طرق لبنان المسدودة على الأرجح
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
الثلاثاء 11 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

طرق لبنان المسدودة... على الأرجح

طرق لبنان المسدودة... على الأرجح

 صوت الإمارات -

طرق لبنان المسدودة على الأرجح

حازم صاغية
بقلم - حازم صاغية

بات يمكن القول إنَّنا أمام اقتراحين للعلاج، نسمّيهما بقدر من التجاوز: واحداً فرنسيّاً، وآخر أميركيّاً.

العلاج الفرنسي محافظ، يترك الأمور على ما هي عليه ويركّز على الفساد والمساعدات. الحكَّام هم أنفسُهم، مع تعديلات تتركَّز خصوصاً على المداورة بين الوزراء. شرعيَّة البرلمان المنتخب قبل الثورة، وقبل جريمة المرفأ، تبقَى موضع احترام. سلاح «حزب الله» لا يُمسُّ ويُكتفَى بتسجيل «الخلاف» معه.
بلغة أخرى: مع الفرنسيّين نحن أمام محاولة لمكافحة الفساد من دون مكافحة أسبابه. إذن، احتمالات تكرار ما حصل تبقى قائمة دوماً حتَّى لو تمكنَّا من الحصول على معونات «توقف اقتصاد البلد على قدميه».
البعض قد يذهبون أبعد في اكتشاف فضائل «الاعتدال»، فيرون ما هو فاضل في امتلاك «حزب الله» السلاح، وهو منع الحرب الأهليَّة التي تتطلَّب طرفين مسلَّحين. هنا يُغضُّ النظر عن حقيقة أخرى قد تكون أهمَّ: إنَّ وجود هذا السلاح يمنع السلم الأهلي أيضاً، ويُبقي البلد في حالة رجراجة من العنف الموضعي والمتقطّع. هذا من دون نسيان حقيقة أخرى: في ظلّ هذا السلاح، تبقى احتمالات تعريضنا لتداعيات العنف الإقليميّ، خصوصاً الضربات الإسرائيليَّة، احتمالات ماثلة، بل مُلحَّة. حدثٌ في ضخامة انفجار المرفأ قد يكون واحداً من تلك التداعيات.
تجاهل هذه المخاطر ليس عيبَ إيمانويل ماكرون بقدر ما هو عيب العجز اللبناني عن التغيير. تفادي هذا العجز كان في وسعه أنْ يقوّي موقع ماكرون حيال رموز السلطة اللبنانيّة، ويدفعه إلى اقتراحات أكثر جذريّة. لكنْ في النتيجة، يبقى العلاج الفرنسيّ، والحال هذه، هشّاً وضعيفاً، بحيث يستطيع نبيه برّي، بذريعة وزارة الماليَّة، أو أي قطب طائفي آخر، أن يعطّله ويلغيه. وحتَّى لو تشكَّلت حكومة جديدة، فإنَّ سيف «الميثاقيّة»، في تأويل أعوج لها، سيبقى مسلَّطاً على رأسها. فإذا أضفنا سيف «حزب الله» وسلاحه، القابل للاستعمال في أيّ لحظة، غدا الكلام الكثير عن «تسهيل» تشكيل الحكومة، و«تسهيل» عملها، و«عدم عرقلتهما»، كلاماً لا يُحمل على محمل الجدّ.
العلاج الأميركيّ، على العكس تماماً، علاج جذريٌّ. الكي بالعقوبات. انسوا المعونات والمساعدات، لأنَّ المطلوب، إن لم يكن رأس سلاح «حزب الله»، فرأسُ موقعه في الحياة السياسيّة وحصوله على تمثيل حكوميّ. وإذا قالت باريس إنَّ الحزب منتخب من لبنانيّين كثيرين، وممثَّل في البرلمان بالتالي، قالت واشنطن إنَّه تنظيم إرهابيٌّ، يقتل أميركيّين، ويدير شبكات تهريب للمخدّرات وسواها. فوق هذا، هو، في عرفها، عنصر تخريب إيراني لخطط الولايات المتّحدة في المنطقة، وأهمُّها الآن تعبيد طرق السلام والتطبيع بين الدول العربيَّة وإسرائيل.
الأمر، إذن، عند الولايات المتّحدة، هو: إمَّا أو... ما من حلول وسطى. والمنازعات في المنطقة مرشَّحة للتصاعد، أقلّه حتَّى الانتخابات الرئاسيَّة الأميركيَّة، وربَّما بعدها كذلك، بترمب أو حتَّى ببايدن.
هذا ما يضع لبنان في مواجهات مفتوحة قد تنزلق في أيّ لحظة إقليميّاً عبر الحدود اللبنانيَّة - الإسرائيليّة أو السوريّة - الإسرائيليَّة، حيث يوجد بقوّة «حزب الله».
في هذه الغضون، سوف يموت ويجوع لبنانيُّون أكثر، فيما تزداد التراكيب الطائفيّة قوّة ورسوخاً، أكانت في صفّ «حزب الله» أم في الصفّ المناوئ له.
مشكلتنا مع العلاجين، ومشكلة العلاجين نفسيهما، أنَّ «حزب الله» هو، في وقت واحد، لبنانيٌّ وإيرانيٌّ، مُنتَخبٌ وإرهابيٌّ. لهذا يصحُّ فيه التوصيف الفرنسي بقدر ما يصحُّ التوصيف الأميركيّ. لكنْ لهذا أيضاً يبقى التوصيفان ناقصين.
هل ثمّة ما يجنّب اللبنانيّين هذين العلاجين أو يتفادى قصورهما؟. نظريّاً، نعم. إنّه حصول تغيّر في السلطة الإيرانيّة، تغيّرٌ لا يستفيد منه لبنان وحده، بل تستفيد شعوب المنطقة برمّتها، على رأسها الشعب الإيراني ذاته.
لكنَّ هذه مسألة لا يستطيع أحد التحكّم فيها، خصوصاً أنَّ الإيرانيّين ما زالوا، خصوصاً منذ 2009، يضمّدون الجراح التي نجمت عن قمع انتفاضاتهم.
تغييرٌ في سوريّا يطيح الأسد وسلطته قد يساعد أيضاً. لكنَّ هذا، لسوء حظّ السوريّين قبل اللبنانيّين، ما طال انتظاره ولم يتحقّق. واليوم، وبعد كلّ ما حصل في سوريّا، يصعب أن يظهر هناك ما يفيد السوريّين واللبنانيّين، وقد يظهر دائماً ما يفاقم التوتّر المذهبي في البلدين بدل المساهمة في تذليله.
على أي حال، وحتّى في حال افتراض تطوّرات إيجابيّة في إيران، أو حتّى في سوريّا، أجاءت من الداخل، أم من الخارج، فهذا ما يقدّم للبنانيّين الفرصة والإمكانيّة، إلاّ أنّه لا يقدّم الخلاص. إذ ماذا عن طوائفنا وعن قياداتها السياسيّة المتخمة بالعفن؟ هل تستطيع أن تتغيّر على نحو يسهّل استفادتها من تحوّلات كهذه في حال حصولها؟
أغلب الظنّ، ووفقاً لما نعيشه ونعرفه ونراه، أنّ الجواب هو: لا.
لهذا تبدو الطرق، حتّى إشعار آخر، مسدودة. أمّا التشاؤم التاريخي فيبدو اليوم سيّد المشاعر النبيلة، بل العقلانيّة أيضاً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طرق لبنان المسدودة على الأرجح طرق لبنان المسدودة على الأرجح



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 21:52 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 01:20 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شرطة أبوظبي تطرح 60 رقمًا مميزًا للمركبات في مزاد علني

GMT 13:12 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

مجدي بدران يكشف أهم مصادر أول أكسيد الكربون داخل المنزل

GMT 20:21 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

البريطاني لويس هاميلتون يفوز بسباق جائزة روسيا الكبرى

GMT 15:07 2019 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"تويوتا" تستعد للكشف عن سيارة "رايز" الجديدة

GMT 19:43 2019 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

"شقيق الروح" صلاة جنائزية كتبت لإحياء ذكرى المنسيين

GMT 02:25 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

استعدْ لمُشاهدة 3 ظواهر سماوية تتشابك لخلق خسوف كلي للقمر

GMT 23:48 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

ريما خزين تنتظر طرح أغنية " ما تسبني اعيش " خلال أيام

GMT 07:56 2018 السبت ,30 حزيران / يونيو

أول طائرة تعمل بالطاقة النووية في العالم

GMT 16:20 2015 الخميس ,17 أيلول / سبتمبر

تعرفي على أربعة شروط للعطر خلال فصل الصيف

GMT 03:43 2016 الإثنين ,25 إبريل / نيسان

طبعة محدودة من عطر CH Central Park من CH
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates