بقلم:أسامة غريب
كتب مرسى جميل عزيز أغنية «جواب»، التى غناها عبد الحليم حافظ عام 1960، فى فيلم البنات والصيف، وقد مثلت نقلة فى أسلوب كتابة الأغنية العاطفية برشاقة تميز بها الشاعر الكبير. وقد لقيت الأغنية شهرة كبيرة مع نجاح الفيلم وإذاعته بالتليفزيون، وأصبح لحن كمال الطويل يتردد صداه لدى الجمهور ولدى العشاق حين يشرع أحدهم فى كتابة جواب غرامى. تقول الكلمات: نور عينى، روح قلبى، حبيبى، حياتى. مشتاق لعنيك مشتاق لك. مشتاق وأنا لسه مقابلك. وف عز الشوق يا حبيبى وف عز الليل باكتب لك.
لا قلبى اللى بيكتب لك. هو اللى بيبعت لك. والليل صحاه والشوق خلاه يكتب لك. يكتب لك ع اللى بقاله كتير مداريه. يوصف لك حبه وسهده وشوق لياليه. مش قادر على بُعدك ثانية. ولا عارف إيه طعم الدنيا. أنا عاوزك على طول يا حبيبى. مش عاوز أشواقنا تطول يا حبيبى. أنا عاوزك أنا عاوزك جنبى. تسقينى وتشرب من حبى. ولا نعرف بكرة من امبارح ولا دقة قلبك من قلبى. وختامًا لك ألف سلام. ومحبة وأشواق وغرام. من قلب لا يهدى ولا ينام. قلب حبيبك.
ونظرًا لأن محرم فؤاد كان يتتبع خطى عبد الحليم حافظ ويسير فى نفس دربه، فإنه طلب من مرسى جميل عزيز أغنية شبيهة بأغنية جواب، ولا أدرى هل كان عزيز موفقًا وهو يقدم لمحرم فؤاد أغنية «عزيزى وحبيبى»، وهى عبارة عن رسالة أيضًا يكتبها المحب لحبيبه، وقد لحنها حلمى بكر. تقول كلمات الأغنية: عزيزى وحبيبى.. من بعد التحية. من قلبى وعينيا بهديك السلام. وأكتب لك جوابى بدموعى وعذابى مش بس بكلام. عزيزى وحبيبى مهما غبت عنك. روحى جنب منك بتهفهف عليك. وأعمل إيه فى حبك.
ليل نهار بحبك وأتشوق إليك. عزيزى وحبيبى.. بشوق الورد للمية كتبت إليك. وخليت قلبى وعنيا وأنا كلى جواب فى إديك. حبيبى ما انحرم منك تخلينى على بالك. وتكتب لى كتير عنك تطمنى على حالك. عزيزى وحبيبى.. وحياتك تعالى ولا أبعت رسالة. فى جناح اليمام. باستنى جوابك.. إوعى يكون غيابك والسلام ختام.
ورغم أن كلمات الأغنيتين لنفس الشاعر مرسى جميل عزيز، لكن شتان بين هذه وتلك، فالأولى لقيت نجاحًا كبيرًا، ومازالت ملء الأسماع، أما الثانية فقد ضُرب عليها ستار من النسيان، وتقريبًا لا يعرفها أحد، وأتصور أن معظم القراء الذين يقرأون هذه الكلمات سينفون معرفتهم بأغنية عزيزى وحبيبى، ويمكن القول إن الأغانى لها بخت ولها حظوظ، كما يمكن القول إن لحن كمال الطويل ساهم فى نجاح الأغنية، فضلًا عن محبة الجمهور لعبد الحليم وحُسن استقبالهم لكل ما يقدم، بينما يتعين على غيره أن يجتهد بشدة ويقدم شيئًا غير عادى حتى تنفتح له القلوب، وهو ما لم يتحقق فى أغنية عزيزى وحبيبى، فقد كان اللحن باهتًا ليس به وهج وبساطة كمال الطويل، فضلًا عن أن محرم فؤاد ليس عبد الحليم حافظ، وفى كل الأحوال الأصل غير الصورة.