بقلم - سامي الريامي
الوقت الآن وقت التعاضد، ووقت التعاون التام مع الجهود الحكومية المبذولة، بالتأكيد هي مرحلة صعبة، على العالم بأسره، وعلينا نحن كذلك، فنحن لسنا بمعزل عن العالم، بل نحن قِبلة لهذا العالم، ونحن مَن نربط شرقه بغربه، وما يحدث في أي دولة، بعيدة كانت أم قريبة، فإن انعكاساته قد تصل وتؤثر فينا، لأننا في نهاية الأمر دولة محورية ذات اقتصاد قوي، وعلاقاتها المتميزة والقوية تربطنا بمعظم قارات العالم.
فيروس «كورونا» في موجته الجديدة أسرع انتشاراً من السابق، وهذا أمر واضح جداً من قراءات الأرقام، خلال الأسابيع الماضية، لقد وصلنا إلى معدل جديد لم نصل إليه في الموجة الأولى، وهذا أمر توقعته معظم دول العالم، لذلك فإن الوضع صعب هذه المرة، لكن مع ذلك يمكننا مواجهة هذا التحدي، شريطة أن تتّحد الإرادة الشعبية مع الإرادة الحكومية، وشريطة تعاون الجميع، ورفع مستوى الحذر، من خلال زيادة حرص كل فرد في هذا المجتمع على نفسه وغيره، والالتزام بشكل تام بكل الإجراءات الحكومية، في كل التحركات.
نعم نعاني زيادة في أعداد المصابين بشكل يومي من فيروس «كورونا»، حالنا كحال معظم مدن ودول العالم، لكننا نختلف عن كثيرين منها، وذلك لأن الدولة وفرت اللقاح المضاد للفيروس مجاناً وللجميع، وتسير وتيرة التطعيم بهذا اللقاح بشكل جيد، وبأرقام متصاعدة على مدار الساعة، وبفضل استجابة أعداد كبيرة جداً من أفراد المجتمع، مواطنين وأجانب، ستصل الإمارات، بإذن الله، إلى الهدف الذي تسعى إليه لتحصين المجتمع بأسره من هذا الفيروس اللعين!
اللقاح هو سبيلنا لتحويل مجرى الانتشار إلى الانحسار، وتغيير وضع منحنى الفيروس من الصعود إلى النزول، وهو الطريق إلى تحصين المجتمع وأهله من مخاطر وأضرار هذا الوباء، وهو السبيل للعودة إلى حياتنا الطبيعية، والإسراع في الحصول على هذا اللقاح هو أفضل وسيلة حماية يمكن أن يحصل عليها الشخص في هذا الوقت، حماية نفسه وحماية كل من يحيطون به!
وبالتوازي مع اللقاح، علينا ألا ننسى إجراءات وخطوات المكافحة الرئيسة، فهي وقاية للإنسان كي لا يفاجأ بوصول الفيروس إليه قبل حصوله على اللقاح، وهذان الأمران معاً هما مفتاحنا لهزيمة فيروس «كورونا»، وعلينا ألا نترك أحدهما ونتشبث بالآخر، فهما طريقان متلازمان، يكمل كلّ منهما الآخر، وعلينا جميعاً أن نتعاون ونتعاضد، ونتشارك في مساعدة بعضنا بعضاً، وتذكير بعضنا بعضاً بكل إجراء يبعد عنا شبح اقتراب هذا الفيروس الخطير!