بقلم - سامي الريامي
هناك تحديات تحول دون استمرار أو نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة في الإمارات، على الرغم من أن هذه الشريحة تعد عصب النشاط الاقتصادي لأي سوق أو اقتصاد، وأبرز هذه التحديات أو العقبات، صعوبة الحصول على تمويل، وهي عائق رئيس أمام هذه الشركات، وتشير الإحصاءات إلى أن 33% من المشروعات الصغيرة والمتوسطة في الإمارات لديها احتياجات تمويل لم تتم تلبيتها.
ومشكلة صعوبة الحصول على تمويل، مرتبطة بعوائق أخرى، مثل محدودية الإقراض طويل الأجل، حيث إن معظم المصارف التجارية لا تتجاوز سبع سنوات في مدة التمويل، إضافة إلى وجود نقص في المنتجات التي تقدمها البنوك للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، مثل تمويل الشركات الناشئة، وتمويل رأس المال العامل.
كما لا يخفى على أحد صعوبة الوضع وتضاعف التحديات التي تواجه هذا النوع من الشركات بسبب تداعيات جائحة «كوفيد-19»، وما حدث خلالها من تغيير في توجه الاستهلاك، وإعادة تصميم نماذج الأعمال للشركات والمؤسسات عالمياً ومحلياً.
لذلك، ركزت حكومة الإمارات جهودها في المرحلة المقبلة وفقاً لخطة مصرف الإمارات للتنمية الجديدة، لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، عبر مجموعة من المنتجات المالية، إضافة إلى بناء بيئة حيوية خصبة لهذه الشركات تساعدها على النهوض والنمو، ولن يقتصر دور المصرف في المرحلة المقبلة على الإقراض فقط، بل سيعمل على تعزيز الإقراض المباشر نحو قطاعات حيوية منتقاة، مثل الصناعة والتكنولوجيا والرعاية الصحية والأمن الغذائي، إضافة إلى تطوير منتجات مالية جديدة وفريدة من نوعها، مثل التمويل طويل الأمد، والاستثمار في رأس المال، والتمويل المدعوم بالأصول.
ليس هذا فحسب، بل هناك منتجات وخدمات غير مالية سيعمل المصرف على توفيرها لنقل وبناء المعرفة، لمن هم في أمسّ الحاجة إليها من رواد الأعمال والشركات الناشئة والصغيرة.
مصرف الإمارات للتنمية أعلن عن تأسيس صندوق بحجم مليار درهم لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، وذلك من أجل تسريع تطورها، ونموها، وزيادة تأثيرها ودورها في الاقتصاد الوطني، وهذه نقلة نوعية ضخمة ستعمل على وضع حلّ جذري لواحد من أكبر وأصعب التحديات التي واجهت هذه الشركات طوال الأعوام الطويلة الماضية.
الباب الآن مفتوح على مصراعيه لأصحاب العقول الشابة للابتكار والإبداع في الدخول إلى مجالات استثمارية جديدة، تفتح لهم آفاقاً أرحب في عالم المال والأعمال، فالدولة سعت جاهدة لتذليل الصعاب التي يواجهونها، وهي جادة لدعمهم وضمان تفوقهم ونموهم.