فرحُنا بالعيد يغيظُ الكورونا

فرحُنا بالعيد يغيظُ الكورونا!

فرحُنا بالعيد يغيظُ الكورونا!

 صوت الإمارات -

فرحُنا بالعيد يغيظُ الكورونا

أسامة الرنتيسي
بقلم - أسامة الرنتيسي

 طعم العيد والمناسبات والاحتفالات جميعها في زمن الكورونا مختلفة عن السنوات الماضية، وسوف يستمر هذا الاختلاف ما دام سر الفيروس غامضًا.

علينا أن نستوعب هذا الاختلاف ولا نضيق منه كثيرا، لأننا قد نتعود في المستقبل على تغييرات جذرية في شتى مناحي حياتنا، لا في الأعياد والمناسبات فقط.

قبل عشرة قرون، وفي لحظة تجلٍ، وقف سيّد الشعراء أبو الطيب المتنبي، وقال: “عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ  ..  أبما مضى أم لأمر فيك تجديدُ “. إلّا أن أحفاد المتنبي، بعد أن أوجعتهم الهزائم والنكسات والانكسارات، عكسوا عجْزَهم على عَجُزِ بيت المتنبي، فأصبح:”عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ  ..  فقرٌ وبؤسٌ وإفلاسٌ وتشريد”…والآن نضيف إليها “وكورونا خرّبت كل أجواء العيد..”

بأية حال سيأتي العيد وقد اكتوينا بلهيب أزمات اقتصادية طاحنة، وخوف وقلق على المستقبل، حيث لا يزال سر هذا الوحش الكاسر الذي زار العالم بشكل مفاجئ غامضا، حتى لو كثرت التفسيرات والتحليلات حوله.

يأتي العيد ونحن نسير إلى الخلف في كل شيء، وتتردى أحوالنا الاجتماعية والثقافية والعلمية والاقتصادية.

نعيش حالة رثة من تقديم الخاص على العام، وننتصر للأسرة على العشيرة، وللعشيرة على القبيلة، وللقبيلة على المدينة، وللمدينة على الوطن.

يأتي العيد ونحن في حالة حظر شامل، ونخبنا السياسية يتصارعون في معارك طواحين الهواء، ووجبات دسمة للحديث في العيد، حول تعديل مرتقب على حكومة النهضة، بالله عليكم، لو تم إجراء 10 تعديلات حكومية ماذا سيتغير في عقل الحكومة وكيفية إدارة الحياة في البلاد.

في العيد فرصة ليثرثر الناس عبر الهواتف طبعا عن تطورات ملفات فساد نبشت بعض عناوينها مواقع إلكترونية ولم تتحدث عنها الصحافة التقليدية.

سيسيطر موضوع الانتخابات النيابية ومستقبل مجلس النواب على سواليف الناس، وكل ما يقال في قضية الانتخابات استنتاجات قد تفشلها لا سمح الله بؤرة جديدة للكورونا، ولهذا لا أحد، أؤكد لا أحد لديه تصور حاسم لقضية الانتخابات التي يُجمع الأكثرية على أنها سوف تُجرى قبل نهاية العام.

في العيد فرصة لكي يتغذى مجتمع النميمة على مجموعة تحليلات وأخبار كيف لصغار القوم يتصدرون حوارات الساعة، بعد أن صغر للأسف كل شيء في واقعنا، وأصبح أمّيون قادة رأي وتأثير.

طبعا؛ لا تنسوا ملف الاقتصاد وهو الأخطر، فقد بلغ الدين العام في الأردن 30.829 مليار دينار حتى نهاية آذار (مارس) الماضي، مشكلا 99.8% من النتاج المحلي الإجمالي، حسب ما أظهرته بيانات وزارة المالية قبل يومين.

كل عام والجميع بألف خير وفرح وأمان.

الدايم الله….

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرحُنا بالعيد يغيظُ الكورونا فرحُنا بالعيد يغيظُ الكورونا



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 14:38 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 18:45 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 11:33 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 16:51 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

اضيفي اجواءًا جريئة ومشرقة على جدران المنزل

GMT 20:37 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

مطعم ياباني يقدم وجبات لحوم البشر بـ 20 ألف جنيه

GMT 17:53 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

ندوة لمناقشة رواية "منتصر" في مكتبة "البلد"

GMT 04:12 2020 السبت ,09 أيار / مايو

برشلونة يقترب من حسم صفقة نجم يوفنتوس

GMT 11:39 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كيت ميدلتون توضح تفاصيل اللقاء الأول مع الأمير وليام

GMT 04:07 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

انتقادات قوية لرئيس بريشيا الإيطالي بسبب بالوتيلي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates