لا تشبه إلّا نفسها
آخر تحديث 22:57:01 بتوقيت أبوظبي
السبت 31 أيار ـ مايو 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

لا تشبه إلّا نفسها!

لا تشبه إلّا نفسها!

 صوت الإمارات -

لا تشبه إلّا نفسها

حسن البطل
بقلم - حسن البطل

صباحاً، بدّلت موضوع مقال اليوم إلى آخر، وهذا بفضل الناقد النشيط عادل الأسطة، وهو مقيم في نابلس، والطبيب رياض عوض، وهو مقيم في غزة. كتب الأول على «الفيسبوك»: «نحن في الطريق إلى جنوب أفريقيا»، والثاني كتب: من عادة الفلسطينيين القفز من مشروع لآخر، عندما يشعرون بتعسّر مشروعهم.
حسناً، قبل انطلاقة كفاحهم المسلح، زار أبو جهاد فيتنام الشمالية، فسأله الجنرال الأسطوري فو نغوين جياب، بعد نظرة إلى خارطة المنطقة: هل هنا ستفجرون ثورة؟ هذه ستكون ثورة المستحيل في منطقة آبار النفط. من سيدعمكم كما تدعمنا الصين والاتحاد السوفياتي. في النتيجة، صارت سايغون تسمى هوشي منّه، وبقيت القدس الشرقية تسمّى يهودياً «يروشلايم الموحّدة» عاصمة إسرائيل، وأرض النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني تسمى في العالم «الأرض المقدسة» (تراسنطا)، و»حل الدولتين» قد يفضي بإسرائيل وفلسطين إلى نظام الفصل العنصري، أو «الأبارتهايد».. أو الترحيل «الترانسفير»!
قبل الثورة الفلسطينية المعاصرة (وخلالها وبعدها، أيضاً) كان فلسطينيون وعرب قالوا، إن إسرائيل اليهودية ستلاقي مصير الحملات الصليبية، كما أن غزاة وإمبراطوريات قبل إضافة إسرائيل قد رحلوا. هل يكرر التاريخ ذاته؟.. كلّا!
لم تتحمل دول جوار فلسطين ما تحمّلته تونس والمغرب في دعم الكفاح الجزائري المسلّح، الذي تشتّت بعد خروج بيروت، فاستندت قيادة المنظمة إلى الانتفاضة الأولى في إعلان استقلال دولة فلسطين، وهذا قادنا إلى «أوسلو»، وتأسيس أوّل سلطة وطنية فلسطينية.
هل يشبه إعلان مبادئ أوسلو إعلان اتفاق «الجمعة الطيبة» في النزاع الايرلندي، حيث انتهى كفاح الجيش الجمهوري الايرلندي ومنظمة «شين ـ فين»؟
كانت جزيرة ايرلندا مستعمرة بريطانية فقيرة، ونقلت بريطانيا مستوطنيها البروتستانت إلى شمال جمهورية ايرلندا الكاثوليكية، تحت اسم «أولستر». هذا نزاع قومي في ثياب نزاع ديني طائفي. ربما كان هناك شَبَه بين الاستيطان البريطاني البروتستانتي والاستيطان اليهودي في الضفة الغربية.. لكنْ هل ثمة شَبَه بين الصليبيين وإسرائيل؟
ما هو الفارق؟ وازنت أميركا بين تحالفها مع بريطانيا وبين قوة اللوبي الايرلندي في أميركا، ومن ثم رتّبت اتفاق «الجمعة الطيبة»، لكن أميركا لم توازن في مشاريع حلولها في المسألة الفلسطينية ـ الإسرائيلية، خاصة بعد إدارة ترامبية ـ جمهورية متحالفة مع الإنجيليين.
في مسألة جنوب أفريقيا كان النزاع عرقيا بين غالبية سوداء وأقلية بيضاء، والعالم الغربي يريد أن يتحرر من وصمة العنصرية، ومن ثم قبل مانديلا الأسود ودوكليرك الأبيض مبدأ: صوت واحد للرجل الواحد. من المستبعد أن تقبل إسرائيل بذلك، فهي لا تريد «الحل بدولتين» وبشكل أكبر لا تريد «دولة لجميع رعاياها».
في استعمارها للجزائر كانت فرنسا تزعم بأن الجزائر امتداد لها تحت البحر، وكان النزاع وطنيا ودينيا، كما هو حال النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، حيث تزعم إسرائيل استنادها إلى أساطير دينية وتاريخية، تبدو للعالم، وليس للعرب والفلسطينيين، أكثر تماسكاً من الزعم الفرنسي بالنسبة لامتدادها الجزائري تحت البحر. رابين لم يكن «ديغول إسرائيلي».
.. من ثم، فإن الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي لا يشبه كفاح فيتنام، ولا فيتنام الجنوبية تشبه إسرائيل في حربها مع أميركا ضد فيتنام الشمالية، الصراع الفلسطيني ـ العربي، ولا الكفاح الجنوبي أفريقي ضد سلطة البيض العنصرية، يشبه الصراع الفلسطيني، حيث الجميع هنا حنطيون، ونسبة الشقر لدى الشعبين هي ذاتها تقريباً. نخوض صراعاً وطنياً واليهود يخوضونه صراعاً دينياً.
يقول الفلسطينيون، إن مصيرهم ليس مثل مصير «الهنود الحمر» الذين أبادهم، في أميركا الشمالية، الغزو الأبيض الاستعماري، وربما يشبه قليلاً الغزو الأبيض البرتغالي ـ الإسباني لأميركا الجنوبية، حيث كانت هناك حضارات قديمة مزدهرة دمّرها الغزاة، مثل: الأنكا، والأزتيك، والمايا.. وسواهم، كما كانت حضارات أرض فلسطين. توطن الغزاة في دول أميركا الجنوبية، وأعطوها لغتهم، لكن فلسطين ـ إسرائيل بقيت ثنائية اللغة، ونهض الفلسطينيون في إسرائيل بعد النكبة، كما الفلسطينيين في الأرض المحتلة بعد الاحتلال، لكن بقيت سلطة الغزاة هي الحاكمة، إلى أن وصل بعض أحفاد الأنكا والأزتيك إلى السلطة في بعض دولها، مثل بوليفيا وفنزويلا.
النزاع الايرلندي بين البروتستانت والكاثوليك يشبه أو لا يشبه النزاع الإسلامي ـ اليهودي، والمهم أن حزب «شين ـ فين» (وتعني: يا وحدنا) فاز في انتخابات ايرلندا الشمالية العام 2020، واعتزل زعيم الحزب جيري أدامز، الذي التقى الرئيس عبّاس العام 2014 في رام الله: نزاع ايرلندا هو الأقرب في الشبه.
فيتنام الموحّدة والمنتصرة مشغولة ببناء نفسها كواحدة من «النمور الآسيوية»، والجزائر المستقلة مشغولة ببناء نفسها من سلطة جبهة التحرير الوطني إلى سلطة وطنية ديمقراطية، وجنوب أفريقيا تنجح شيئاً فشيئاً في دمج سكانها البيض والأفريكانز (بقايا الاستعمار الهولندي) مع سكانها السود.
أمّا فلسطين في صراعها مع إسرائيل فلا تشبه إلاّ نفسها، وحل هذا الصراع لا يشبه حلول صراعات كان الفلسطينيون (والإسرائيليون، أيضاً) يتشبهون به.. لماذا؟ لا يشبه الصراع الجزائري الصراع الفيتنامي، الذي لا يشبه صراع ايرلندا، ولا جنوب أفريقيا.
.. وبالطبع، لن يكون مصير الفلسطينيين كمصير «الهنود الحمر»، فيما صار الولايات المتحدة، ولا العنصرية الإسرائيلية تشبه العنصرية الأوروبية البيضاء. كلّنا حنطيُّون، وما عدا ذلك لا نتفق على شيء. لا على الانفصال الوطني ولا على شروط الاتحاد الديمقراطي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تشبه إلّا نفسها لا تشبه إلّا نفسها



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة ـ صوت الإمارات
اجتمعت عاشقات الموضة الشهيرات في الوطن العربي خلال الساعات والأيام الماضية على تفضيل اللون الأسود لتزيين أحدث ظهور لهن، حيث تكاثفت إطلالات النجمات المتألقات بالأزياء السوداء، وزينت مواقع التواصل الإجتماعي، وطغت على اختياراتهن الأناقة والتفاصيل المعاصرة، كما تنوعت تلك الأزياء بين ما يناسب النزهات الصباحية، وأخرى للسهرات، ولأنه اللون المفضل في كل المواسم دعينا نلقي نظرة على أحدث إطلالات النجمات، لعلها تلهمك لاختيار إطلالتك القادمة على طريقة واحدة منهن. إطلالة نانسي عجرم ملكة البوب العربي نانسي عجرم عادت لصيحتها المفضلة في أحدث ظهور لها، من خلال اختيار موضة الجمبسوت المرصع الذي تفضله كثيرا في حفلاتها، ولم تتخل الفنانة اللبنانية عن لونها المفضل الذي رافقتها مؤخرا بكثير وهو اللون الأسود، حيث اختارت جمبسوت مرصع كليا بالت...المزيد

GMT 07:09 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيمار يتخطى أساطير البرازيل في "دوري الأبطال

GMT 14:05 2018 الأحد ,10 حزيران / يونيو

مجموعة عطور مرهفة من الملذات لكنها محرّمة

GMT 20:21 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

مودريتش يحتل عرش ليونيل ميسي وكريستيانو في حصاد 2018

GMT 00:31 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

كيفية إيقاف تشغيل وإزالة ون درايف في ويندوز 10

GMT 08:10 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ديسيسا يتوج بطلًا لماراثون "نيويورك" في منافسات الرجال

GMT 08:36 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

لضامن والقاضي يمثلان الأردن في بطولة العالم للمصارعة

GMT 23:17 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

الفنانة أسماء جلال تبدأ تصوير دورها في "رئيس البيت الأبيض"

GMT 21:12 2014 الأربعاء ,03 أيلول / سبتمبر

سامسونج تزيح الستار عن الهاتف اللوحي "Galaxy Note 4 "

GMT 13:43 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

إطلاق جائزة الإمارات لمكافحة "المواد المخدرة"

GMT 01:09 2013 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

توجهات للنهوض بقطاع السكن في الشرق الأوسط

GMT 16:58 2015 الخميس ,16 تموز / يوليو

الطقس المتوقع لفترة عيد الفطر من 16 إلى 20 تموز

GMT 21:16 2013 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

مطعم في نيويورك يقدم لضيوفه "قائمة صامتة"

GMT 22:18 2015 الإثنين ,05 كانون الثاني / يناير

عملية جراحية لعلاج سمكة من الإمساك في بريطانيا

GMT 14:58 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

مصالحة إليسا وشيرين عبد الوهاب بمناسبة العام الجديد

GMT 15:49 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

بلاك شاينا تنطلق في سترة سوداء مع حذاء طويل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates