جروبات «الماميز» والعطارة الدينية

جروبات «الماميز» والعطارة الدينية

جروبات «الماميز» والعطارة الدينية

 صوت الإمارات -

جروبات «الماميز» والعطارة الدينية

سحر الجعارة
بقلم: سحر الجعارة

من أين خرجت شائعة «حظر التجول» بسبب فيروس كورونا؟.. لقد خرجت- بكل أسف- من نفس المجموعات «جروبات الماميز» التى كانت تطالب بتعليق الدراسة حماية للأطفال!. و«جروبات الماميز» لو تعلمون تحرك السوشيال ميديا وتهز مديريات التربية والتعليم بكثير من «الرغى والنم» وافتكاسات حول السياسة التعليمية غالبا مأخوذة من كتاب «أبلة نظيرة» لفن الطبخ.. لكن الأغرب من ذلك أن الأمهات الفضليات سارعن بتحقيق «الكابوس» الذى نسجنه فى مخيلتهن السوداوية، وانطلقن وفى أيديهن الأطفال الأبرياء بكمامة «لا تفيد ولا تضر» إلى المولات للنزهة والهجوم على محال السوبر ماركت الكبرى لحمل كل ما تصل إليه أيديهن!!. فجأة اختفت المطهرات من الصيدليات وتضاعف ثمنها بسبب «حمى الشراء»، وتبعها بالقطع «الندب والعويل» من عدم وجود «سلعة ما» بسبب جشع التجار.. وكأن البلد بالفعل أعلنت حظر التجوال، ولم يصغ أحد إلى تكذيب رئاسة مجلس الوزراء للخبر.. وكأن المطلوب هو دفع موجات الغضب الشعبى دون سند أو دليل!. وإذا بالدولة التى خصصت 100 مليار جنيه لتمويل الخطة الشاملة لمواجهة فيروس «كورونا»، وخصصت منها 200 مليون جنيه لدعم «سبل التعليم عن بعد» حرصا على مصلحة الطلاب فى مختلف المراحل التعليمية، بتوفير إنترنت مجانى للطلبة.. وبدأ بالفعل فريق من الحرب الكيميائية بالجيش تعقيم وتطهير كليات جامعة عين شمس.. ورأينا الفريق «محمد فريد»، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، يتفقد اصطفاف عناصر ومعدات أجهزة القيادة العامة للقوات المسلحة فى إطار اتخاذ الإجراءات الوقائية لمجابهة فيروس (كوفيد- 19) المعروف باسم كورونا المستجد.. ضمن خطة القوات المسلحة للاستعداد وتقديم الدعم لأجهزة الدولة المختلفة فى مجابهة الفيروس، وفرض سيناريوهات محتملة للتعامل مع كافة المواقف الطارئة.. وأعلنت إدارة التعيينات بالقوات المسلحة عن احتفاظها باحتياطيات عاجلة من المواد الغذائية، الاحتياطى الواحد يكفى لقوة 20 ألف فرد، جاهزة للدفع فى أى من الاتجاهات الاستراتيجية حال تكليف القوات المسلحة بأى مهام.. إذا بهذه الدولة تجد الشعب فى إتجاه آخر وكأن عليها أن تترك مهامها العاجلة وتتفرغ للرد على الشائعات التى اختلطت فيها بلاهة البعض بمؤامرات ممنهجة ومنظمة من جماعة الإخوان الإرهابية!.

اللافت للنظر أن هذا الشعب مرّ بتجربة «حظر التجوال» من قبل، على افتراض حدوثها بعدما قامت دول أوروبية كثيرة بفرضها، وكانت كل السلع والأدوية متوفرة آنذاك.. وهو ما يؤكد أنها «هستيريا مفتعلة»، الهدف منها تبديد جهود الدولة ووضع المسؤول فى مفترق طرق.

هناك حالة سفسطة فارغة وجدل للجدل، فلم يبك أحد على إغلاق الحرم المكى فى وجه المعتمرين «حماية للأرواح»، وبدأت الولولة على منع صلاة الجمعة فى مصر!.. رغم أن تفشى الوباء العالمى الجائح أثبت للجميع أن المستشفى الآن أهم من دور العبادة، وأن الإنفاق على «البحث العلمى» وإعلاء قيمة العلم أفضل من المليارات التى تذهب لبعض العمائم التى قررت مواجهة كورونا بالدعاء وسبع تمرات.. فإذا بالمملكة العربية السعودية تغلق مشارب ماء زمزم للحد من انتشار كورونا، لتؤكد أنهم «كاذبون»!.

العالم كله الآن ينتظر علاجا من فيروس كورونا ولا يبحث عن دعاء التحصين من الفيروس، ولا يستمع لبائعى الوهم الذين روجوا لفكرة أن الوباء عقاب إلهى للكفرة الذين اضطهدوا المسلمين فى الصين.. فإذا بالوباء لا يفرق بين مؤمن أو كافر، بين وزير أو سايس.. ولا يقيم للعمائم- الآن- وزنا، فالكلمة العليا للعلم وحده، وحتى رجل الدين نفسه ينتظر قرار «علماء الطب والفارماكولوجى» ليقف على منبره مجددا ويؤم الصلاة.. بعد أن يطمئن لوجود علاج ناجح ومصل واقٍ.

لقد تضافرت الشائعات مع المؤامرات واختلطت نبرة الدعاة بنميمة النساء.. ووقف العالم يحبس أنفاسه على عتبة الموت ليقرر «يضحى بمن»؟.. فإذا بإيطاليا تقرر التضحية بالمصابين الذين تجاوزا الـ80 عامًا أو أكثر أو فى حالة صحية سيئة.. على أساس أن قدرة المريض على الشفاء تحدد أحقيته بسرير فى العناية المركزة.. وأعتقد أنه آن الأوان أن نراجع نحن أيضا ميزانية الدولة وكيف نوزعها بين التعليم والبحث العلمى وبين من يقول لنا ندخل الحمام بالقدم اليمنى أم اليسرى.. أما جروبات «الماميز» فمجرد هاموش وشوشرة فارغة لم يغذها إلا الجهل وأثرياء الأزمات والأوبئة، ودكاكين العطارة التى تبيع الحبة السوداء بنكهة الدين، وتقايض اللقاح بعسل النحل!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جروبات «الماميز» والعطارة الدينية جروبات «الماميز» والعطارة الدينية



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 20:41 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الإمارات تدين عملية الدهس التي وقعت في سوق بألمانيا
 صوت الإمارات - الإمارات تدين عملية الدهس التي وقعت في سوق بألمانيا

GMT 20:34 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
 صوت الإمارات - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 17:40 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 19:20 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الأحد 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 15:06 2020 الإثنين ,17 آب / أغسطس

طريقة تحضير ستيك لحم الغنم مع التفاح الحار

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

غادة عادل تنشر صورتها مع زميلاتها في إحدى صالات الجيم

GMT 22:38 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

الغساني يبدي سعادته بالأداء الذي يقدمه مع الوحدة

GMT 16:15 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

"بي بي سي" تطلق موقعًا جديدًا على الإنترنت

GMT 21:06 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

طقس غائم وفرصة سقوط أمطار خلال الأيام المقبلة

GMT 20:01 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:47 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ابرز النصائح والطرق لتنظيف السيراميك الجديد لمنزل معاصر

GMT 08:14 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس

GMT 09:42 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

"بيوتي سنتر" مسلسل يجمع شباب مصر والسعودية

GMT 22:57 2019 الأربعاء ,06 آذار/ مارس

بن راشد يعتمد 5.8 مليار درهم لمشاريع الكهرباء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates