علي العمودي
تحتفي الامارات باليوم العالمي لمكافحة المخدرات الذي يصادف يوم غدٍ السادس والعشرين من يونيو، وفي مناسبة كهذه نحيي مجدداً الجهود الكبيرة لوزارة الداخلية وإداراتها المعنية لحماية المجتمع من شرور المخدرات، وتقدم تجار السموم للعدالة، ممن يريدون تدمير أهم وأغلى ثروة لكل أمة.. شبابنا، وتقويض الأسر التي هي أساس كل مجتمع.
وهنا يبرز كذلك الدور الجليل للمركز الوطني للتأهيل، وهو يقوم بواجبه ويمد يده نحو الذين وقعوا بين براثن الإدمان في غفلة من الزمن، بعدما زين لهم رفاق السوء ومروجي السموم محاسن الإقبال على بضاعتهم القاتلة.
المركز الذي أنشئ عام 2002 بتوجيهات القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ويحظى برعاية ودعم من لدن القيادة الرشيدة، يساهم مساهمة كبيرة في مساعدة ضحايا المخدرات على التخلص من الإدمان، والعودة لحياتهم الطبيعية كما لو أنهم وُلدوا من جديد.
نجح المركز الوطني للتأهيل على امتداد السنوات الماضية في النهوض برسالته السامية، ليعيد البسمة والفرحة للكثير من الأسر التي كان فلذات أكبادها في مهب الريح، واعتقدوا في لحظة أحباط ويأس أنهم قد فقدوهم وهم أحياء بينهم، بعد أن غرقوا في متاهات الإدمان والضياع، خاصة أن المركز يعتمد السرية التامة في التعامل مع نزلائه ومراجعيه، فكل واحد منهم رقم وملف لضمان الخصوصية الكاملة للحالة، وتحقيق النجاح للهدف الموضوع لها، بتخليص صاحبه من براثن الإدمان.
لقد كان للشراكات التي عقدها المركز مع الكثير من الجهات المعنية أثرها في التعريف برسالته نحو مجتمع يتربص به تجار السموم الذي يريدون النيل منه، ومما تحقق لأبنائه من العيش الرغد الكريم، والحياة الرفاهية بفضل من الله وجهود قيادته الرشيدة.
إن التصدي لآفة المخدرات، وغيرها من المواد المضرة بالعقل، هي مسؤولية جماعية تتصل بحماية الوطن وصونه وأبنائه، ورسالة تتطلب تضافر جهود شرائح وفئات المجتمع كافة، وفي الوقت ذاته عدم التخلي عمن وقعوا فرائس لهذه الآفة من خلال العمل لأجلهم بصبر ورؤية وتخطيط لاستعادة شباب في عمر الزهور لجادة الصواب، والأخذ بيدهم ليعودوا إلى أحضان وطنهم وأسرهم، ويكونوا منتجين وفاعلين لأجله، عبر رؤية المركز الوطني للتأهيل، وجهوده المقدرة في الميدان.