعات وتتخزن في ذاكرة الأردنيين يستحضرونها للتندر والمسخرة.
لا أحد ينسى فكرة إنشاء شركة مساهمة عامة حتى تدير المشروعات الكبرى يشارك فيها ويستفيد منها كل الأردنيين، فأين هذه الشركة وما هو مصيرها.
ومشروع عمان الكبرى، أين وصلت أحواله، ومشروع الناقل الوطني الذي سيتولى تحلية مياه البحر الأحمر، واستخدام الطاقة الشمسية الحرارية في المستشفيات، ومشروع الثورة الاستثمارية والشراكة مع صناديق عربية…..
المشروع الوحيد العالق في ذهن الأردنيين، الباص السريع، وقد تم إنجازه في موعده بالضبط، بزيادة نحو 10 سنوات عن موعده.. ما علينا !!!!!…..
أكثر ما تستحضره ذاكرة ومخازن الأردنيين الإلكترونية، فيديوهات من زمن حكومة الدكتور عبدالله النسور، ووزير التخطيط عماد الفاخوري، ووزير الإعلام محمد المومني عندما كانوا يتحدثون عن مشروعات بعشرات المليارات تم التوقيع عليها في البحر الميت في أيام مؤتمرات دافوس، ولحد الآن لم نشاهد مشروعا واحدا تحقق غير ملعب الجولف.
خِفّوا عنّا شوي، وبلاش مشروعات كثيرة وكبيرة، فقد أُتخمنا بالمشروعات الوهمية.
الدايم الله….