تجميد 200 مليون ليس في مصلحة أحد

تجميد 200 مليون.. ليس في مصلحة أحد!

تجميد 200 مليون.. ليس في مصلحة أحد!

 صوت الإمارات -

تجميد 200 مليون ليس في مصلحة أحد

سامي الريامي
بقلم - سامي الريامي

في الاجتماع الأخير للجمعية العمومية لجمعية الاتحاد، كان يمكن توزيع أرباح على المساهمين بشكل أكبر وأكثر من العام السابق، وكان يمكن ضخ أموال في السوق على شكل استثمارات جديدة، وتوسعات وتطوير للجمعية، وهذا أمر مهم وحيوي في هذا التوقيت، وفي ظل الظروف الاقتصادية التي فرضتها جائحة كورونا، التي تسببت في انكماش وخسارة بعض القطاعات، إلا أن النظام الأساسي لقانون الجمعيات، الذي صدر في سبعينات القرن الماضي منع حدوث هذا الشيء، رغم أن المتضرر هنا، هم: السوق، والاقتصاد المحلي، والمواطنون المساهمون، الذين يقدّر عددهم بـ36 ألفاً، فهل يُعقل أن تصر وزارة الاقتصاد على تطبيق القانون، رغم معرفتها المسبقة بالتحديات الحالية، والظروف التي يمر بها الأفراد والقطاعات!

صافي أرباح الجمعية يقدّر بنصف مليار درهم، ومع ذلك لم تتحقق الاستفادة الكاملة من هذا الربح للمواطنين المساهمين، ولا للجمعية، ولا للقطاعات الاقتصادية الكثيرة التي تتعامل معها الجمعية، حيث تم تجميد أكثر من 200 مليون درهم لتطبيق البند القانوني الخاص بضرورة الاحتفاظ بـ20% من الأرباح كاحتياطي قانوني لكل عام، حتى تصل لضعفَيْ رأس المال، وعند تطبيق القانون على العامين المنصرمين، وصلنا إلى هذا الرقم المبالغ فيه.

ثم إن كان الاحتفاظ باحتياطي قانوني يبلغ ضعفَيْ رأس المال، أمراً يتناسب مع حجم الجمعيات في السبعينات، فإنه حتماً لا يتناسب مع الوقت الحالي، فضعفا رأسمال أي جمعية كبيرة في الإمارات قد يصل إلى أربعة مليارات درهم، فهل يُعقل أن يتم تجميد مبلغ كهذا!

هذا ما حدث في جمعية الاتحاد، ووفقاً للقانون، تم تحويل أو بالأحرى تجميد 200 مليون درهم، في وقت يحتاج فيه كثير، إن لم يكن جميع المساهمين، للسيولة النقدية، وهم في الأغلب أُسر بسيطة، كانت ستضخ أي مبالغ تحصل عليها في السوق على شكل مشتريات، بل إن الوزارة تحفظت على مبدأ توزيع الأرباح هذا العام، ولولا موافقة الجمعية العمومية على توزيع أرباح مماثلة للعام الماضي، لما حصل أيٌّ من المساهمين على درهم واحد، مع العلم بأن عدم توزيع الأرباح، عملياً، يُعتبر مخالفة قانونية، تحفظت عليه الوزارة، رغم أنه في مصلحة الجميع!

حرمان السوق في هذا الوقت مبلغاً كهذا، ليس في مصلحة أحد، وهذا حدث لأننا نطبّق بمفاهيم وإمكانات وحجم ووضع الحياة والاقتصاد والسوق اليوم، ونحن نعيش في دولة تصنّف ثاني أكبر اقتصاد عربي، وعنصراً فاعلاً ومؤثراً في اقتصاد العالم، قانوناً يعود إلى فترة قيام وتأسيس الدولة، عندما كان حجمها وتأثيرها وسوقها بسيطة وناشئة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجميد 200 مليون ليس في مصلحة أحد تجميد 200 مليون ليس في مصلحة أحد



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 18:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 صوت الإمارات - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 صوت الإمارات - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 06:14 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

العاهل الأردني يلقي خطاب العرش في افتتاح مجلس الأمة العشرين
 صوت الإمارات - العاهل الأردني يلقي خطاب العرش في افتتاح مجلس الأمة العشرين

GMT 19:13 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 صوت الإمارات - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 صوت الإمارات - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 18:09 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

تصميمات مختلفة لسلاسل من الذهب رقيقة تزيدك أنوثة

GMT 11:26 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

الصين تتسلم الدفعة الأولى من صواريخ "أس-400" الروسية

GMT 16:28 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

تسمية بافوس القبرصية عاصمة للثقافة الأوروبية

GMT 18:36 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 12:16 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 17:14 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بن راشد يُصدر مرسوماً بضم «مؤسسة الفيكتوري» إلى نادي دبي

GMT 01:20 2019 السبت ,20 تموز / يوليو

نبضات القلب المستقرة “تتنبأ” بخطر وفاتك!

GMT 02:41 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

"الفاتيكان" تجيز استئصال الرحم من المرأة لهذا السبب فقط

GMT 23:19 2013 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

"Gameloft" تستعرض لعبة "Asphalt"بهذا الصيف

GMT 13:12 2013 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

معرض الكتاب الكويتي منصة متميزة لأصدارات الشباب الأدبية

GMT 09:48 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

الإذاعة المِصرية تعتمد خِطة احتفلات عيد "الأضحى"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates