بقلم - سامي الريامي
لحكومة هي وحدها التي تملك إصدار قرار الإغلاق في مواجهة «كورونا» من عدمه، فهذا أمر سيادي، وهو ليس من اختصاص وسائل الإعلام البريطانية أو الغربية، ولا هو من اختصاص أي دولة أخرى، هو شأن إماراتي خالص، فالقرارات هنا تُبنى على معلومات، وعلى وقائع، وتصدر بعد دراسات مستفيضة، دراسات تشمل كل صغيرة وكبيرة، وتأخذ في الاعتبار المصلحة العامة، ولا شيء غيرها، فهي لم تكن يوماً قرارات فردية، ولا هي قرارات تصدر كردة فعل خشية حزب معين، أو لمصلحة حزب معين، أو قرارات لضرب أشخاص معينين، أو لتأجيج الشارع العام ضد مسؤول معين، هذه الأمور لا تحدث هنا في الإمارات، كما تحدث في بريطانيا وغيرها!
الإمارات واحدة من أفضل دول العالم في إدارتها وتعاملها مع أزمة انتشار فيروس «كورونا»، وهذه شهادة عالمية صدرت من معظم المنظمات المعنية بالأمر، وحكومة الإمارات تعاملت بحرفية شديدة مع الفيروس وآثاره الأخرى، المباشرة، وغير المباشرة، عملت بشكل غير مسبوق على محاصرته، واستباق انتشاره من خلال الفحوص اليومية، حتى أصبحت أكثر دولة في العالم أجرت فحوصاً لمواطنيها ومن يقيمون على أرضها، ولذلك فهي ترصد المرض بشكل يومي، وتسيطر على انتشاره قدر الإمكان، وهي واحدة من الدول القليلة والأولى التي حصلت على اللقاح المضاد للفيروس، وها هي تبذل جهوداً ضخمة لتحصين المجتمع من خلال نشر مراكز التطعيم في كل مكان، للدرجة التي نصبح فيها كل يوم مع افتتاح مركز أو خيمة أو مجلس جديد للتطعيم، وهذا ما لا يحدث أبداً في أي دولة متقدمة، والنتيجة أن عدد جرعات لقاح «كورونا» فاق الثلاثة ملايين جرعة خلال هذه الفترة السريعة، وهو رقم لم تصله أي دول أوروبية بالنسبة والتناسب مع عدد السكان!
ومع ذلك لم تغلق الإمارات أبوابها وحدودها، بل أسهمت عالمياً في مساعدة مختلف دول العالم للخروج من أزمة «كورونا»، وسيّرت الرحلات الجوية، وأرسلت المساعدات الطبية، وها هي اليوم تتحول إلى شريك استراتيجي لإيصال اللقاح إلى كل قارات العالم، في الوقت الذي رأينا دولاً كبرى لم تستطع توفير أساسيات مكافحة الفيروس لشعوبها، فماذا عساهم أن يريدوا منّا أكثر من ذلك؟!
فشل بعض الحكومات في التعامل مع فيروس «كورونا»، لا دخل لنا فيه، ومحاولتهم إلقاء اللوم علينا، للبحث عن شماعة خارجية يغطون بها فشلهم في إدارة الأزمة داخلياً، أمر مضحك، بل ومكشوف لدى شعوبها، قبل أن يكون مكشوفاً للعالم، أما الإمارات فهي تسير بكل ثقة في طريقها لمواجهة فيروس «كورونا» من خلال الاستمرار في حملات التطعيم، والتشديد على الإجراءات الاحترازية الكفيلة بتقليل فرصة انتشار الفيروس، حتى تصل لهدفها المنشود في أسرع وقت ممكن، عندها ستزيد صدمتها، وسيزيد حسدها، وسترتفع وتيرة حربهم الإعلامية، ولكن سيكون ذلك كله عديم الجدوى!