بقلم: كريمة كمال
سادت حالة من الحفاوة الشديدة بالدكتور مجدى يعقوب على مواقع التواصل الاجتماعى والعديد من المنصات الإعلامية بعد أن تم تكريمه في دبى بصفته من صانعى الأمل، وبعد حصوله على وشاح الشيخ زايد.. تصدرت صورة الدكتور مجدى يعقوب العديد من البوستات مع الكثير من كلمات الحفاوة والتقدير له.. كان واضحا أن الرجل يلقى تقدير العديد من المصريين الذين يجدون فيه رمزا للعظمة والتفانى والعمل الجاد، لذا فقد جاءت الكلمات شديدة الحفاوة والتقدير مهللة للرجل واضعة إياه في مكانة عالية جدا.. حالة كبيرة من التقدير والاحترام للرجل، وإيمان شديد بمكانته ودوره مما يوضح أن المصريين إن لم يكونوا جميعا فالغالبية العظمى منهم يقدرون الرجل تقديرا خاصا وفريدا.
لم تكن هذه الحفاوة قد توقفت بل كانت في أوج قمتها حين خرج علينا الداعية عبدالله والمدعو سامح عبدالحميد ليكتبان مخاطبين مجدى يعقوب قائلين له «الجنة للمسلمين فقط ولن تنفعك أعمال الخير للخروج من النار» مؤكدين أن جراح القلب المصرى العالمى «لن يدخل الجنة كونه مسيحيا» وكان الداعية السلفى سامح عبدالحميد قد أصدر فتوى ضد الدكتور مجدى يعقوب في بيان له على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك وقال فيه «هو رجل سخر نفسه لتخفيف الآم الناس وأسس صرحا طبيا في أسوان لعلاج الغلابة بالمجان، لكنه أوضح أن الجنة للمسلمين فقط مضيفا أن «مجدى يعقوب إن مات على النصرانية ولم يدخل الإسلام فهو في النار ولا تنفعه أعمال الخير للمرضى في الخروج من النار فهو قد أساء إلى ربه ومولاه برفضه الدخول في الإسلام وتكذيبه للنبى محمد صلى الله عليه وسلم. الدين واحد هو الإسلام وكل أتباع الديانات الأخرى كفار ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين، ومن كان يهوديا أو نصرانيا ولم يدخل الإسلام ومات على يهوديته أو نصرانيته فإنه كافر قد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار».
وقد تقدم المحامى سمير صبرى ببلاغ للنائب العام المستشار حماده الصاوى ونيابة أمن الدولة العليا ضد عبدالله رشدى وسامح عبدالحميد متهما إياهما بالسعى لإحداث فتنة طائفية، وذلك بحق الجراح المصرى العالمى الدكتور مجدى يعقوب، مؤكدا أن ما صرح به المبلغ ضدهما يثبت بما لا يدع مجالا للشك تهديدا للسلم العام والوحدة الوطنية وإحداث الفرقة والفتنة الطائفية.. ومن ناحية أخرى أعلنت وزارة الأوقاف وقف عبدالله رشدى عن صعود المنبر لحين الانتهاء من التحقيق معه فيما يبثه من آراء مثيرة للجدل موضحة أن هذه الآراء التي يبثها تحسب بصورة أو بأخرى على المؤسسة التي ينتمى إليها.
حالة التكفير التي أثارها الداعيان تثير الكثير من الغضب، خاصة أنهما أرادا الرد على الحفاوة التي قوبل بها الدكتور مجدى يعقوب بتكفيره، وكأنما أثارتهما هذه الحفاوة فأرادا الرد عليها وإبطالها، والمشكلة هنا أن هذه الآراء التي أعلنا عنها لا تخص الدكتور مجدى يعقوب وحده بل تنسحب على كل المسيحيين مما يثير الكثير من الغضب منها فهو عن طريق الدكتور مجدى يعقوب يكفر كل المسيحيين ببساطة لأنهم مسيحيون.. والملفت هنا هو القول بأنه لن يدخل الجنة إلا المسلمون، أما اتباع الديانات الأخرى فمصيرهم النار أي أن العالم كله سيدخل النار ماعدا المسلمين فقط هم من سيدخلون الجنة ولا دخل هنا لأعمال كل هؤلاء أو لما فعلوه.. وهى نظرة منحازة لدين واحد على حساب كل الأديان الأخرى ولا تقيم وزنا لعمل الإنسان في الدنيا.. يبقى أنه من الهام هنا إن كان هناك رد فعل على مثل هذه الآراء سواء على مواقع التواصل من غضب أو من إبلاغ النائب العام أو موقف وزارة الأوقاف، فليس أسوأ من أن تقال مثل هذه الآراء وتقابل بالصمت.