بقلم: كريمة كمال
مجلس أمناء مستشفى 25 يناير يقرر وضعه تحت تصرف الصحة لاستخدامه في مواجهة كورونا وتحمل تكلفة المستلزمات الطبية والأدوية.. أعلن محمد الجارحى، رئيس مجلس أمناء مستشفى 25 يناير، أن مجلس أمناء المستشفى قرر وضع مبنى المستشفى بمحافظة الشرقية تحت أمر وتصرف وزارة الصحة حتى تنتهى الأزمة لاستخدامه في الحجر الصحى أو استقبال وفحص وعلاج أي حالات مشتبه بها أو مصابة بالفيروس، على أن يتحمل المستشفى كافة المستلزمات الطبية والأدوية وأى احتياجات أخرى لعلاج أهلنا خلال هذه الفترة.
وأضاف مجلس الأمناء في البيان الذي أصدره أن المؤسسة ستتحمل إلى جانب المستلزمات والأدوية تكلفة شراء الجهاز الخاص بالتحاليل بشكل فورى، على أن يضاف إلى أجهزة معمل التحاليل بالمستشفى ويكون التحليل مجانا تماما لكل أهالينا بإشراف وزارة الصحة سوء لهذا التحليل أو الأنوع الأخرى من التحاليل.
كما أعلن البيان أن على وزارة الصحة أن تتولى توفير الطواقم الطبية والإدراية والتمريض والإشراف عليها وتشغيلها ومراقبتها بينما أكد البيان أن المؤسسة تتحمل كافة الاحتياجات اللازمة لإقامة الطواقم الطبية التابعة لوزارة الصحة بالمستشفى. وقال مجلس الأمناء إن ما يميز المستشفى أنه في منطقة ريفية وبيئية صحية جدا وسهل الوصول إليه من كافة مراكز الشرقية.
وتابع بيان مجلس الأمناء «هذا المستشفى هو ملك الشعب وهو صاحب الفضل في إنشائه ولا يوجد وقت أحوج ما يكون الشعب إلى التكاتف من هذه اللحظات التي يعيشها العالم أجمع.. حفظ الله مصر وشعبها»
هل من الممكن عدم التوقف طويلا أمام هذا البيان؟ فهذه المبادرة التي إن دلت على شىء فهى تدل على مثال قوى ونادر على التكاتف في لحظة صعبة جدا.. إن مبادرة مجلس أمناء مستشفى 25 يناير تسجل موقفا إن دل على شىء فهو يدل على التفكير في صالح المجتمع أولا قبل الصالح الخاص.. ونحن هنا نتساءل: ألا يمكن لمستشفيات أخرى أن تحذو نفس الحذو فلا يدرى أحد ما الذي يمكن أن نحتاجه بالفعل في الأيام القليلة القادمة.. قد نكون الآن أمام خيار مصادرة عدد من المستشفيات الخاصة الرئيسية ومستشفيات الجيش والشرطة للمنفعة العامة لفترة مؤقتة وبدون تعويض للسيطرة على الفيروس، فمستشفيات الوزارة أو التأمين وحدها لا يمكنها استيعاب أعداد ضخمة إذا ما واجهنا انتشارا كبيرا لا قدر الله.. هناك إجراءات يجب أن تتخذ في حالة الضرورة ويجب التفكير في هذه الإجراءات من الآن ونحن لسنا وحدنا في هذا الصدد، فقد قامت إسبانيا بتأميم جميع مستشفياتها الخاصة طوال فترة مواجهة كورونا أي أنها قامت بوضع الخدمات الصحية الخاصة تحت السيطرة العامة بل إنهم في إسبانيا تم اللجوء إلى الاستعانة بطلاب الطب في السنة الرابعة في مساعدة الخدمة الصحية في البلاد.
حتى الآن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية في مواجهة تفشى الكورونا إجراءات جيدة ومبادرة كمبادرة مستشفى 25 يناير تستحق التحية لكننا لا يمكن أن نعول على أن تتقدم بمثل هذه المبادرة مستشفيات أخرى؛ لذا لزاما علينا أن نفكر في البديل الذي قد لا ينتظر مبادرات بل يفرض إجراءات تكون مخططة مسبقا ولا تنتظر ولو قليلا ولا تحتمل التردد مثلما حدث في مسألة إغلاق المدارس الذي ظل وزير التربية والتعليم على إصراره بعدم إغلاقها إلى أن أعلن الرئيس نفسه عن اغلاقها.. التحرك سريعا وبلا تردد هو أهم شىء في هذه اللحظات الحرجة. من هنا يجب أن تكون هناك خطة موضوعة مسبقا لمواجهة ما هو قادم، فكل لحظة تأخر أو تردد تعنى المزيد من الإصابات.