عملية «تمييل» لشرايين قلب رام الله التحتا

عملية «تمييل» لشرايين قلب رام الله التحتا!

عملية «تمييل» لشرايين قلب رام الله التحتا!

 صوت الإمارات -

عملية «تمييل» لشرايين قلب رام الله التحتا

حسن البطل

سألني: هل لمهجة القلب وسويداء القلب المعنى ذاته؟ فسألته هل يختلف المعنى من القلب إلى الفؤاد. القلب للجماد أحياناً، والفؤاد لقلب الأحياء.
لعل سؤاله وسؤالي أثارا في خلده غير ما في خلدي، فنيتي أن أكتب شيئاً غير عن بلاغة اللغة، إنما موقع شقتي في سويداء قلب رام الله التحتا، وهذه المدينة بمثابة القلب في نبض الضفة.
من الشرفة الغربية أطلّ على مدرسة ذكور رام الله الاعدادية - الأونروا، ومن الشرفة الشرقية أطلّ على مدرسة عزيز شاهين الثانوية للبنات. قل: رجال المستقبل وأمهاته. هذا أيار موعد خفقة القلب الكبيرة لمدارسنا، أي الامتحانات بين خفقة قلب كبيرة في أيلول، مع افتتاح المدارس، والثانية مع امتحانات نهاية السنة الدراسية، أرى من شرفتي هذه وشرفتي تلك انتظام طوابير الصباح للتلاميذ في الساعة الثامنة.
لكن، في خفقة قلب شهر الامتحانات، أراهم بين العاشرة ومنتصف الظهيرة يخرجون من الصفوف دون حقائب ثقيلة على مناكبهم، ومع ساندويشات فلافل ومقرقشات بطاطا، وقناني الماء والمشروبات. وفي خفقة القلب هذه يلتقون في شارع الشقرة، وباقي ازقة رام الله القديمة، كما يختلط ماء عذب بماء مالح. هكذا بدأت الحياة، وهكذا يبدأ رجال المستقبل وأمهاته.
من حزيران، بعد نتائج الامتحانات، سأرى من شرفتي الشرقية مدرسة البنات هامدة حتى أيلول، لكن من شرفتي الغربية سأرى تلاميذ مدرسة الأونروا يلعبون الطابة في ملعب المدرسة، كما كنت وأترابي نفعل لمّا كنّا في مثل أعمارهم.
لماذا بدأت بمهجة وسويداء القلب، والمعنى من القلب والفؤاد؟ لأنني صبحاً ومساءً أسير في مهجة وسويداء قلب رام الله التحتا، المرصوفة أزقته ببلاط صناعي. هنا مقر الكمنجاتي، الذي كان ولداً في الانتفاضة الأولى، ومقر «تامر» للتعليم المجتمعي .. دائماً أقول لكناس الشارع: صباح الخير صباحاً، وللفتية والشباب على قارعة الأزقة مساء الخير.
كيف ستبدو رام الله - التحتا بعد ورشة ثالثة، أو رابعة، من ترميم مبانيها القديمة، إلى تحديث البنية التحتية والفوقية لأزقتها وشوارعها، والآن؟ ترميم وتحديث البنية التحتية والفوقية لشارعها الرئيس، شارع السهل؟
انتهزت محلات شارع السهل الفرصة، ليقوم بعضها بنفضة في ديكوراتها، لتجاري ما يحصل في شارع ركب - الرئيسي، لكن مع مشروع انارة يليق بمدينة عتيقة، بدعم من بلدية باريس.
ما أرجوه من بلدية رام الله أن تحافظ على هيبة الحجر فيها، ولا تكرر غلطة تحديث واجهات محلات الشارع الرئيس، التي تقوم بتنفيذ ديكور حديث وجذاب، لكن مع تغطية الجدران الحجرية بكسوة من الألمنيوم الملون.
حسب ما قرأت، فإن البلدية تعهدت أن تتولى تنظيف جدران محلات رام الله التحتا وبيوتها بالرمل، كما فعلوا في باريس قبل سنوات.
ما يجري في أزقة وشوارع رام الله التحتا كان قد جرى في شوارع مركز المدينة، حيث رفعوا الأنابيب الصدئة للمياه، وبنوا ارصفة جميلة، ذات اشجار، واضاءة جديدة، وهكذا قاموا بما يشبه «تمييل» شرايين قلب المدينة، ووقايتها من «الاحتشاء القلبي».
صباحاً، جلسة في مقهى رام الله - الشارع الرئيس. مساءً جلسة في مقهى الانشراح - شارع السهل - رام الله القديمة.
محظوظ أن اعيش في مدينة هي قلب هذه الضفة، ومحظوظ أن أسكن في سويداء ومهجة قلب المدينة القديم. مدرسة الأولاد من الشرفة الغربية ومدرسة البنات من الشرفة الشرقية.
عمارة كبيرة تحتضن بيتاً قديماً جميلاً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عملية «تمييل» لشرايين قلب رام الله التحتا عملية «تمييل» لشرايين قلب رام الله التحتا



GMT 05:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 05:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تحولات البعث السوري بين 1963 و2024

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

2024... سنة كسر عظم المقاومة والممانعة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 18:04 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 00:42 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كردستان تحتضن معسكر المنتخب العراقي لكرة السلة

GMT 01:57 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عقبة تُواجه محمد صلاح وساديو ماني أمام برشلونة

GMT 05:18 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ريماس منصور تنشر فيديو قبل خضوعها لعملية جراحية في وجهها

GMT 17:03 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

استقبلي فصل الخريف مع نفحات "العطور الشرقية"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates