شمسها شاحبة في يوبيلها الماسي

شمسها شاحبة في يوبيلها الماسي!

شمسها شاحبة في يوبيلها الماسي!

 صوت الإمارات -

شمسها شاحبة في يوبيلها الماسي

حسن البطل
بقلم - حسن البطل

ماذا قال شاعر مُتيّم عن معشوقته؟ «كأنّ خطوتها من بيتِ جارتها/ مرّ السحابة لا ريث ولا عجل». في سنويتها الماسية 75، دعا الأمين العام التاسع للأمم المتحدة، البرتغالي انطونيو غوتيريس، إلى ما يشبه «بيروسترويكا»، أو «إعادة تشكيل العالم (المضطرب) الذي نتقاسمه»!
«على عجل» طوى العالم «عصبة الأمم» غداة الحرب العالمية الأولى، لكن «على ريث»، ستبحث هذه الـ (U.N) ذات الـ 193 دولة على أمم متحدة، هي برلمانها، عن صيغة يُقرها مجلس أمنها (14 دولة) لإعادة تشكيلها، إذا توافقت على ذلك دول «الفيتو» النووية الخمس، لتقوم بانتخاب الأمين العام، العام العاشر.. (أو العشرين) المكلّف إعادة تشكيلها، وحتى لا يكون مصيرها كمصير عصبة الأمم!
(U.N) هو الاصطلاح الأكثر شهرةً وتداولاً، قبل أو بعد (U.S.A)، أي الولايات المتحدة التي تقاسمت النفوذ العالمي، مع ما كان الاتحاد السوفياتي، في زمن ما بعد عصبة الأمم والحرب العالمية الثانية.ٍ
غربت شمس اصطلاح (U.S.S.R)، أي اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، وطرح اصطلاح استخدام الاتحاد الأوروبي، وصارت العربية لغة خامسة رسمية للأمم المتحدة، دون تعريب (U.N) إلى (أ. م)؟
انتخب مجلس الأمن، أو بالأحرى خماسية الأعضاء النوويين الدائمين، غوتيريس عام 2017 لمدة خمس سنوات قابلة للتجديد، لكن من بين الأمناء العامين السابقين لم يتم التجديد للمصري بطرس بطرس غالي 1992 ـ 1996 لأن «الفيتو» الأميركي استخدم ضده، بعدما اختلف مع (U.S.A)، وكانت فرنسا قد رشّحته لأنه يُجيد اللغة الفرنسية، بينما لقي الأمين العام السويدي الأسبق، داغ همرشولد 1953 – 1961 مصرعه الغامض جرّاء سقوط طائرة في الكونغو؟
كانت حقبة الستينات من القرن المنصرم هي الحقبة الذهبية للأمم المتحدة، حيث اتخذت قراراً بإنهاء حقبة الاستعمار الأوروبي لأفريقيا (بريطانيا، فرنسا، البرتغال.. وبلجيكا). كانت بلجيكا تحتلّ الكونغو، ورفضت طلب باتريس لومومبا بتأهيل الكونغو للاستقلال، وشجعت المتمرّد المنشق مويس تشومبي على انفصال إقليم كاتنجا الغني بالماس، ثم قتل لومومبا.. وتم تدبير تغييب الأمين العام داغ همرشولد، لتفشيل قوات السلام، ذات البيريه الأزرق، التابعة للأمم المتحدة.. ولا يزال الكونغو ـ زائير يعاني!
القضية الفلسطينية وملفاتها في الجمعية العامة ومجلس الأمن هي الأثقل، وبعد أن خطب عرفات أمام مقر الجمعية العامة في نيويورك، في العام 1974 خطاب «غصن الزيتون وبندقية الثائر»، رفضت أميركا منحه «فيزا»، فكان أن نقلت الجمعية العامة جلساتها إلى مقرها الإداري في جنيف في كانون الأول 1988 للاستماع إلى خطابه.
في العام 2014 قبلت الجمعية العامة عضوية دولة فلسطين كمراقب في الأمم المتحدة، لكن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض في مجلس الأمن ولا تزال ضد منح فلسطين عضوية عادية في الأمم المتحدة.
كما حال المقرّ الدّائم لجامعة الدول العربية هو في القاهرة، باستثناء مقره في تونس خلال سنوات المقاطعة العربية لمصر السادات بعد «كامب ديفيد»، كذلك فإن مقر الجمعية العامة، ومجلس الأمن كذلك، هو في نيويورك، ولم تنجح كوبا الكاستروية في اقتراح نقل المقر إلى جنيف، لكن مقر «اليونسكو» مثلاً هو في باريس، ومقر منظمة الصحة العالمية هو في جنيف، ومقر محكمة العدل الدولية هو في لاهاي.
باستخدام نفوذها باعتبارها المموّل الرئيسي للأمم المتحدة، انسحبت أميركا من «اليونسكو» لاعترافها بعضوية فلسطين، وفرضت عقوبات على العديد من منظمات الأمم المتحدة، وآخرها منظمة الصحة الدولية، بدعوى انحيازها إلى الصين في مسألة تفشّي وباء الـ «كورونا»، وتنوي فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، لأنها في صدد التحقيق في جرائم الحرب الأميركية أولاً، وكذلك جرائم الحرب الإسرائيلية في فلسطين.
بعد انهيار «عصبة الأمم» وتأسيس الأمم المتحدة، تحدث بعض كبار المثقفين العالميين عن حلم تطوير الأمم المتحدة إلى ما يشبه حكومة عالمية، لكن بعد جائحة الـ «كورونا» صاروا يتحدثون عن «إعادة تشكيل العالم المضطرب»، حيث التكتّلات السياسية زمن «الحرب الباردة» والأحلاف العسكرية، مثل «حلف وارسو»، و»حلف الناتو»، صارت تكتلات اقتصادية، لكن هذه الـ «كورونا» ضربت الاقتصاد العالمي المتشابك كله!
حتى ما قبل الوباء العالمي الحالي، جرت محاولات لتجاوز الجمعية العامة ومجلس أمنها، حيث تم الاتفاق النووي الإيراني في فيينا مع الدول الخمس الدائمة والنووية، إضافة إلى ألمانيا حسب صيغة (5+1)، وما لبثت الإدارة الأميركية الترامبية أن انسحبت منه، كما من اتفاقية باريس للمناخ العالمي، ومن بعض التكتلات الاقتصادية.
في المباريات الرياضية هناك ثلاث ميداليات: برونزية، فضية.. وذهبية، وفي المناسبات التاريخية هناك يوبيل فضي بعد مرور ربع قرن، وآخر ذهبي بعد مرور نصف قرن.. وأخيراً يوبيل ماسي.. ثم مئوية ربما!
في يوبيل الأمم المتحدة الماسي لم يحصل احتفال بروتوكولي في مقر الجمعية العامة أو منظماتها لمجلس الأمن وباقي المنظمات.. فقط ألقى الأمين العام خطاباً كأنه شمس غاربة في يوبيلها الماسي.. وحلم بإعادة تشكيل العالم (بيروسترويكا)!
نتحدث في فلسطين عن إعادة الاعتبار لمنظمة التحرير منذ أوسلو، وهذا قبل الـ «كورونا» وخطر الضمّ الإسرائيلي، ويتحدث الأمين العام للأمم المتحدة عن دورها في إعادة تشكيل العالم أي أمماً متحدة جديدة او مختلفة، ومجلس أمن جديداً ومختلفاً، خارج «الفيتو» النووي الخماسي.. ومع مقعد دائم لأفريقيا وأميركا اللاتينية، والهند والعالم العربي.. حيث خماسية «دول الفيتو» أضحت مثل الحذاء الصيني القديم الحديدي.
متى يطوي العالم العصر الأميركي والحقبة الأميركية؟ هل عندما ينزل الدولار الأخضر من عليائه؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شمسها شاحبة في يوبيلها الماسي شمسها شاحبة في يوبيلها الماسي



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 18:01 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 19:17 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 18:37 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 18:54 2019 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

حلم السفر والدراسة يسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 09:09 2015 السبت ,25 إبريل / نيسان

"سوني" تكشف عن مميزات هاتفها "إكسبريا زي 4"

GMT 23:38 2013 الثلاثاء ,09 تموز / يوليو

تباين أسعار خدمات المطاعم خلال رمضان

GMT 11:24 2019 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أجمل الوجهات السياحية في شتاء 2020

GMT 14:48 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

"Mother of Pearl" ترفع شعار تقديم الملابس المسائية صديقة البيئة

GMT 06:14 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كلوي كارداشيان تظهر بإطلالة جريئة باللون الأصفر النيون

GMT 05:01 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

المنتخب الوطني تحت 19 عامًا يواجه طاجيكستان في كأس آسيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates