بقلم - سامي الريامي
لا عيب إطلاقاً في تشديد الإجراءات الاحترازية، كما لا يعتبر تراجعاً أبداً عندما تتخذ الدولة تدابير احترازية جديدة لمنع انتشار فيروس كورونا، ولا يحتمل ذلك أي معنى سلبي، بل إن التفكير بهذا المنطق هو الغريب حقاً، والتفكير المنطقي الرشيد هو الذي يؤيد فكرة المرونة في التعامل مع فيروس كورونا، وبشكل متغير وغير ثابت، فطبيعة الفيروس تحتم على الجهات الحكومية تغيير استراتيجياتها وسياساتها بشكل مستمر، وربما سريع، لأن هذا التغيير في السياسات والإجراءات يتناسب ويواكب وضع الفيروس المتغير على أرض الواقع، فكلما زاد انتشاره وارتفعت أعداد المصابين به، اتخذت الحكومة تدابير إضافية وإجراءات جديدة، تهدف أولاً وأخيراً إلى تفادي الضغط على القطاع الطبي، وإعطائه الفرصة المناسبة لعلاج المصابين بأريحية.
القرارات الحكومية التي يتم اتخاذها تقوم في الأساس على مراقبة دقيقة لتطورات الوضع القائم، سواء كان محلياً أو عالمياً، والمرونة هنا هي أمر إيجابي للغاية، والسرعة كذلك في اتخاذ القرار المناسب، وفي الوقت المناسب، هي أحد الأسلحة المهمة لمكافحة فيروس كورونا، والقرارات المتغيرة سواء في العودة إلى زيادة التشديد، أو تخفيف القيود، لا تعتبر أمراً سلبياً، ولا هي - كما يعتقد البعض - تخبط في اتخاذ القرارات، بل على العكس تماماً، هي أمور صحيحة للغاية، وتجري وفق تقييم دقيق للمستجدات، وكما يعلم الجميع فالفيروس غريب ومتغير ومتحور، ينتشر سريعاً أحياناً، ويتراجع أحياناً، لذا فمن الطبيعي جداً أن تكون الإجراءات الاحترازية الوقائية متغيرة وتعمل بشكل متوازن بين الحفاظ على صحة وسلامة أفراد المجتمع من ناحية، والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي من ناحية أخرى.
ببساطة وكما يقول الدكتور عامر الشريف رئيس مركز التحكم والسيطرة لمكافحة فيروس كورونا في دبي: «القرارات التي يتم اتخاذها في دبي بخصوص الإجراءات الاحترازية والوقائية قائمة على دراسة المعطيات العلمية، وأعداد الإصابات المؤكدة، وكل المتغيرات التي يتم رصدها على مدار الساعة، في متابعة لصيقة لما يحدث في الداخل والخارج من قبل مركز التحكم والسيطرة، الذي يرفع تقاريره بصفة دورية مستمرة وفورية إلى الجهات المعنية، لتقييم الموقف، واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب».
والأهم من ذلك كله هو أن الأمر لايزال تحت السيطرة، حيث لدى دبي القدرة على رفع الطاقة الاستيعابية لنظامها الصحي للتعامل مع أي ارتفاع في أعداد الإصابات بفيروس كورونا، وفق الحاجة، وبسرعة وكفاءة عاليتين.
وهذا ما طمأن به الدكتور عامر، حيث أكد أن المنظومة الصحية في دبي تستوعب في الوقت الراهن كل من هو في حاجة إلى رعاية طبية، وقادرة على استقبال الجميع لتقديم أفضل أشكال الرعاية الصحية والعلاج، مع الاستعداد الكامل لاستيعاب أي ارتفاع قد يطرأ في أعداد الإصابات، لا قدر الله.