الشارع المصري

الشارع المصري

الشارع المصري

 صوت الإمارات -

الشارع المصري

بقلم: كريمة كمال

إذا نظرت إلى الشارع المصرى، فسوف تشعر بأن ما يسود هو الفوضى وليس أى شىء آخر.. لن أتحدث عن الأرصفة التى غابت تماما، حيث احتلتها المقاهى أو الكافيهات أو الباعة الجائلين، حسب المنطقة التى نتحدث عنها، وقد تحدثت عن هذا من قبل وتساءلت: هل هذا بإهمال الأحياء أم بتواطئها؟.. لكن ليس هذا فقط ما يجعل الفوضى هى السائدة فى شوارعنا، بل أيضا هناك كميات القمامة التى هالنى تراكمها فى آخر مرة نزلت فيها لأسير فى شوارع الكوربة التى تعد أجمل وأرقى الأماكن ليس فى مصرالجديدة وحدها بل فى القاهرة كلها.. القمامة فى كل مكان، ليس بالشوارع الجانبية وحدها، بل حتى فى شارع بغداد نفسه أجمل وأرقى الشوارع، القمامة على أرصفته.. كيف يمكن أن يحدث هذا؟.. وأين الحى؟. نتذكر جميعا «كنّاس الشارع» الذى كنا نراه ليلا ونهارا فى كل مكان من القاهرة، بل فى مدن الجمهورية الأخرى، بل السيارة التى كانت تجوب شوارع القاهرة وغيرها من مدن الجمهورية لترش المياه هنا وهناك حتى تنظف الشوارع من الأتربة بعد أن يكون كناس الشارع قد أزال القمامة.. أين ذهب كل هذا؟.. وإذا ما كان هذا هو الحال فى منطقة راقية جدا مثل الكوربة، فكيف يمكن أن يكون الحال فى الأحياء البسيطة والشعبية؟!. من المؤكد أن الوضع أسوأ بكثير جدا.

هل تقتصر الفوضى على هذا فقط؟.. بالطبع لا، هناك ظاهرة غريبة جدا لا تجدها فى أى مكان فى العالم، ولكن تجدها فقط فى شوارع مصر، وبالذات شوارع القاهرة.. فإذا ما كنت تقود سيارتك فلن تجد صعوبة شديدة فى تفادى السيارات السائرة، بل أيضا السيارات المركونة فى الشوارع والتى تحتلها، حتى إنها باتت لا تترك سوى مساحة ضيقة جدا لمرور السيارات، بل الأغرب من ذلك والأعجب منه هو أن عليك أن تتفادى المارة الذين يسيرون فى عرض الشارع.. نعم، لقد اعتاد المصريون أن يسيروا فى نهر الشارع وليس على الأرصفة، وذلك لأن الأرصفة تم احتلالها.. وحتى إذا توافر رصيف عريض أو فارغ، فسوف تجد المارة يسيرون فى عرض الشارع أو نهره؛ لأن الأمر قد تحول إلى عادة لهم.. عادة يقومون بها دون أدنى تفكير فقد تمكنت منهم تماما.. باتوا يعتقدون أنهم يسيرون فى نهر الشارع؛ لأنه لم يعد هناك رصيف.. حتى وإن وجد أحيانا، لكنّ العادة تحكمت فيهم.

هل توقفت الفوضى عند هذا الحد؟ بالطبع لا...فقد اعتدنا منذ زمن بعيد أن نجد المنادى فى كل مكان من الشوارع الرئيسية، ورضخنا منذ زمن بعيد لأن ندفع له لكى نتمكن من أن نضع سياراتنا.. الآن الوضع تفاقم جدا، فقد انتقلت الظاهرة إلى الشوارع الصغيرة الجانبية فى كل الأحياء.. كل الأحياء باتت الشوارع الجانبية منها محتلة بالمنادى.. فجأة، ظهرت الأقماع البلاستيك والسلاسل الحديدية ليحدد كل مناد منطقة نفوذه، وعليك أن تدفع لكى يمكنك من الانتظار.. لم يعد الشارع ملكا لنا، بل لهم.. ولا ندرى، هل الحى موجود أو غائب أو متواطئ؟!.

مرة أخرى، أين المسؤولون فى أحياء القاهرة.. بل ومن المؤكد باقى الأحياء فى المدن الأخرى؟.. هل هناك مسؤولية لهذه الأحياء فى وقف هذه الفوضى أم علينا أن نسلم أمرنا لله؟.. لا يمكن أن يتم الصمت على انتشار كل هذه القمامة وكل هذا الاحتلال للأرصفة والشوارع الجانبية من المنادين، لندفع نحن وحدنا الثمن.

مرة أخرى.. أين الأحياء؟!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشارع المصري الشارع المصري



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 20:08 2018 الأربعاء ,23 أيار / مايو

طريقة تحضير السبرنغ رول بالخضار

GMT 13:02 2018 الثلاثاء ,03 إبريل / نيسان

المعلمون يعلنون عن أهمية التعلم في الهواء الطلق

GMT 23:21 2016 السبت ,16 إبريل / نيسان

آبل تستعد لبيع هاتفها المليار

GMT 16:04 2016 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

شروط جديدة للراغبين بشراء الوحدات العقارية على الخارطة

GMT 13:41 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

تراجع أعداد الحشرات يُهدّد بحدوث انهيار للطبيعة

GMT 00:46 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إبراهيم عيسى يؤكد أن حراسة النصر مسؤولية كبيرة

GMT 15:56 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

"سم العناكب" يعالج أحد أخطر أنواع السرطان

GMT 14:54 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تطبيق الرسائل الخاص بـ"فيسبوك" يختبر ميزة جديدة

GMT 15:13 2015 الأربعاء ,28 كانون الثاني / يناير

عزيزة يدير ندوة عن مسرح سلماوي في معرض القاهرة

GMT 14:37 2015 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أمطار متفرقة على منطقة جازان في السعودية

GMT 08:53 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

صدور "نادى السيارات" للروائى علاء الأسوانى

GMT 22:58 2013 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

صدور 3 كتب عن تاريخ المغرب وشمال أفريقيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates