بقلم - سامي الريامي
مذ كنت طالباً في جامعة الإمارات، تعلقت بأسلوبه السهل الممتنع المميز، كنت أنتظر محاضراته لأنها باختصار مختلفة وغير مملة، وهو بالفعل أحد أفضل الأساتذة الذين مروا على جامعة الإمارات، فهو يمتلك قدرة كبيرة على الإقناع، ولديه موهبة ربانية تجعل كل من يستمع إليه ينصت باهتمام.
واثق بنفسه دائماً، مطّلع وقارئ نهم، ومثقف من الطراز الرفيع، من النادر أن تختلف معه حتى لو كنت تعتقد أنك محق، لأنه يخاطب العقل بأسلوب العقلاء.
معالي الدكتور أنور قرقاش، شخصية استثنائية فريدة ومميزة، هادئ الطباع، غزير العلم والثقافة، ولديه من الصبر وسعة البال ما لا يمكن أن يتخيله أحد، فلم يحدث أن رأيته يوماً غاضباً، بل هو ممن يمتلكون القدرة على التعامل مع أي شخص، وأي ظرف، بأسلوب قد لا يخطر على بال من أمامه، إنه بالفعل تشرّب الدبلوماسية والحكمة والهدوء قبل أن يدخل إلى عالم العمل الدبلوماسي بسنوات طويلة، ثم استطاع أن يطوّع صفاته الشخصية، وثقافته الواسعة، لصالح عمله كوزير دولة للشؤون الخارجية، ليصبح بحق.. الشخص المناسب في المكان المناسب.
يستحق كل كلمات الإشادة التي قيلت في حقه، ويستحق وسام الاتحاد الذي منحه إياه صاحب السمو رئيس الدولة، وحرص على تسليمه له قائدان كبيران هما صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، فما قدمه الدكتور أنور إلى وطنه ليس بالشيء القليل، فهو «أحد أهم رواد العمل السياسي والأكاديمي والاقتصادي الإماراتي، والذي استطاع إحداث تحولات كبيرة في العمل السياسي الخارجي وعلاقات الإمارات الدولية والإقليمية».
إنه مدرسة في العمل السياسي، ومدرسة في الدبلوماسية، لذا فلا غرابة أبداً أن يتم إطلاق اسمه على أكاديمية رسمية للعمل الدبلوماسي، لتصبح «أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية»، التي لاشك في كونها مكاناً مميزاً لتخريج أفواج من الدبلوماسيين الإماراتيين، الذين سيحملون مسؤولية العمل السياسي في السنوات المقبلة، لذا من الضروري جداً أن يكون أمامهم النموذج والقدوة الذي سيسيرون على خطاه، ويتعلمون الكثير من هدوئه وحكمته، فالدكتور أنور قرقاش قدم مساهمات دبلوماسية لا تحصى لوطنه، وأسهم في إحداث تحولات كبيرة في الأداء الدبلوماسي والسياسي الإماراتي، عبر جميع الحدود.