بقلم: أسامة غريب
فى ظل الانتشار المتسارع لفيروس كورونا حول العالم، أعتقد أنه لم يعد هناك حل سوى فرض حظر التجوال بالقوة، وكنا نتمنى أن يكون منع الصلوات الجماعية بالمساجد والكنائس أكثر بكورًا، رغم أنف السادة أصحاب الإيمان الكاذب، وحتى لو كان إيمانهم صادقًا فإنه يقتلنا!..
وأما بالنسبة للسفهاء الذين يرفعون عقيرتهم بالصراخ قائلين: أتتركون المقاهى والملاهى مفتوحة ولا يشغلكم سوى المساجد، فهؤلاء ينبغى أن يعلموا أننا ننشغل بكل أماكن التجمعات، سواء كانت دور عبادة أو دور لهو، فالفيروس لا يميز، وهو يصيب العابدين بالكنائس والجوامع كما يصيب اللاهين فى الملاهى والحانات. ونحن نعلم أن صعوبة تطبيق الحظر الشامل تكمن فى أن ملايين الناس فى مصر هم أناس أرزقية يعملون باليومية ومن لا ينزل منهم كل يوم ليسعى على رزقه، فإنه لن يجد الطعام هو وأسرته، ومن أجل ذلك فإن الحكومات فى كل أنحاء العالم تدخلت بعمل حزم متعددة للمساعدة والإغاثة الاقتصادية للمواطنين من أجل مساعدتهم على لزوم البيوت، كذلك الدور المقدّر الذى يقوم به رجال الأعمال ومشاهير الأثرياء فى كل أنحاء العالم يجب أن يتم تعميمه فى مصر، ويتعين على السادة رجال الأعمال الكبار الذين يطلبون من الدولة أن تقف إلى جانبهم فى الأزمة أن يشعروا ببعض الخجل، وعلى أولئك أن ينظروا للأمر من زاوية أخرى.. لا أطلب منهم النظر بعين الرأفة أو الرحمة لبنى وطنهم الغلابة، لكنى أتحدث عن نظرة مبصرة بحقيقة الوباء الذى لن يعوقه المال أو يوقفه الجاه والنفوذ. يجب على السادة الأثرياء، حمايةً لأنفسهم وعائلاتهم وليس حماية أحد آخر، أن يساعدوا على إيقاف انتشار الفيروس، وهذا لن يتأتى إلا إذا جلس الناس فى البيوت، والناس لن يلزموا بيوتهم إلا إذا ضمنوا ألا يترتب على الإقامة الجبرية الموت جوعًا.
أما بالنسبة لرجل الأعمال الذى رد على من سألوه لماذا لا تتبرع بالمال قائلًا: إن هذه المسألة هى بينى وبين ربنا ولا دخل لأحد فيها، فإنى أقول له: فى هذه الظروف لا معنى لكلام الدراويش هذا، فنحن لا نتحدث عن صدقة أو إحسان، إنما نتحدث عن واجب وطنى وتكاتف مجتمعى، والمساهمة يجب أن تكون علنية وبعلو الصوت والصورة حتى يراها ويحتذيها الآخرون، ولعل السادة الأثرياء يفهمون فى هذه اللحظة أن هذا الوطن هو كل ما تبقّى لهم وأن الملاذات الآمنة بالخارج لم تعد آمنة، وعليه فإن حماية هذا الوطن هى فرصتهم الوحيدة فى النجاة.. أنقذ الآخرين لتنقذ نفسك!.