التراجيديا السورية
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
الأحد 9 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

التراجيديا السورية

التراجيديا السورية

 صوت الإمارات -

التراجيديا السورية

بقلم - أسامة غريب

ينعقد فى طهران، بعد أيام قليلة، لقاء يضم زعماء روسيا وإيران وتركيا، ويأتى هذا اللقاء عقب زيارة الرئيس الأمريكى بايدن للشرق الأوسط واجتماعه بقادة المنطقة. ومن المؤكد أن سوريا ستكون محورًا أساسيًّا فى محادثات بوتين ورئيسى وأردوغان، ويُعتقد أن الروس والإيرانيين قد يضغطون على الرئيس التركى لمصالحة بشار الأسد باعتباره يشاركه العداء للأكراد الذين يؤرقون حكام تركيا منذ الأزل، والذين يحصلون على دعم أمريكى لمناكفة أردوغان وبشار معًا!.

وسط هذا الموقف يبدو أن الشعب السورى أصبح كالأيتام على مائدة اللئام، فأى نجاح يحققه الإيرانيون والروس سيكون على حساب المواطن السورى، كما أن انتصارات أردوغان فى هذا الملف سيدفع ثمنها أبناء سوريا أيضًا، إذ ماذا يفعل المواطن السورى الذى يرفض حكم بشار الأسد، كما يرفض حكم التكفيريين المدعومين من جانب أردوغان وحلفائه العرب؟.. إننا إذا عدنا بالذاكرة إلى بداية الأحداث فى سوريا نجد أن مدينة حلب كانت آخر المدن التى التحقت بالثورة السورية، وقد ظلت فترة طويلة لائذة بالصمت، ولا يريد أهلها أن يتورطوا فى صراع لن يقود إلى الخلاص، لكن إلى سيطرة فريق دموى بعد أن يهزم فريقًا دمويًّا آخر. حلب، مدينة الفن والشعر والجمال، معقل التجار والطبقة الوسطى المستنيرة، أرادت أن تنأى بنفسها عن الصراع فباءت بغضب الكتلتين المتصارعتين.. كتلة بشار وحلفائه، وكتلة فريق الثورة الذى نجحت أموال وإغواءات أردوغان فى تحويل بعضه إلى مرتزقة لم يعودوا يعرفون مَن يقاتلون ولماذا يقاتلون!.

لقد كان مقتل الثورة السورية فى أنها حملت السلاح، وتشظّت إلى أنواع وأصناف وأخلاط من التنظيمات والهيئات المسلحة يصعب على المرء تذكر أسمائها. على سبيل المثال فإن القوات التى حاربت النظام كانت عبارة عن: الائتلاف الوطنى السورى والجيش السورى الحر وجبهة ثوار سوريا وحركة حزم والجبهة الإسلامية وجيش المجاهدين وجبهة النصرة (تنظيم فتح الشام).. بالإضافة إلى وحدات حماية الشعب الكردية وقوات سوريا الديمقراطية، فضلًا عن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، الذى حارب النظام السورى والمعارضة السورية فى نفس الوقت!.

لقد قاتلت هذه التنظيمات لسنوات وبضراوة شديدة ضد الجيش النظامى السورى مدعومًا بحلفائه من الإيرانيين وقوات حزب الله، ولم يتم الحسم لأى من الفريقين لأن تشرذم سوريا وتخريبها يظل مطلبًا دوليًّا تسعى إليه روسيا، التى تحتاج للقواعد العسكرية التى منحها إياها بشار، وكذلك أمريكا التى ترغب فى توفير الأمن لإسرائيل. والمؤلم أن كل هذه الميليشيات والتنظيمات والهيئات المسلحة قد اقتتلت على الرغم من أن جميع أفرادها مسلمون، والمثير ليس فقط للعجب وإنما للرثاء أيضًا أن كل فصيل من هؤلاء يصر على اعتبار قتلاه دون غيرهم شهداء!، ولأجل إقناع الأنصار بذلك فإنه يستجلب شيوخًا وفقهاء ودعاة ليؤكدوا أن قتلاهم شهداء بينما قتلى مَن يحاربونه بغاة، ظلمة، مآلهم نار جهنم. لقد قدمت الحرب الأهلية فى سوريا شكلًا بالغ البشاعة لاستخدام الدين ببذاءة لحشد الأنصار وشحن القلوب بالبغضاء، وهذا يشكل الضرر الذى لا يمكن جبره حتى لو توقفت الحرب!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التراجيديا السورية التراجيديا السورية



GMT 02:30 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السادة الرؤساء وسيدات الهامش

GMT 02:28 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين (10)

GMT 02:27 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

من يفوز بالطالب: سوق العمل أم التخصص الأكاديمي؟

GMT 02:26 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

روبرت مالي: التغريدة التي تقول كل شيء

GMT 02:24 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السعودية وفشل الضغوط الأميركية

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 18:01 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 08:18 2015 الأربعاء ,03 حزيران / يونيو

ريم الفيصل تفتتح معرض "إنجازات الملك سلمان"

GMT 07:38 2013 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

اختتام معرضي مكتبة الأسرة في اربد

GMT 21:06 2013 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السماح باستخدام الأجهزة اللوحية على الطائرات الأميركية

GMT 17:41 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

استوحي تسريحة شعرك لخريف 2017 من كارا ديليفين

GMT 00:12 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

شباب قسنطينة يكشف حقيقة تسريح لاعبيه

GMT 00:24 2019 الجمعة ,19 تموز / يوليو

تعرَّفي على أهم نقاط اتيكيت الأكل في الحفلات

GMT 12:12 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

‬ مورينيو يحذر برشلونة من خطورة محمد صلاح

GMT 08:59 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

ولي عهد الفجيرة يعزي أسرة الشهيد صقر اليماحي

GMT 03:06 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق فعاليات الدورة 29 من مهرجان أيام قرطاج السينمائية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates