العولمة «مسرولة»  كمان

العولمة «مسرولة» .. كمان!

العولمة «مسرولة» .. كمان!

 صوت الإمارات -

العولمة «مسرولة»  كمان

حسن البطل

كانت امرأة، وكان اسمها الأدبي ذكورياً: جورج ساند. هذه الفرنسية كانت، في زمنها، «فضيحة» المنتديات الثقافية في بلدها (ومن ثم في العالم قاطبة). ليش؟ بدلاً من الفستان الانثوي المعقّد، ارتدت سروالاً، يعني بنطالاً!
الآن، بصُ وشوف شوارع العالم، ترى النسوان والبنات نصفهن «مسرولات»، ونصف «المسرولات» محجبات، ونصفهن الثاني، تقريباً، يلبس «الزي الشرعي» الاسلامي.
تقريباً، غربت شمس الفستان الانثوي المحتشم عن شوارعنا، وبقيت في القصيدة المغناة: «حتى فساتيني التي اهملتها ... فرحت به، رقصت على قدميه"، وكذا غربت شمس التنورة/ الخراطة/ الجونلة/ الجوب، سواء كانت تحت الركبة بقيراط او فوقها بقيراطين، او كانت ضيقة او وسيعة.
في المغرب، حوكمت شابتان لارتدائهما تنورة في سوق شعبي، وفي جدّة تحرش عشرات الخناشير (يعني الرجّالة) بسيدتين ترتديان الزي الشرعي الكامل (جلباب وحجاب) وتسيران في حديقة عامة.
أتذكر، قبل ستة عقود، أن الفستان والخراطة كان زي الاناث، وكانت الخراطة هذه تأخذ تفاصيل القسم الانثوي الاسفل، راسمة شكل (S) مفتوحة، وكان غطاء «الرأس» ايشارب، على شكل مثلث مطوي يسمح لذؤابة الشعر وجديلتيه ان تلاعب الريح والشمس والمطر، وتجدون في رواية «الثلج» للتركي المتعربد أورهان باموك وصفاً جميلاً لنساء «الايشاربات» الثائرات كما وتجدون في صور بنات ايران الفرحات بالاتفاق الثوري غطاء رأس انثويا يسمح لذؤابة الشعر أن تغازل الريح.
ماشي الحال، فالعولمة «مسرولة» كمان، وللرجال والنساء على السواء، فالمستشارة الألمانية ميركل مسرولة مثلاً، ورئيسة الوزراء البريطانية تاتشر كانت ترتدي «التايور» ذا القطعتين، سوى ان سراويل او بناطيل الرجال واسعة نوعاً ما، وسراويل البنات ضيقة «نوعين» ما، ومعظم المسرولين والمسرولات يرتدين هذا «الجينز» العولمي بألوانه المختلفة، ويتسيّدها الأزرق (الكاوبوي) وبعضه «حائل» صنعاً، او ممزق صنعاً، او طويل وقصير .. هذا سروال معولم.
كان ايف سان لوران، مصمم الازياء الراقية «هوت كوتور» قد قال حسرته ومرارته، لأن سروال «الجينز» لم يكن اختراعه، او لأن «كوكو شانيل» لم تكتف بعطورها الفاخرة، بل ايضا صممت سراويل للنساء.
هل كانت «جورج ساند» مسترجلة او مخنثة .. او «مثليّة»؟ أم كانت قد ضاقت بتعقيد ملابس شاعر ذلك العصر الفيكتوري، الى ان شاعت ملابس احادية الجنس «يونيسكي» للذكور والاناث، ربما مع تغيير صف الأزرار في القمصان والبناطيل الى جهة اليمين للذكور او جهة اليسار للاناث.
من زي إلى زي آخر، تتبدل القبعات وغطاء رأس الرجال والنساء، لكن السراويل «معولمة» الى ما شاء الله، أما قبعات النساء التي كانت صناعة كاملة في الغرب فقد انقرضت، سوى عن رؤوس ملكات بريطانيا مثلاً.
في الشتاء تعرض بيوت الأزياء ثياب الصيف، وفي الصيف تعرض ثياب الشتاء، لكن معظم التصاميم الغريبة لا يرتديها أحد، ويبقى اللباس العالمي معولماً يميل الى البساطة و«الهركلة» وسراويل الجينز و«اغسل والبس».
تتغير «موديلات» السيارات كل سنة، او سنتين، لكنها «تدبّ على أربع» وهكذا حال السراويل التي تغير موديلاتها لكن تظل «تدب» «مستلبسة» ساقي النساء والرجال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العولمة «مسرولة»  كمان العولمة «مسرولة»  كمان



GMT 05:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 05:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تحولات البعث السوري بين 1963 و2024

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

2024... سنة كسر عظم المقاومة والممانعة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 17:40 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 19:20 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الأحد 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 15:06 2020 الإثنين ,17 آب / أغسطس

طريقة تحضير ستيك لحم الغنم مع التفاح الحار

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

غادة عادل تنشر صورتها مع زميلاتها في إحدى صالات الجيم

GMT 22:38 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

الغساني يبدي سعادته بالأداء الذي يقدمه مع الوحدة

GMT 16:15 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

"بي بي سي" تطلق موقعًا جديدًا على الإنترنت

GMT 21:06 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

طقس غائم وفرصة سقوط أمطار خلال الأيام المقبلة

GMT 20:01 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:47 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ابرز النصائح والطرق لتنظيف السيراميك الجديد لمنزل معاصر

GMT 08:14 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates