أنا شكلى قبيح

أنا شكلى قبيح

أنا شكلى قبيح

 صوت الإمارات -

أنا شكلى قبيح

سحر الجعارة
بقلم: سحر الجعارة

إن شئنا التعرف على ادعاءات الطالب «أحمد عمر» بأنه تعرض للتنمر من عدمه، خلال اختبارات الالتحاق بكلية التربية الرياضية جامعة كفرالشيخ، فعلينا أن نستمع إلى شهادته هو.. وخلال مداخلة هاتفية ببرنامج «آخر النهار» مع الدكتور محمد الباز، قال «أحمد» إنه دخل الاختبارات واجتاز الطول والوزن والعرض، لكن لجنة القوام استبعدته بسبب «الشفة الأرنبية».. لم يقل إن هناك من سخر منه ولا من شكله بل حدد كلامه بأن: (رئيس لجنة القوام قالى البس هدومك وروّح، ولما سألت عن السبب قال لى بسبب التشوّه فى الشفة).

وفى نفس المداخلة قال رئيس لجنة القوام بكلية تربية رياضية فى جامعة كفرالشيخ الدكتور «وجيه سكر»، إن اللجنة معنية ببحث تشوهات القوام من عدمه بشكل عام، مشيرا إلى أن الكلية تختار أفضل المتقدمين، وأى لجنة اختبارات لديها الحق فى القبول والرفض. وأضاف «سكر» أنه تحدث مع الطالب أحمد عمر، الذى يعانى من تشوه فى الشفة، عن شفته «على انفراد»، مؤكدا أن الشفة الأرنبية تمنع أى شخص من الالتحاق بالكلية لأنها تعتبر من التشوهات القوامية.. وأكد أن اللجنة مطالبة بقبول طالب من الناحية القوامية أثناء الثبات وأثناء الحركة وألا يكون به أى تشوهات سواء عيوب خلقية أو غير خلقية.

كانت مشكلة أحمد، كما طرحها على مواقع التواصل الاجتماعى، تتلخص فى أمرين، الأول: الزعم بأنه تعرض للتنمر، والثانى: أنه لم يسترد مبلغ 450 جنيها دفعها رسوما للكشف الذى لم يستكمله. بالبحث عن «الشفة الأرنبية أو المشقوقة» وجدنا أنها من عيب خلقى يحدث عندما لا تتشكل شفاه الطفل أو فمه بشكل صحيح أثناء الحمل، وأنها تحتاج إلى جراحة تجميل وربما إلى تقويم أسنان أيضا.. وقد أشار الطالب «أحمد» إلى أنه بالفعل أجرى تقويما لأسنانه ولايزال تحت العلاج.

بالقطع القضية كما طرحها «أحمد عمر» أثارت الرأى العام فى مصر، والنتيجة أن رواد السوشيال ميديا دخلوا صفحة «أحمد» تعاطفا منهم مع قضيته- كما طرحها- وإذا ببوستات وصور «أحمد» كلها إن لم تكن إخوانية فهى على الأقل سلفية (!!).

بالقطع هذا لا يدين «أحمد» وليس حُجة عليه، لكن الغريب أن قناة «الشرق» الإخوانية ومثيلاتها تلقفوا الخبر وانقلبت الدنيا كالعادة.. مما طرح تساؤلات حول جدية رمى أحد بتهمة «التنمر»!.

«أنا شكلى قبيح».. هذه الجملة وحدها كانت كفيلة بتفاعل الآلاف بتعليقاتهم مع «أحمد» على الفيسبوك، وكما يقول لموقع سكاى نيوز عربية: (تلقيت اتصالات من عيادات خاصة لجراحة الفم والأسنان لإجراء أى عملية مطلوبة بالشفاه بشكل مجانى، واتصال من رجل أعمال يعرض تعويضى عما جرى وتحمل مصاريف أى كلية خاصة أخرى أريد الالتحاق بها).

كما وعد رئيس جامعة كفرالشيخ الدكتور «عبدالرازق يوسف» بالتحقيق فى الأمر، وهو ما أعتقد أنه تم بالفعل، وتعهد بتولى الجامعة علاجه.. فى نفس الوقت الذى فتحت فيه النيابة العامة التحقيق فى الواقعة. ومن جهتها أكدت النائبة «ماجدة نصر» أنها ستتقدم بطلب إحاطة، بشأن ما اعتبرته «واقعة التنمر» ضد «أحمد».. أما أنا فسأظل أتساءل: أين هو التنمّر؟.

«أحمد» تم استبعاده من استكمال الاختبارات وفقًا للقواعد المنظمة للقبول بكليه التربية الرياضية، دون أدنى إهانة أو سخرية أو تجريح من لجنة التقييم.. هذا بحسب كلامه.

لقد وافق مجلس الوزراء مؤخرا على إضافة مادة جديدة لقانون العقوبات، والتى أوردت تعريفاً للتنمر هو (كل استعراض قوة أو سيطرة للجانى، أو استغلال ضعف للمجنى عليه، أو لحالة يعتقد الجانى أنها تسىء للمجنى عليه، كالجنس أو العرق أو الدين أو الأوصاف البدنية، أو الحالة الصحية أو العقلية أو المستوى الاجتماعى، بقصد تخويفه أو وضعه موضع السخرية، أو الحط من شأنه أو إقصائه عن محيطة الاجتماعى).

ما أراه الآن أنه من الثابت أن «أحمد» يحتاج لتدخل جراحى- بشهادته- وأنه تم استنفار المجتمع بأكمله وابتزازه لرفض الكلية رد مبلغ 450 جنيها للطالب.. وإذا قبلنا بلى ذراع الجامعات بهذا الأسلوب فنحن نكرس «الاستثناء الممنهج».

عفوًا أنا غير متعاطفة مع أحمد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنا شكلى قبيح أنا شكلى قبيح



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 17:40 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 19:20 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الأحد 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 15:06 2020 الإثنين ,17 آب / أغسطس

طريقة تحضير ستيك لحم الغنم مع التفاح الحار

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

غادة عادل تنشر صورتها مع زميلاتها في إحدى صالات الجيم

GMT 22:38 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

الغساني يبدي سعادته بالأداء الذي يقدمه مع الوحدة

GMT 16:15 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

"بي بي سي" تطلق موقعًا جديدًا على الإنترنت

GMT 21:06 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

طقس غائم وفرصة سقوط أمطار خلال الأيام المقبلة

GMT 20:01 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:47 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ابرز النصائح والطرق لتنظيف السيراميك الجديد لمنزل معاصر

GMT 08:14 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس

GMT 09:42 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

"بيوتي سنتر" مسلسل يجمع شباب مصر والسعودية

GMT 22:57 2019 الأربعاء ,06 آذار/ مارس

بن راشد يعتمد 5.8 مليار درهم لمشاريع الكهرباء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates