بقلم - سامي الريامي
ليس سهلاً أبداً أن تسبق العالم، وليس سهلاً على الإطلاق أن تُنجز ما عجزت عن إنجازه دول كثيرة، بمختلف مستوياتها، صغيرة كانت أم كبيرة، كما أنه ليس من السهل أبداً أن تنجح بامتياز في التعامل مع أزمة عالمية خانقة لم تمر على البشرية، وعلى مر العصور، درجة حدتها وتأثيرها، واحتار الجميع في طريقة وآلية التعامل معها، فاختلفت التوجهات، واختلفت السياسات، واختلفت طرق المواجهة، ومع ذلك نجحت الإمارات بامتياز في هذا التحدي العالمي الكبير!
نعم نجحت الإمارات في إدارة أزمة جائحة «كورونا»، وانتشار هذا الفيروس الذي كاد يدمر العالم. نجحت في التعامل مع هذه الأزمة الخطيرة، بل نجحت بامتياز، وبشهادة العالم ومنظماته، وبالأرقام الحقيقية المؤكدة، فقد وصلت الحملة الوطنية للتطعيم إلى هدفها الذي أعلنت عنه أخيراً بتطعيم 52.46% من الفئة المستهدفة من إجمالي سكان الإمارات، وتم تقديم اللقاح إلى 70.21% من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، وقدمت الإمارات سبعة ملايين جرعة لقاح ضمن أكثر من 205 مراكز طبية في مختلف مناطق الدولة، وهذا الإنجاز يضع الدولة في مقدمة الدول في نسبة التطعيم، وهو ما يدعونا جميعاً للشعور بالفخر والاعتزاز، وتقدير فرق العمل كافة التي عملت بكل جهد وإخلاص، وكانت خلف تحقيق هذه الأرقام التي لم تحققها أية دولة أخرى!
لم تصل الإمارات لهذا الإنجاز، ولم تنجح بامتياز في التعامل مع أزمة «كورونا» فقط لأنها دولة نفطية تمتلك المال. مُخطئ وغير منصف من يعتقد ذلك، فالإمارات ليست أغنى دولة في العالم، وكل من يسبقها في حجم ثروته لم يستطع مجاراتها في التعامل الإيجابي مع الأزمة، سواء من ناحية كميات وأعداد الفحوص اليومية التي تجريها للشعب، أو من ناحية توفير اللقاحات في الوقت المناسب قبل الجميع، وبالطريقة السهلة المناسبة التي شملت جميع من يقيم على أرضها!
ليس المال وراء الإنجاز، بل الإدارة الحكيمة والصحيحة للأزمة، وتسخير المال لصالح حماية الشعب، والتخطيط المسبق الصحيح، واستباق الأحداث برؤية تخطيطية استراتيجية، وهذا ما فعله وخطط له قادة دولة الإمارات، وهذا ما سار عليه المسؤولون التنفيذيون على أرض الواقع، وبذلك صنعت الإمارات إنجازها التاريخي الذي ستذكره أجيال وأجيال.
نعم سيذكر التاريخ وسيذكر العالم أن توافر اللقاحات بسرعة وسهولة شديدتين، وتوفيرها مجاناً لكل إنسان يعيش على أرض الإمارات، بل وتوزيعها مجاناً على دول كثيرة، إنجاز إماراتي بامتياز تحقق في معركة بشرية ضد فيروس وجائحة هي الأخطر في عصرنا الحديث، وهذا الإنجاز يفرض علينا جميعاً في دولة الإمارات التكاتف والتعاون والوقوف خلف توجيهات وأوامر قادتنا وحكومتنا، والمبادرة إلى أخذ اللقاح لضمان تحقيق المناعة المجتمعية، والالتزام بكل الإجراءات الاحترازية التي تقرها الدولة حتى يتم الإعلان عن العودة من جديد إلى حياتنا الطبيعية!