العقل الغائب خلف النقاب
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
الأحد 9 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

العقل الغائب خلف النقاب

العقل الغائب خلف النقاب

 صوت الإمارات -

العقل الغائب خلف النقاب

سحر الجعارة
سحر الجعارة : أسامة غريب

أبسط قواعد المنطق أن تكون «هيئة الإنسان» متطابقة مع أفكاره ودوره فى الحياة، وأن يؤدى الإنسان «مهمة» يؤمن بها ويحبها، أو على الأقل لا يعاديها أو يكرهها.. فإذا جئت بـ«منتقبة» أى من أقصى درجات التشدد وسلمتها «العقل المصرى» وكلفتها بالارتقاء بثقافته، بغرس الحس الفنى فيه بالموسيقى والفن التشكيلى والنحت، (الذى يعتبره المتشددون عبادة أصنام)، وأهديت المنتقبة قصرا للثقافة وأنت تراهن على أن من يدخله سيخرج متطهرا من الأفكار المتطرفة التى تخصب الأرض للإرهاب.. إن فعلت ذلك فأنت «تخبط رأسك فى الحائط»، وتسلم «العقل الجمعى» للجماعات المتطرفة التى تعادى مدنية الدولة ودستورها ووسطية الإسلام واعتداله.. وتخاصم الحياة بفرض «خيمة» على المرأة تمنع حق الإنسان، ليس فى «التواصل» معها فحسب، بل فى «التعامل» معها والثقة فيها!.

هل اسم السيدة المنتقبة الفنانة التشكيلية مديرا لقصر ثقافة «كفر الدوار» يستحق كل هذا الجدل؟.. هل نهدر قيمة علمها.. وأنها كانت الأولى على دفعتها، وعملت فى أكثر من فرع بمجالات الثقافة، وننفيها من خريطة «قيادة» العمل الثقافى، ونمارس ضدها «التمييز».. أم أنه بالفعل «النور والظلام» لا يلتقيان؟!.

لابد أن نعترف- بداية- أننا نعتبر «الثقافة رفاهية»، رغم أن حل مشاكل مصر السياسية والاقتصادية تبدأ بنشر ثقافة التنوير، ضد «خفافيش الظلام» الذين يحرمون علينا حياتنا، ويسممون أفكار أولادنا، حتى يتم تجنيدهم.. وأن الرهان كان معقودا على «قصور الثقافة» لتدريب الشباب والأطفال على العقلية النقدية، وإطلاق طاقاتهم الإبداعية.. بعدما أهدرنا قيمة العقل والثقافة لسنوات طويلة.. فجأة نجد الموت والحياة يتعانقان فى قصر ثقافة «كفر الدوار».. والوحش الخرافى المتعصب يعبر عن وجوده بزى غريب، بل ومريب وخطر على الأمن القومى.

زى قال عنه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور «أحمد الطيب»، شيخ الأزهر، (النقاب ليس فرضًا ولا سُنة وليس مستحبا، بل هو أمر مباح).. إذن نحن لا نسقط سُنة ولا نلغى فرضًا.. فقط نبحث عن «ضوابط إدارية» فى اختيار الشخص «المؤهل» للمهمة المطلوبة.. أما إذا كانت القضية «تسلسل وظيفى»، فلا يجوز لأحد أن يتحدث عن «الثقافة» بعد الآن!.

«الثقافة» كائن نورانى يمس القلب ويرتقى بالعقل ويوجه الوجدان، إنه عملية خلق إبداعية تعزف على أوتار الموهبة.. وهذا لا علاقة له إطلاقًا بفكرة «الوظيفة».. بل إن الثقافة التى تعنى الحرية والتجديد والإبداع تحطم قيود الوظيفة ومواعيد العمل والسيدة المديرة.. ولابد أن تكون «مصرية خالصة» لا تختبئ خلف أزياء الصحراء ولا تجعل هويتها مخفية ومخيفة.. لأنها ابنة شرعية للنور، ولأنها تعلى من شأن «الإنسان» ولا تدفنه داخل زى أسود.

إذا تبنينا هذه الرؤية فإن السيدة المنتقبة لا تصلح لإدارة قصر ثقافة فى أى مكان، ولأنها اختارت التخفى خلف النقاب، فلابد أن تقبل بأنها لا تنتمى إلينا جزئيًا، رغم عدم وجود «قانون» يحرمها هذا الحق.

وبالإشارة إلى موقعة الدكتور «جابر جاد نصار»، عندما كان رئيسا لجامعة القاهرة العريقة، ومنع تدريس بعض المنتقبات لمواد تحتاج إلى «التواصل».. لابد أن نسأل لماذا لا تضع الوزارات والهيئات والمؤسسات، التى يشترط العمل بها «متطلبات خاصة»، يفرضها التفاعل الإنسانى، لوائح محددة لاختيار القيادات العليا؟.

لماذا لا يناقش مجلس النواب مشروعًا لقانون يمنع «النقاب» فى أماكن معينة، يعد فيها التعرف على هوية القائم بالعمل حقا أصيلا للمواطن؟.

هل مازلنا نخاف «كتائب الحسبة» التى جرجرت الدكتور «نصار» إلى المحاكم لتعيد المنتقبات للتدريس.. أم نخاف المناخ العام الذى أصبح سلفيًا ويزداد تشددًا وتعصبًا ونحن نستسلم له ولا نقاومه؟.

هذا واقعنا للأسف، ولذلك ستجد المشهد الختامى «متطابقا»: الدكتورة «إيناس عبد الدايم»، وزيرة الثقافة المصرية، تنفى تعيين السيدة المنتقبة.. بينما تؤكد السيدة المنتقبة أنها تولت المنصب من 21 نوفمبر، وأنها قامت بالفعل برفع «قضية» ضد الوزارة.. ولا تزال المعركة مستمرة بين الدولة المدنية والدولة الدينية!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العقل الغائب خلف النقاب العقل الغائب خلف النقاب



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 06:13 2018 الإثنين ,30 إبريل / نيسان

تعرف على مواصفات سيارة فورد فوكوس الجديدة

GMT 19:01 2019 الأحد ,07 إبريل / نيسان

قالب الخضار السوتيه باللحم و البشاميل

GMT 17:31 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ستيفن كينج "ملك الرعب" نجم الأكثر مبيعًا في أميركا

GMT 02:06 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع "حقائق القرآن" لـ رجائى عطية بمكتبة القاهرة الكبرى

GMT 12:29 2018 الأحد ,21 تشرين الأول / أكتوبر

خبير تجميل يكشف عن آخر صيحات الموضة لألوان "الميك أب"

GMT 13:42 2018 الخميس ,30 آب / أغسطس

سوار "Juste Un Clou" من كارتييه لإطلالة مميزة

GMT 13:27 2014 السبت ,20 كانون الأول / ديسمبر

"فايبر" تضيف قسمًا جديدًا للألعاب الرقمية عبر الإنترنت

GMT 14:41 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

بلدية مدينة الشارقة تفتتح حديقة الزبير العامة

GMT 22:38 2013 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

"FIFA 14" تُضيف بيل بقميص ريال مدريد

GMT 03:31 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

طارق الشناوي يرفض العُري التي تظهر في الأعمال الدرامية

GMT 00:32 2013 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

الإعلان عن لعبة الأكشن Star Wars 1313
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates