بقلم - سامي الريامي
صديق عزيز تلقّى رسالة نصية من الصين، يقول له فيها شريكه الصيني بالحرف: «أنتم محظوظون، كنتم من أولى دول العالم حصولاً على اللقاح، وتستطيعون الحصول عليه كمواطنين بسهولة، فيما نعاني نحن في الصين صعوبة بالغة من أجل الحصول على اللقاح، بسبب أعدادنا الهائلة، رغم أن اللقاح صناعة صينية»!
بالتأكيد مثل هذا الرجل الصيني، وغيره مئات الملايين من مختلف دول العالم، يعرفون جيداً قيمة وفائدة اللقاح، فهم من أكثر شعوب العالم قرباً من الفيروس، وتضرراً منه، وهم في الوقت ذاته يعرفون معنى أن توفر دولة ما هذا اللقاح لشعبها مجاناً، بكميات كبيرة، فالأمر ليس سهلاً، ومعظم دول العالم لا تستطيع فعل ذلك، لكن ما لا يعرفه هذا الصيني، وما لا يمكن أن يستوعبه عقله، هو أنه رغم الجهود الجبارة التي تبذلها الإمارات من أجل صحة وسلامة مواطنيها، هناك للأسف الشديد من لا يدرك حجم هذه النعمة التي وضعتها الدولة بين يديه، وهناك من لايزال يرفض الحصول على اللقاح، رغم جميع المعلومات التي تؤكد أنه المخرج الآمن من متاهة ومأزق فيروس «كورونا»، الذي حرمنا حياتنا الطبيعية طوال سنة كاملة!
اللقاح آمن تماماً، هذه حقيقة علمية ثابتة، يجب أن تلغي وتجُبَّ الشائعات المُملة التي لايزال يصرّ عليها كثيرون، واللقاحات تمثل وسيلة فعالة لحماية المجتمعات، واستئصال الأمراض المعدية، وإنهاء مهددات صحة البشر، ليس من فيروس «كورونا» فقط، بل أثبتت عبر التاريخ والعقود الماضية أنها كانت سبباً مباشراً في استئصال أمراض عدة كانت تهدد حياة الناس. كما أسهمت اللقاحات في القضاء على العديد من الأوبئة مثل الحصبة وشلل الأطفال وغيرهما. واليوم، فإن اللقاح الذي وفرته الدولة بصنفيه هو الوسيلة الآمنة لحماية المجتمع والقضاء على فيروس «كورونا»، بجانب الالتزام التام بالإجراءات الاحترازية وعدم تجاهلها لضمان حلّ سريع وفعال ومضمون.
وعلى جميع المتردّدين الذين يطيلون أمد أزمة «كورونا» بترددهم، ويزيدون مخاطر انتشار الفيروس، أن يتأكدوا تماماً، أنه، في ظل زيادة أرقام المصابين يومياً، وانتشار الإصابات بجائحة «كوفيد-19» بشكل مقلق، وعدم وجود علاج حالي، أن العودة إلى نمط الحياة الطبيعية من جديد لن تتحقق إلا من خلال اللقاح، فهو السبيل القصيرة والآمنة لحماية أفراد المجتمع، فهل نشهد زيادة في الإقبال على اللقاح، خلال الفترة المقبلة، بمعدل متسارع يجعل خروجنا من مأزق فيروس «كورونا» أسرع؟ هذا ما نتمناه!