علي العمودي
بعد الكلمة التاريخية الملهمة للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في القمة الحكومية بدبي، واختتمت بالأمس في دبي، قام سموه بزيارة خاطفة للعاصمة الفرنسية باريس، ليلتقى في قصر الإليزيه بالرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، قبل أن يقفل عائدا للمشاركة في المسيرة الاحتفالية إيذانا بانطلاق فعاليات ثالث دورة لمهرجان قصر الحصن بعد ظهر أمس. محطات ثلاث متلاحقة تختزل حالة حراك تميز الإمارات وقيادتها سعيا لخير الإنسان أينما كان.
المحطة الأولى خطاب تاريخي ملهم، جمع قصة الإمارات في سِفر مفتوح، ترددت أصداؤه بين القلوب والمهج، ولأمس الشغاف والعقول لقائد وقامة بحجم محمد بن زايد يطل للمرة الأولي عبر قمة تحولت إلى منصة عالمية للتحاور والتواصل والابتكار.
وعبرت محطة الإليزيه عن الدور المهم لإمارات المحبة والعطاء على المسرح الدولي بالتعاون مع الأصدقاء والحلفاء لتعزيز الأمن والاستقرار لما فيه صالح البشرية جمعاء. وبالذات فيما يتعلق بالحرب العالمية علي الإرهاب، والعمل معاً لتجفيف منابعه واجتثاث جذوره. هذا الدور والالتزام يؤكد كذلك موقف الإمارات في التصدي لآفة تمثل تهديداً للحضارة الإنسانية والوجود البشري. وتشدد على نشر قيم الوسطية والاعتدال التي جاء بها الإسلام، والتي لا تمت لها من قريب أو بعيد أفاعيل هذه الشراذم الإرهابية، وبؤرها المنتشرة في مناطق عدة من عالمنا العربي والإسلامي.
أما المحطة الثالثة مسيرة قصر الحصن، والتي تقدمها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي إلى جانب سمو ولي عهد أبوظبي والشيوخ وجموع المواطنين، فلم تكن مجرد محاكاة لانتقال شيوخ آل نهيان من عاصمتهم الأولى ليوا إلى أبوظبي قبل نحو 300 عام، وإنما تمسك أبناء الإمارات بهويتهم الوطنية وتاريخهم العريق في عصر العولمة والتطور السريع المتلاحق. فالحصن ليس مجرد مبنى من حجر، وإنما قصة إنسان تحدى كل الظروف ليروي معجزة اسمها الإمارات سطرت فصولها رؤية قيادة وإرادة الإنسان.
أبو خالد حالة قيادية في حراك وعمل دؤوب وسباق متصل لا يعرف السكون لأجل الإنسان والخير والإنجاز.